السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زكاة المال تطهير للنفوس وتنمية للمجتمع

زكاة المال تطهير للنفوس وتنمية للمجتمع
10 مايو 2021 01:43

أبوظبي (الاتحاد) 

 فرض الله جل وعلا فريضة الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام، قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النور: 56]، وقد أوجبها الله تعالى لتحقيق معانٍ جليلة، وقيم أخلاقية رفيعة، فمن أدّاها طيبة بها نفسه، فقد ذاق طعم الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ فِي كُلِّ عَامٍ...».
وتقدّر نسبة زكاة المال بـ (2.5 %)، يخرجها المسلم الغني، وهو الذي يملك مُلكاً تاماً زائداً على حاجاته الأساسية، نصاباً يُقدّر بنحو (85) جراماً من الذهب أو ما يعادلها، بعد أن يمضي على ملكه للنصاب عام قمري كامل، ولها تفاصيل وشروط يجب على المسلم سؤال أهل العلم عنها.
وللزكاة فوائد عديدة، منها: «أنها تطهّر النفس وتزكّيها، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ سورة [التوبة: الآية 103]، وقال أيضاً: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ سورة [التغابن: الآية 16].
كما أنها سبب لنماء المال وحصول البركة من الله تعالى، قال عز وجل: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سورة سبأ: الآية 39]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ»، وعنه أيضاً عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ».
كما أنها سبب لرحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة، قال سبحانه: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾ [ سورة الأعراف: الآية 156].
كما أن الزكاة تمحو الخطايا، وتزيل الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: «وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ».
ومن فوائد الزكاة أنها سبب لدخول الجنة، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصاري رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ».
كما أنها سبب للنجاة من حرّ يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ».
ويتم توزيع الزكاة على مستحقيها وفق مصارفها التي حددها القرآن الكريم بقوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [ سورة التوبة: الآية 60]، وقد أنشأت الدولة «صندوق الزكاة» لتقوم بتسهيل أداء هذا الركن من أركان الإسلام، تأخذ الزكاة من الأغنياء وتقوم بتوزيعها على المصارف الشرعية المحددة.
وإن إخراج الزكاة برهان على إيمان صاحبها وطُهر نفسه وسبب لقربه من ربه ومحو خطاياه ورفع درجاته وزيادة أجره، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [سورة البقرة: 277].
ووعد الله من أدّى زكاة ماله طيبة بها نفسه، وصرفها في مصارفها الشرعية، بالأجر العظيم قال -عز وجل-: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [سورة البقرة: الآية 274].

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©