السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إعادة تأهيل «الجمال النائم»

إعادة تأهيل «الجمال النائم»
23 فبراير 2021 01:08

فرساي (أ ف ب)

 بجائحة أو من دون جائحة، نادراً ما يشهد مسرح الملكة في قصر فرساي أنشطة مفتوحة للجمهور، لكنّ المفارقة أن عملية التجديد تستمر في هذه القاعة التي بُنيَت لماري أنطوانيت، زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر.
وقال كبير أمناء التراث في قصر فرساي رافائيل ماسون، إن هذه الجوهرة التراثية المخبأة في حدائق بوتي تريانون والتي تعتبر المكان السري لماري أنطوانيت، «تشبه الجمال النائم».
وعلى خشبة هذه القاعة، وقفت الملكة الشغوفة بالموسيقى والمسرح للمرة الأخيرة في صيف عام 1785، لتؤدي دور روزين في «حلاّق إشبيلية» أمام ناظرَي مؤلفها الفرنسي بيار أوجوستان كارون دو بومارشيه.
وهذا المسرح الذي بناه مهندس ماري أنطوانيت ريشار ميك، وهو الوحيد في فرنسا الذي استمر في استخدام معدات القرن الثامن عشر المسرحية، لم تمسّه الثورة الفرنسية عام 1789 لأنها كانت ترى أنه غير ذي قيمة.
ووصف ماسون هذا المسرح بأنه «معجزة حفظ»، مشيراً إلى أن «هوساً حقيقياً بالمسرح كان موجوداً في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكان كل ثري بالغ الثراء وكل أمير يقيم مسرحاً في منزله، لكن كل هذه المسارح اختفت تقريباً».
وخلال الأزمة الصحية التي استحال فيها تنظيم الجولات الشهرية للزوار أو لطلبة المدارس لتعريفهم بالمؤثرات المسرحية العائدة إلى القرن الثامن عشر، شرع خبراء حفظ وفنانون في إعادة إنتاج نسخة مطابقة لستارة المسرح المتقادمة.
وشرح المنسق أن الستارة الجديدة التي علقت في منتصف ديسمبر الماضي ذات لون أزرق، وهي ذهبية الأطراف وغنية بالزخارف، وصنعت من «قماش كتاني مطليّ بطريقة توحي بوجود ثنيات».
وهذه الثنيات الوهمية هي على نسق التصميم الداخلي للقاعة نفسها، إذ استُخدِم فيه الرخام الزائف، فيما يخفي ظاهرها المذهّب وراءه ورق المعجن والكرتون.
وأوضح ماسون أن الستارة التي كانت موجودة نسخة الستارة الأصلية التي بيعت بعد الثورة، وهي من قماش كان يستخدم في عهد الإمبراطورية النابليونية، أعيد طلاؤه أثناء حقبة استعادة البوربون، ثم أعيد طلاؤه في عهد الملك لوي فيليب. وأضاف أنه كان من الضروري جداً الحفاظ عليها لأنها «شاهد أصيل» على تلك الحقبة التاريخية.
وفي القاعة التي كانت تستوعب في زمن ماري أنطوانيت ما يصل إلى 250 متفرجاً، ثلاثة ديكورات مسرحية، أحدها تصميم داخلي ريفي، والثاني يمثّل غابة، والثالث معبد الإلهة الرومانية مينيرفا، وهو أقدم ديكور مسرحي كامل في العالم إذ يعود إلى عام 1754.
واعتبر ماسون أن الديكور الأخير «شهادة فريدة على براعة مصممي الديكور في القرن الثامن عشر»، مشبّهاً إياه بـ«موناليزا هذا المسرح». ونظراً إلى هشاشة وضعه، كان لا بدّ من مشروع لإنتاج نسخة منه تُظهِر معالمه الأصلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©