هزاع أبوالريش (أبوظبي)
في ظل المكتبات تنشأ المعرفة والتطور والرقي والتقدم في المجتمع، هكذا تحضر قيمة الكتاب والقارئ، وبهما تتجسد المكتبة مكاناً جامعاً للمعارف، وبوابةً لنزهة الإنسان بفضاءات عقله الشاسعة. وفي الإمارات مكتبات كبرى، ومنها مكتبة قصر الوطن التي تضم أكثر من 50 ألف عنوان، ومكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، التي تضم من نوادر الكتب والدوريات 3 آلاف عنوان بأكثر من 14 لغة، بالإضافة إلى مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، التي تضم مليوناً و500 ألف كتاب.
وأكد عبدالله الريسي، مدير عام الأرشيف الوطني، أن القراءة غذاء العقل، والمدخل الأول لكل علم من العلوم، والأساس الذي تبنى عليه الحضارات التي تنشأ معتمدة على العلم والفكر، وانطلاقاً من هذا الدور المهم للقراءة تندفع دولة الإمارات بعزيمة وإرادة لتعزيز دور المكتبات، وترسيخ ثقافة القراءة بين أبناء المجتمع بوصفها سلوكاً مجتمعياً، يسهم في رفع قيمة التسامح والتواصل الحضاري، ويؤهل الأجيال ليكونوا قادرين على الاستمرار في قيادة مسيرة التنمية المستدامة.
وتابع: «أدرك الأرشيف الوطني مبكراً دور المكتبات وأهمية القراءة، فأنشأ مكتبته (مكتبة الإمارات) مع بدايات تأسيسه في العام 1968».
وذكر: يغتنم الأرشيف الوطني شهر القراءة من كل عام، ليضع خطة للتشجيع على القراءة، فعلى الصعيد الخارجي ينظم محاضرات وورشاً قرائية، ويشارك في فعاليات تنظمها جهات تعليمية وتثقيفية في الدولة، وعلى الصعيد الداخلي ينظم محاضرات وورشاً قرائية ذات الصلة برؤية الأرشيف الوطني ورسالته، ويعرض أفلاماً وثائقية تحثّ على القراءة. وقال: «تبدأ مكتبة الإمارات برنامجها لتجعل موظفي الأرشيف الوطني أكثر قرباً إلى مقتنياتها من الكتب والأبحاث الأكاديمية، والدوريات الورقية والإلكترونية، وتنظم معرضاً داخلياً خاصاً بالكتب المجانية التي توزعها على الموظفين، وينظم الأرشيف الوطني معرضاً تشارك فيه كبريات المكتبات ودور النشر لإتاحة الفرصة أمام الموظفين وتشجيعهم على شراء الكتب لهم ولأسرهم، ويعمل على إطلاق أحدث إصداراته في مارس»، مؤكداً: «نعمل بانسجام مع تطلعات قيادتنا الحكيمة، إيماناً منا بأن المكتبات هي القلب النابض للثقافة».
وقالت الكاتبة فاطمة المعمري: «للمكتبات دور محوري في تطور الأوطان وحفظ تاريخها، لهذا نجد أغلب ما وصلنا من الأمم المتقدمة، وصل إلينا مما تم حفظه وأرشفته في المكتبات، ولو أنها كانت مفرقة لضاعت، ولم تصل إلينا أي معلومة نستطيع الاستبيان منها، والوثوق بها»، موضحةً: «يحصر البعض دور المكتبة في توفير موارد المعارف والعلوم للباحثين عنها، وهذا يعد تضييقاً لمفهومها الأكبر والأشمل، فالمكتبة مكان يخلق فرصاً للحوار وتبادل المعرفة، كما أن لها دوراً في حفظ إرث المجتمع الثقافي»، مضيفة: «تطور المكتبات مؤشر يقيس تطوّر الدول، لذا نأمل أن يكون للمكتبات دور فعال أكثر في دولة الإمارات، وصوت واضح في صياغة المستقبل».
نشأة المكتبات
تعددت الروايات التاريخية حول نشأة المكتبات، غير أنها تشير في معظمها إلى مصر وبلاد الرافدين. وتعد مكتبة الإسكندرية القديمة المكتبة العامة الأولى التي عرفت في التاريخ، وأنشأت في 330 قبل الميلاد على يد خلفاء الإسكندر الأكبر، وكانت تحتوي نحو 700 ألف مجلد. أما مكتبة «آشور بانيبال» فمن أقدم المكتبات التي عرفتها البشرية في القرن السابع قبل الميلاد، وكانت تضم أكثر من 30 ألف لوح طيني.