ون اج
يتعلق بالعيد أحكام كثيرة، نذكر منها ما يأتي: حكم صلاة العيد، وصلاة العيد سنةٌ مؤكدة، لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها ومداومته عليها، وبعض أهل العلم أوجبها، ويُخاطبُ بها: الرجل المكلَّفُ المقيم غيرُ المعذور، وتستحب في حق المرأة والصبي والمسافر، ومَنْ فاتته صلاةُ العيد مع الإمام استُحب له أن يصليها منفرداً من دون خطبة.
أيضاً إحياء ليلة العيد بالعبادة والذكر والتكبير، شكراً لله تعالى على إتمام فريضة الصيام، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]
وأخرج البيهقي في معرفة السنن والآثار عن صالح بن محمد بن زائدة، أنه سمع سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وأبا بكر بن عبد الرحمن: «يكبرون ليلة الفطر في المسجد، يجهرون بالتكبير»، ويتأكد التكبيرُ عند الخروج لصلاة العيد، ويستمر حتى يشرعَ الإمامُ في الصلاة، ويستحب أن يكون التكبيرُ جهراً.
وصيغة التكبير المستحبة: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إلٰه إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) ولو زاد (الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا الله أكبر، ولا نعبد إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون لا إله إلا الله وحده صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله، والله أكبر» فحسنٌ.
كذلك أداء زكاة الفطر قبل الصلاة لمن لم يكن قد أداها قبل ذلك، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد، وإغناء المحتاجين عن السؤال في هذا اليوم وإشراكهم في الفرحة والبهجة، وقد ورد في الحديث الشريف من طرق وألفاظ متعددة، ومنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَغْنُوهُمْ عَنِ الطَّوَافِ فِي هَذَا الْيَوْمِ» أخرجه ابنُ زنجويه في الأموال، والدارقطنيُّ والبيهقي في سننيهما.
ومن أحكام العيد الاغتسال، والتطيب، والتجمل بأحسن الثياب، ففي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ابْتَعْ هَذِهِ-الحلة- تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ»
وكذلك الفطر قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر بأكل تمرات أو غيرها، فعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم..» رواه الترمذي.
الخروج إلى مصلى لعيد أو المسجد ماشياً إن أمكن.
التوسعة على الأهل، وإظهار البهجة والسرور، واللعب وسماع الغناء المباح، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي جاريتان تغنيان.. فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبوبكر فانتهرني، وقال مزمارة الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دعهما يا أبا بكر، إنّ لكل قوم عيداً وهذا عيدنا».
المفتي في المركز الرسمي للإفتاء