الشارقة (الاتحاد)
أكد الفنان المسرحي سعيد سالم، أن العلاقة بين التراث والمسرح الإماراتي ممتدة، وتتجاوز في عمرها الـ40 عاماً، مشيراً إلى أن التراث شكل مادة غنية أمام المسرحيين لإنتاج أعمال مميزة، وقال: «ما يزال روّاد المسرح الإماراتي في أعمالهم ينهلون من التراث الشعبي وحكاياته، ويستفيدون من أهازيجه وفنونه المختلفة».
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية نظّمها «بيت التراث العربي»، ضمن فعاليات الدورة الـ18 من «أيام الشارقة التراثية» التي تقام حالياً في ساحة التراث، بمنطقة قلب الشارقة، وتتواصل حتى 10 أبريل الجاري.
واستعرض الفنان سعيد سالم بدايات المسرح الإماراتي، وتأسيس فرقة «مسرح أم القيوين» في سبعينيات القرن الماضي، حيث توقف عند مجموعة من المحطات البارزة في تاريخ المسرح الإماراتي، من بينها «أيام الشارقة المسرحية» التي انطلقت في 1984، وشكلت الانطلاقة الحقيقية للمسرح الإماراتي، واصفاً إياها بـ«المحطة التي وضعت المسرح الإماراتي على السكة الصحيحة»، وقال: «أيام الشارقة المسرحية نجحت في إطلاق العنان للكثير من النجوم والمسرحيين، ليكشفوا عن مواهبهم».
وأضاف سالم: «خلال مسيرتي قدمت 6 أعمال مسرحية، استخدمت فيها كافة أنواع الفنون الشعبية، كما في مسرحية (بن ماجد) التي ألفها الكاتب علي أبو الريش، حيث استخدمنا فن (العيالة)، و(الهبان) في مسرحية (شندريش)، أما في مسرحية (فراش الوزير) فظهر فيها فن (اليولة)، في حين بنيت مسرحية (مولاي يا مولاي) على فن (الزار)، وهي من تأليف ناجي الحاي، ومن خلال دوري في هذا العمل أدخلت الدفات البحرية و(الفجيري) وهو فن معروف خليجياً، وهناك أيضاً مسرحية (مجاريح) من تأليف إسماعيل عبدالله، وتعتبر هذه المسرحية تحديداً نابعة من التراث».
وأشار سالم إلى مجموعة من المسرحيين الإماراتيين الذين استندوا في أعمالهم إلى التراث، ذاكراً منهم الراحل سالم الحتاوي والكاتب إسماعيل عبدالله، وناجي الحاي، وجمال سالم، وعبدالله المناعي، وجمال مطر، وغيرهم، وقال: « هذه الأسماء كافة أسهمت بقوة في حضور التراث على خشبة المسرح الإماراتي، ولكن الفرق فيما بينها يكمن في الغزارة»، مبيناً أن الراحل سالم الحتاوي ذهب في نصوصه ناحية المعتقد والخرافة.
وأكد في حديثه وجود تفاصيل كثيرة في التراث الإماراتي لم يتم استعراضها بعد في المسرح أو حتى الدراما الإماراتية. وقال: «لدينا الكثير من الحكايات التراثية التي لم يُطرق بابها بعد، وأعتقد أنه يجب استغلالها جيداً، من أجل إغناء الإرث الدرامي والمسرحي المحلي».
ولم تسقط من ذاكرة سالم مجموعة الأسماء التي أسهمت أيضاً في تأسيس الحركة المسرحية الإماراتية، وعلى رأسهم الراحل صقر الرشود ويحيى الحاج والمنصف السويسي، وقال: «حظيت الحركة المسرحية الإماراتية، بامتلاكها مجموعة من الأعلام والأساتذة الذين أثروا كثيراً فيها، ونجحوا في توجيهها نحو الطريق الصحيح، وما تزال بصماتهم حاضرة بيننا».