الشارقة (الاتحاد) - في جلسةٍ شعرية نسوية مميزة، استضاف مجلس الحيرة الأدبي بدائرة الثقافة في الشارقة، صباح يوم الأربعاء، «شاعرة الوسطى» و«فتاة دبي»، وقدّمتها الإعلامية عليا العامري، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية الأسبوعية للمجلس، بحضور جمهور نسوي من المُحبّات للشعر الشعبي، مع التقيّد بالإجراءات الوقائية من الوباء.
وأشارت عليا العامري، بدايةً، إلى الدور الفاعل الذي مثّلته الشارقة، برعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إعادة الألق إلى الشعر الشعبي عبر الدعم والاهتمام الكبيرين، وذلك من خلال الفعاليات الشعرية المتواصلة في مجلس الحيرة الأدبي. وأكدت أن المرأة الشاعرة تنال الدعم الكبير في ظل مشروع ثقافي إماراتي وعربي وعالمي. وأوضحت أنّ البيئة الإماراتيّة هي بيئة ثرية بالأصالة والتنوع الشعري الشعبي.
وقالت العامري إن «شاعرة الوسطى» هي الشاعرة مريم الطنيجي بنت مدينة الذيد، وقد استلهمت قصائدها من البيئة الإماراتية المتنوعة بين الصحراء والجبال والبحر، ونسجت من حروفها أعذب الجُمل الشعرية، واتكأت إلى مفردات تراثية قديمة مكّنتها من الانفراد في أسلوبها لتتخذ لنفسها لوناً نبطياً متفرداً.
وتبدأ «شاعرة الوسطى» بقصيدة إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وتعبّر فيها عن أن سموه يسكن في كل قلب، وتبيّن أهمية النهضة الثقافية والفكرية والعلمية التي مدّنا بها سموه، تقول:
يا شيخنا انته ابونا يا سلطان.. في قلوبنا تسكن وحبك عمرها
لك الغلا ينساب في كل شريان.. الروح تسوى والعيون ونظرها
يا منبع الطيبه ويا كف لحسان.. خيرك علينا عم بدو وحضرها
الشارقه بك تشرق ونورها بان.. يا ضيّها يا شمسها يا قمرها
سلّحتنا بالعلم يا خير إنسان.. والعلم نيّرها العقول وفكرها.
وإن ضاقت الدنيا أمام «شاعرة الوسطى»، فإنها تشكو همّها إلى الله تعالى، فهو الرحيم بعباده، فيفرج الضيقات، ويزيل الهموم، تقول:
إن ضاقت الدنيا لنا ربٍ رحوم.. بالعباد ارحم من الأم ابولدها
ايفرّج الضيجات ويزيل الهموم.. والأمور الكايده ربك مهدها
حد م العربان عَ همه كضوم.. يبتسم والنار في يوفه وقدها
ما كشف لحوال ويقوّي العزوم.. لو جروحه تنزف يحاول ضمدها.
وانتقلت العامري إلى الشاعرة «فتاة دبي»، وقالت هي د. فاطمة الحاج، عززت رؤيتها الشعرية من ثقافتها الواسعة، واتخذت أسلوباً مختلفاً في كتابة الشعر، وواصلت الإبداع في الكتابة على مدى سنوات.
ومن الهجران، والغياب، تقرأ «فتاة دبي» قصيدة تبين فيها أسباب هجر الخلّان، تقول:
يا صاحبٍ بالخير نطريك.. قل لي السبب يا زين هجراك
أهواك يا عيوني واداريك.. وشروى نظير العين ندراك
عن جملة الخلان اخافيك.. حلفت بالله ما نسيناك
لا يكون عربانك تواشيك.. واتقول لك فلان خلّاك.
وتمضي «فتاة دبي» في قصيدة ثانية، وتقول:
حنّيت له يا الأخت حنّيت.. قلبي يحبه كيف بنساه
عشرة عمر وياه قضّيت.. يصعب علي اليوم فرقاه
مثل اليتيم بلاه تمّيت.. تمّيت أردّد اسمه بلاه
حل الفراق وصار تشتيت.. خلٍ هدم قصرٍ بنيناه.