أبوظبي (الاتحاد)
أكد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة المهرجانات والبرامج التراثية، أهمية الإعلام في حفظ التراث وإبرازه، مشيراً إلى أن التراث يخدم الإعلام بتوفير المادة والمحتوى، وأن تشابه التراث الإنساني يجعل المادة التراثية تجد اهتماماً من مختلف الشعوب نسبة لتقارب العناصر التراثية.
وشدد المزروعي، في ندوة بعنوان «التراث والإعلام علاقة تفاعلية في تعزيز الهوية الوطنية»، نظمها مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، أمس الأول، على أن التعليم والإعلام وسيلتان أساسيتان لنشر التراث، منوهاً بأهمية الإعلام الموجه للأطفال في تشكيل هويتهم. وأكد أن المبادرات التراثية يجب أن تنتقل من مرحلة التفعيل إلى مرحلة التدريس، لافتاً إلى تجربة كتاب السنع وتطبيقه في مدارس الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
كما أشار إلى أن الدور الأهم للإعلام هو نشر ثقافة الدولة وتسليط الضوء على تراثها، قبل أن يتطرق إلى التحديات التي تواجه الإعلام بشكل عام في إنتاج المادة التراثية، لكونها تحتاج إلى وقت وصبر من أجل البحث والتوثيق.
من جهته، أشار عيسى الميل الإعلامي المتخصص في البرامج التراثية، إلى أن المادة التراثية تحتاج إلى تدقيق المعلومة والرجوع إلى مصادرها الأصلية، ما يستهلك وقتاً أكبر في البحث، مشيداً بدور نادي تراث الإمارات في توفير المادة التراثية للإعلام، داعياً إلى زيادة الإنتاج الإعلامي.
ودعا الميل إلى تقديم التراث إلى الأجيال الجديدة إعلامياً بشكل جاذب وجميل بما يتناسب معهم، مشيراً إلى أن هناك فجوة بينهم وبين التراث حال تقديمه لهم كما هو. وأشار إلى ضرورة فهم التراث، موضحاً: «الحداثة لا تعني الجديد فقط، بل تعني أن نأخذ من الماضي لبناء حياتنا الجديدة ومستقبلنا».
ولفت حارب السويدي الإعلامي ومقدم البرامج التراثية، إلى أهمية التوزيع الجيد للمساحة الإعلامية لتغطي مختلف أوجه التراث، وطالب بأن تكون البرامج التراثية موجودة طول السنة في وسائل الإعلام. ودعا إلى الشراكة والتنسيق بين الإذاعات والقنوات ونادي تراث الإمارات.
وقال الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث: إن نادي تراث الإمارات وضع أسساً قوية في مجال العمل الإعلامي المتعلق بالأنشطة التراثية.
وأضاف أن خبرة قسم الإعلام في النادي بالعلاقة بين الإعلام والتراث، تتجلى في كون الكادر البشري يعمل متناغماً في فريق عمل يتبع رؤية موحدة لإنتاج المادة الإعلامية، بما يحقق أهداف المؤسسة في مجال التراث، عن طريق التركيز على إبراز عناصر رسالة النادي، مثل ربط التراث بالمجال العام، وتأصيل المجتمع، والإسهام في توازن معادلة الأصالة والمعاصرة.
نتائج بحثية
استعرضت ناجية الكتبي، الباحثة في التراث والإعلام، نتائج دراستها عن التراث الشعبي في القنوات المتخصصة، بالتطبيق على برامج عرضت على قناة الوسطى، باستخدام نظرية التأطير الإعلامي لتحليل المضمون.
وقالت: إن النتائج التي توصلت إليها أفادت بأن البرامج تعتمد فقط على الرواة، في غياب للمصادر التراثية الأخرى مثل الكتب والوثائق، كذلك فإن معظم البرامج تعرض باللهجة المحلية مع القليل من الفصحى، مشيرة إلى أهمية أن تحدد المؤسسات الإعلامية جمهورها، ومن ثم تجد أفضل الطرق للتواصل معه.