الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أسما منور: السيطرة الكلية على اللوحة بيد الطبيعة

من أعمال أسما منور في غاليري المرسى بدبي ـ معرض «آفاق» (من المصدر)
12 مايو 2021 00:14

نوف الموسى (دبي)

في معرض الفنانة التشكيلة التونسية أسما منور «آفاق» في غاليري المرسى بدبي، اختراق لا بد منه في اللوحة يقوده الزمن، كما هو واضح ومتجلٍّ، إلا أن السيطرة الكلية كما ترى الفنانة تعود دائماً إلى الطبيعة، ما يطرح سؤالاً جوهرياً عن العوالم الطبيعية، وأبعادها غير المرئية، المُشكلة للشعور عبر الذاكرة، وهي محاولة آسرة نحو تجاوز السطح، من خلال تعميق الطبقات اللونية ومن ثم تفكيكها، التنقيب بداخلها. 
واستخدام «الخدش» فيها، له دلالة نوعية من حيث التجربة الإنسانية الكامنة في الذاكرة الشعورية لحركة اللون في اللوحة، ذاك الحس المرهف في قدرته البديعة على تشكيل الحياة، وإذا ما افترضنا أن الزمن وهم، فهل بذلك يكون الشعور محركاً بذاته، وحضوره أبدي وملحمي، وينتقل بين الأجساد بصمت، في مستويين من الوعي واللاواعي. وتأتي بذلك أعمال منور، لإدراك اللاواعي منها من خلال الوعي باللون وارتحال عبر عدة أشكال ومختلف الأسطح. 
الاشتغال على التجريد الغنائي، لدى منور، وتحديداً مستويات الشفافية، مروراً بعمق اللون وسماكته، تُدخل المشاهد في رؤية تأملية، حيث تأتي الأشكال الهندسية، في منحنيات ومستطيلات وكأنها تفرز طبقة سفلية غير مكتشفة ومطمورة في تلك المساحات المسطحة، خاصة مع النتوء والبروز المكشوف عبر الضوء في الملمح ذي الملمس الناعم والخشن. ما يعود بنا إلى أهم ما قام به التجريديون التونسيون في تاريخ الحركة الفنية، وهو الدفع بأسئلة جديدة، حول الهدف من الفن التشكيلي، وطبيعة تقنية التكوين فيه، وبالأخص الدلالات الرمزية للون، من مثل «الأحمر» و«الأزرق» لدى منور، في إحدى لوحاتها لون يشبه الأرض والصديد، تتكشف منه آثار عمارة مردومة، كأنها عبر خط الزمن، تعطيه ملامح وجغرافيا ومكاناً وأثراً، لتدل العالم إليه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©