دبي (الاتحاد)
اعتبرت جيرالدين غريفيث، المتحدثة الإقليمية باسم الحكومة الأميركية، أن تعلُّم اللغات عنصر رئيس لتمهيد الطريق لتحقيق الاستقرار للعالم. وأكَّدت، في جلسة نقاشية نظمتها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عن بُعد، بعنوان: «اللغة العربية لغة للدبلوماسية والسلام»، أنَّ العولمة التي لا تعترف بالحدود الجغرافية فرصة سانحة لإنجاح عملية تلاقح الثقافات، لتعزيز بناء الجسور وتبادل التجارب بين الشعوب المختلفة.
وذكرت أن إتقان العربية مهم جداً لتعزيز التفاهم مع الثقافة العربية، إذ تساهم في إبراز الصورة الحضارية للأمة العربية. وتابعت أنَّ تعلُّم غير الناطقين بالعربية لهذه اللغة العالمية يساهم في تعزيز القيم بين الأميركيين والعرب، وتغيير الصورة النمطية التي قد تشكّلت لدى الكثيرين.
وقالت غريفيث: إنَّ تدريس اللغات عنصر أساسي في تعزيز مهارات السلك الدبلوماسي، وخاصة اللغة العربية، التي تعزِّز نجاح الدبلوماسي الذي يعمل في المنطقة العربية، موضحة أنَّ من الأهمية بمكان وجود متحدثين غربيين باللغة العربية؛ لأنَّ التواصل مع الآخرين بلغاتهم من عناصر الاحترام لتلك الثقافات التي يعمل الدبلوماسي فيها.
من جهتها، قالت إيمان اليوسف، الكاتبة والباحثة في الدبلوماسية الثقافية: إنَّ اللغة هي بوابة فهم الآخر، والعنصر الرئيس في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، مؤكدة أن الترجمة هي الحل الأسرع والأكثر ثباتاً للوصول إلى ثقافات العالم. وأوضحت: «ينبغي التركيز على ترجمة نتاجاتنا العلمية والمعرفية العربية والأدبية والعناية إلى اللغات الأخرى، ولا سيما أنَّ الآخر مهتم بالتعرُّف إلينا وإلى ثقافتنا».
وذكرت أنَّ هناك العديد من دول المنطقة التي تشكِّل ثقلاً اقتصادياً كبيراً كدولة الإمارات، وهذا يعطي العرب فرصة كبيرة لإيصال ثقافتهم للعالم، خاصة أنَّ العربية لغة مؤثرة جداً في لغات العالم، وهذا يجعل من لغتنا عنصراً أساسياً في تشكيل العالم الحديث الذي نعيشه اليوم.
وعن أهمية العربية في الشأن الدبلوماسي، قالت اليوسف: «مفهومنا عن العالم من خلال التسويق الأممي يعتمد على اللغة العربية، وهذا ما جعل الأمم المتحدة تركِّز على أهمية هذه اللغة العالمية المؤثرة»، مؤكدة أنَّه على كل دبلوماسي أن يتعلَّم ثقافة ولغة المجتمع الذي يعيش فيه، وبقدر ما يكون العامل في الشأن الدبلوماسي في أي بلد عارفاً بثقافته ولغته بقدر ما يكون ناجحاً ومؤثراً في مهام عمله.