هزاع أبوالريش (أبوظبي)
حضور معرض أبوظبي الدولي للكتاب من 23 إلى 29 مايو المقبل، على الرغم من الظروف الراهنة، دليل على أهمية هذا الحدث الثقافي بعد نسخة افتراضية العام الماضي. حيث يسهم في ربط مختلف مكونات القطاع الأدبي وقطاع النشر من مختلف أنحاء العالم، وينظم في ظل إجراءات احترازية صارمة، مؤكداً جاهزية أبوظبي والجهات المعنية لاستضافة كبريات الفعاليات الثقافية مع الحفاظ على السلامة العامة، وليكون معرض أبوظبي الدولي للكتاب الداعم الرئيس لترسيخ الثقافة الاحترازية ومواكبة الأحداث الطارئة بالفكر والمعرفة.
حدث سعيد
وأكد عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي للأرشيف الوطني، أن إقامة معرض أبوظبي للكتاب حدث يُسعد كل المهتمين بالفكر والثقافة والإبداع، الذين ينتظرون أيام انعقاده سنوياً لما يوفره من فرص حقيقية للمعرفة، بفضل الأفكار المتجددة والتنظيم الجيد والفعاليات التي تلبي حاجات حقيقية للمثقف الإماراتي والعربي ولمختلف شرائح المجتمع التي تُدرك أهمية الثقافة وقيمتها، لافتاً إلى أن إقامة المعرض في ظل ظروف الجائحة تعكس قدرة القيادة الرشيدة على الاستعداد لمواجهة التحديات المختلفة والتغلب عليها، والفاعلية والاقتدار اللذين تتسم بهما الجهات المُنظِّمة، بحيث تضمن سلامة جمهور المعرض والمشاركين فيه، وتوفر لهم أعلى درجات الحماية والأمان عن طريق الإدارة المُحكمة والتنظيم المتقن الذي يتبع ضوابط دقيقة، من دون أن يُخلّ بسلاسة التجربة ومتعتها. وقال:
وتابع آل علي: «خبر إقامة المعرض ينطوي على سعادة كبرى لمن يعرفون المشاعر المرتبطة بمعرض أبوظبي للكتاب وروحه الأصيلة والمتفردة التي رسَّخها عبر سنوات طويلة، وما تحظى به فعالياته المؤثرة، حيث تحتل صدارة الأخبار وتصبح حديث الأوساط الأدبية والأكاديمية والفكرية، وتعيد هيكلة أولويات القراءة في العالم العربي بأسره».
بلد الفضاء
وقال الروائي علي أبوالريش: إن حضور المعرض واستمرارية فعالياته الثقافية في ظل الظروف الراهنة، دليل واضح على أن الحياة مستمرة على الرغم من الصعاب. كما أن الإمارات بلد فضاء بامتياز، الأمر الذي يجعل مشاريعها تمضي بنجاح كما هي المركبات الفضائية التي تعبر الفضاء بسهولة طالما يقف خلفها عقل راجح وطموح كاسح، مؤكداً أن الإمارات لديها الحلول التي تحول التحديات إلى فرص، لأن الحب دائماً يغلب العوائق، وحبنا للكتاب يفوق جدران الجائحة العصيبة التي أخفق آخرون في مواجهتها.
وقالت الكاتبة مريم الحمادي: «معرض أبوظبي الدولي للكتاب من معارض الكتب المهمة عالمياً لما له من دور كبير في دعم القطاع الثقافي وقطاع النشر والمساهمة الفاعلة في تعزيز قيمة القراءة والمعرفة في المجتمع، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه العالم بسبب جائحة فيروس كوفيد- 19، فإن التجهيزات لإطلاق المعرض قائمة».
ثلاثة عقود
وقال الكاتب عبدالله السبب: «ثلاثة عقود عقدت أبوظبي خلالها العزم على أن يكون الكتاب من أولوياتها في سبيل تغذية النهضة الثقافية والفكرية لدولة الإمارات، لتكون أبوظبي واجهة حقيقية للثقافة بمختلف مفرداتها، ولتكون عاصمة العواصم الثقافية». وأوضح: «في الدورة المرتقبة للمعرض الدولي للكتاب، من المؤكد أنه سيكون بحلة جديدة، وبحالة تنظيمية استثنائية، ولاسيما ونحن في معترك جديد مع جائحة». وتابع أن انطلاقة عام الخمسين الإماراتي كانت في السادس من أبريل الجاري، ما يعني أن لمعرض أبوظبي في دورته الجديدة دوراً حيوياً في المساهمة في هذا العام الاستثنائي الذي رُسم له ليكون خريطة طريق توثيقية، وصولاً للحظة الذهبية لدولة الإمارات المرتقبة في 2 ديسمبر 2021.