فاطمة عطفة (أبوظبي)
التهويدة بمعناها وتنوعها وفائدتها للطفل وارتباطها بتاريخ الأدب الشعبي في العالم، كانت موضوع الجلسة الافتراضية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة» أمس الأول. وافتتحت الشاعرة الجزائرية زينب الأعوج الجلسة، التي ترأستها الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، بتهويدة مرتبطة بأسطورة حوارية بين بنت وأبيها جرت في إحدى قرى الجزائر، موضحةً أن كلام التهويدة يحيلنا إلى الأم، وإلى العلاقة مع الكون. وقالت: «تحمل التهويدة مسميات عدة حسب كل منطقة، وهي تعبر عن العلاقة بين الطفل والأم والجدة والخالة والعمة، التي تجعل الحضن المكان الهادئ الذي يهيئ الطفل للراحة والنوم». وعرفت الأعوج التهويدة بأنها الطمأنينة بين الأمومة والطفل، مشيرة إلى أن الحضن يشبه القارب الصغير الذي ينام فيه الطفل حتى يشعر بأنه ليس وحده. وأضافت أنها مرتبطة بمعتقد الأمومة، ويبقى فقط اختلاف المواضيع حسب ثقافة المكان، موضحةً أن هناك تهويدات مرتبطة بالطبيعة، ومواسم الأمطار والخير والسفر.
وأشار الشاعر أحمد بشير إلى أهمية تهويدة الأم عندما تنيم طفلها لتمنحه شعوراً بالأمان، مؤكداً أن التهويدة تراث عالمي وقومي ومحلي.
بينما ربطت الأديبة السودانية عبير علي التهويدة بالثقافة المتعلقة بالتنشئة، موضحة أن الأم تغني لطفلها من دون أن تحتاج إلى صوت جميل، لتشعره بالهدوء. وقالت: «هناك نوعان من الأغاني: التهويدة عند النوم، وأغنية الترقيص وفيها موسيقى ليتحرك الطفل مع كلماتها، وهما من أهم الطرق التي تمارسها الأم أو الجدة في تداعي الحب، موضحةً أن كلمات التهويدة ترتبط بطبيعة المجتمعات، وتربط الطفل بتراثه.
وقالت الأديبة الهندية سيما واهي: «صوت الأم يسهم بشكل فعال في خفض سرعة نبضات قلب الطفل الرضيع ويهدئ عملية التنفس، كما يحسن سلوكه أثناء إرضاعه وتحضيره لنوم عميق وهادئ مريح».