الشارقة (الاتحاد)
افتتح الشيخ سعيد بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في خورفكان، مساء أمس الأول، فعاليات أيام الشارقة التراثية في المنطقة التراثية بخورفكان، تحت شعار «التراث الثقافي يجمعنا»، حيث تستمر الفعاليات حتى 3 أبريل المقبل، في ظل الالتزام بكافة التعليمات والإرشادات والإجراءات الوقائية والاحترازية من أجل صحة وسلامة الجميع.
جولة شاملة
وجال الشيخ سعيد بن صقر القاسمي، برفقة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية والحضور في مختلف أنحاء المنطقة التراثية، واطلعوا على الأنشطة والحرف والمكونات التراثية التي تجسد تاريخ خورفكان ببيئاتها المتنوعة ومكوناتها التراثية التي ترمز للبيت المحلي الجبلي والبحري والزراعي، والمهن والحرف اليدوية، والسوق الشعبية، والحرف النسائية، والمأكولات والحلويات الشعبية، ومختلف المقتنيات الفخارية والتراثية التي تلخص تاريخ المدينة.
الاحتفال بالتراث
وتضمنت الانطلاقة برنامجاً حافلاً بالفعاليات والأنشطة، من بينها عروض فنية متنوعة على إيقاع التراث الإماراتي لفرقة الشارقة الوطنية التابعة لمعهد الشارقة للتراث، ولوحات فنية راقصة لفرقة مقدونيا الفنية، فحين تتحول المدن إلى ساحات للاحتفال بالتراث، فإنها تعبق برائحة الماضي الممزوج بالحاضر والغني بذكريات الأجداد والأمجاد. مدن خيالية ترتقي إلى جبال الشموخ، عالية براياتها، سامقة بتاريخها، متلألئة بجمالها، فهذا التراث يربط ماضياً كان له كل الأثر فيما صار عليه الحال من حضارة وعراقة، فكل بقعة في العالم تتمسك بخيط ما، يربطها بتاريخها وتراثها، فهو نواة حاضرها وبذرة نموها.
وقال الدكتور عبد العزيز المسلم: نصل اليوم إلى مدينة خورفكان، حيث يتجدد اللقاء مع خورفكان وأهلها وتراثها، ونواصل احتفالاتنا وفعالياتنا في أيام الشارقة التراثية في ظل زيادة الفعاليات كماً ونوعاً، بما يساهم في ديمومة نهضة التراث وتناقله بين الأجيال الجديدة في ملحمة تواصل وتفاعل الماضي والحاضر.
حضر الافتتاح الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، وخميس سالم السويدي، رئيس دائرة شؤون والضواحي والقرى، والدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي في مدينة خورفكان، والمهندسة فوزية القاضي، مدير بلدية خورفكان.
الحياة الزراعية
من جهة أخرى، يستعرض نموذج الحياة الزراعية في فعاليات «أيام الشارقة التراثية»، أمام الزوار معيشة الماضي التي لم تكن سهلة، وأن قطف الثمار كان يتطلب الكثير من الصبر والحكمة.
في بيئة جافة يغلب عليها امتداد الصحراء والسواحل التي تقترح البحر وجهة للرزق، لمعت الواحات والمزارع بالقرب من مصادر المياه، كما في العين وليوا والذيد وكلباء، أو في أعالي الجبال حيث الانتظار، والأمل بهطول المطر، كما في رأس الخيمة والفجيرة.
هكذا تشكلت بيئة زراعية صار لها تراث يروى، وحرف يدوية وطرق لحفظ الغذاء، ونظام ري لتوزيع المياه، اعتبره الباحثون الأجانب فخراً لأهل هذه البلاد. فمن البساطة يولد العمق، ومن الشدة والضيق يظهر الفرج ويثمر التعب تمراً وعسلاً وسعادة.
كانت اليازرة أو مضخة الثور وسيلة لاستخراج المياه من الآبار العميقة، وبدرجة تليها، نجد ما يسمى بالمنزفة، وكلاهما وسيلتان لرفع الماء وصبه في الأفلاج المبنية بشكل هندسي يوصف بالمعجز، لأنه يحفظ الماء من التسرب والتبخر ويسهل انسيابه وتوزيعه لري المزروعات. وحين ينجح الإنسان في توزيع الماء ليروي به عطش النبات، ينتقل إلى صناعة الأدوات وكل ما يسهّل فلاحة الأرض وقطف الثمار.