اسمه وكنيته: أبو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن إبراهيم بن المغيرة، البُخَارِيّ.
وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ 194هـ ومن مناقبه وفضائله: عالم حافظ، بلغ أعلى درجة عرفت في الحفظ والمعرفة بالحديث الشريف حتى لُقب بأمر المؤمنين في الحديث، ووصف بأنه جبل الحفظ، وقد أكثر من الترحال في طلب العلم، فسافر إلى مكة والمدينة ومصر والعراق والشام لجمع الحديث الشريف عن علماء هذه الأقطار، وقَالَ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفٍ وَثَمَانِيْنَ رَجُلاً، وله مصنفات عدة أهمها (الجامع المسند الصحيح) المعروف بصحيح البخاري، والأدب المفرد، والتاريخ الكبير.
توفي لَيْلَةَ عيدِ الفِطرِ، سَنَةَ 256هـ، وَقَدْ بَلَغَ 62 سَنَةً.
قَالَ البُخَارِيّ: كُنْتُ عندَ إِسْحَاقَ بنِ رَاهوَيْه فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: لَوْ جمعتُم كِتَاباً مختصِراً لسُنَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي قَلبِي. فاستثمر البخاري هذه الفكرة وانطلق مجتهداً في تنفيذها، قَالَ: فَأَخذتُ فِي جمعِ هَذَا الكِتَابِ، فأَخرجتُه من زهاء ستمائة أَلْفِ حَدِيْثٍ.
وحرص رضي الله عنه، على تطبيق أعلى المعايير في جمع الحديث، فقال: مَا أَدخلتُ فِي هَذَا الكِتَابِ إلَّا مَا صَحَّ. ووضع أحاديثه بدقة ودراية، فقال: لاَ يخفَى عليَّ جَمِيْعُ مَا فِيْهِ.
ويستفاد من الإمام البخاري أن الفكرة الإيجابية يمكن أن تكون مشروعاً عظيماً إذا وجدت من يعتني بها ويطورها، وكان العلماء سابقاً يقيدون أفكارهم، ويسجلون تأملاتهم، كي ينتفع بها غيرهم، فما أجمل أن نعتني بأفكارنا وأفكار أولادنا وابتكاراتهم، ونشجعهم على تحويلها إلى واقع ينتفع به الناس.