عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي أمس الأول، جلسة افتراضية بعنوان «رحلة أجيال مع الكلمة والحياة»، بحضور الأديب حارب الظاهري، رئيس الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد، وكوكبة من ضيوف الاتحاد وجمهوره الأدبي، وأدارت الحوار الإعلامية شهد العبدولي، والتي استطاعت بأسئلتها العميقة أن توقظ ذاكرة الشاعر والمترجم علي كنعان وتعيده إلى بداياته الشعرية ومراحل تطور التجربة الأدبية، إضافة إلى قراءاته في كنوز التراث الشعري، انطلاقاً من طرفة وعنترة وامرؤ القيس والنابغة، وصولاً إلى جبران خليل جبران، وعلي محمود طه، وأبي القاسم الشابي، مروراً بأبي تمام والمتنبي، وحكيم المعرة.
وأشار كنعان إلى أنه يمضي وقته في القراءة والكتابة خلال فترة جائحة «كورونا»، وأهم ما يشغله هو أبو الطيب المتنبي، حيث يعمل منذ شهور على إعداد «معجم المتنبي»، الذي يضم جميع الكلمات الواردة في ديوان الشاعر، وسوف يكون هذا العمل المعجمي هدية رمزية إلى «موقع الوراق» الذي أسسه ويرعاه الشاعر محمد أحمد السويدي.
وحديث الشاعر كنعان عن مسيرته تضمن أربعة أجيال، تناولها منذ سنوات الصبا والتربية التقليدية في بيئته الزراعية الرعوية بين حمص وتدمر، حيث كان أخوه الأكبر يقرأ السيرة الهلالية، وقصة الزير سالم، وسيف بن ذي يزن وقصة الأمير عياض وابنه عقاب، وهي مأساة بدوية مؤثرة، ثم قرأ القرآن الكريم على يد والده، إضافة إلى حفظ الشعر، مبيناً أنه ركز على أهمية القراءة في حياته وتحصيله الثقافي وقراءته للواقع، كما تطرق كنعان إلى سنوات الدراسة الجامعية، والصداقة الحميمة مع زملائه وأساتذته، مشيراً إلى أن مدينة دمشق في الخمسينيات كانت واحة جميلة وبيوتها القديمة تحيط بها بساتين الغوطة من كل جانب.
وبعد أن استعرض لمحات من عمله في الصحافة الثقافية وتأثره بفن الكاريكاتير، انتقل بحديثه إلى عمله في تدريس الأدب العربي في جامعة طوكيو ، منوهاً إلى مهارة طلبة اليابان في تقديم عدة مسرحيات لمحمود دياب، وسعد الله ونوس، كما تخلل الأمسية إلقاء عدة مقاطع من شعره، بدأها بقصيدة «البحر» من وحي كورنيش أبوظبي، واختتمها بمقاطع من قصيدة «غربة صوفي آخر».
