الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمين معلوف: العولمة أظهرت اختلافاتنا

أمين معلوف وسالي موسى خلال الجلسة الافتراضية (الصور من المصدر)
6 فبراير 2021 00:02

نوف الموسى (دبي)

تعميق التضامن الإنساني، إحدى المرتكزات الأساسية لمضامين كتاب «غرق الحضارات» للأكاديمي والكاتب العالمي أمين معلوف، والذي تمت مناقشته في جلسة افتراضية، أدارتها الإعلامية سالي موسى، أمس الأول، ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، حيث أكد معلوف في حديثه على الحاجة الماسة إلى دمج التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي إلى حياتنا الديمقراطية، وكيف أن تلك الأدوات القادمة عبر التكنولوجيا، أتت فعلياً من كتب التقنيين، ولم تنجز عبر كتب مختصة بالأخلاقيات وعلم الاجتماع، لذا فإنه يتحتم علينا كتابة تلك الكتب وبيان ما يتعلق بآلية التعامل مع تلك التقنيات، وهو أمر يحتاج إلى وقت، ولا يمكن أن يحدث بشكل عفوي، فقد كان في السابق هناك مؤسسات إعلامية عريقة مختصة بنشر وإنتاج الأخبار المهمة، ولكن اليوم كل مواطن في العالم، له القدرة على الولوج، وقوة تلك الأدوات في أنها تعكس لنا، أن لكل شخص جزءاً من المساهمة في اتخاذ القرار، في كل مجتمع وبلد، وهي تمثل لحظة فارقة في التاريخ، حيث يمكننا جميعاً أن نكون مع بعضنا البعض، وقادرين أن ننجز مقاربة مع أنفسنا والعالم. 

جسور العولمة 
يعتقد أمين معلوف، أن العولمة رغم أنها جعلتنا متقاربين، إلا أننا بدأنا نلاحظ اختلافاتنا أكثر، فبالنظر إلى التقنيات التي نمتلكها جميعاً، والتي مهدت إلى رؤية مشتركة نحو العالم، وقدمت مسارات مفتوحة من الإلهام، وجعلتنا نفكر بأننا ربما أقرب إلى جيراننا من أجدادنا، إلا أننا لا نلاحظ ذلك بالقدر الكافي، ويراه معلوف وضعاً طبيعياً، كون أننا وضعنا في هذه المرحلة بشكل سريع، بسبب تطور العلوم والتكنولوجيا، لذلك لا زلنا نحمي أنفسنا، وأنه رغم القرب، إلا أننا نذكر أنفسنا على الدوام أن هناك اختلافاً واضحاً، ويعتبر معلوف أن الفضاء التقني والافتراضي، مكان ضخم، وعلينا أن لا نغلق أعيننا ونعتبره عالم موحش، بل نحاول أن نبني جسوراً باستخدام التقنية، فالأخير ميزته أنه يعرفك على الآخر بشكل حيّ وآني، ما يتطلب منّا أن نبني قوانين جديدة لديمقراطية، وهو أمر ليس سهلاً، أن تدير الأشخاص، وكل واحد يحاول أن يصرح برأيه، ولكن ليس علينا الاستسلام، بل مهمتنا الفعلية هو البحث عن حلول. 

  • جانب من الحضور
    جانب من الحضور

حضارة عريقة
وفيما يتعلق بدور الفنون والآداب، إزاء المتغيرات العالمية والتقنية والأزمات، أوضح الكاتب أمين معلوف، أنه يتحتم علينا معرفة المشكلة الأساسية التي يمر بها العالم اليوم، وهو أنه لدينا كل ما نحتاجه إلا أننا لا نعلم ما هي الوجهة أو الطريقة، فالمشكلة الفعلية هي في كيفية فعل ذلك، وهي تحتاج في البداية إلى تعريف أهدافنا، وما يساعدنا على تعريفها هي الثقافة، القادرة على مساعدتنا في بناء المجتمعات، ويتوقع معلوف أنه سيكون للآداب والفنون خلال الفترات المقبلة من التاريخ أهمية أكبر مما هي عليه اليوم، لافتاً إلى أنه على الأفراد المولودين في المجتمعات من منطقة الشرق الأوسط، أن يثقوا بأنفسهم أكثر، لأنهم مروا بمرحلة تاريخية أفقدتهم الثقة بأنفسهم، وعليهم أن يتذكروا أنهم قدموا من حضارة عريقة ومنفتحة على العالم. 

تحولات سياسية
في سياق مناقشة أبعاد التحولات السياسية والجغرافية في منطقة الشرق الأوسط، وطبيعة التهديدات العالمية، التي تمر بها البشرية في الوقت الراهن، جاء كتاب «غرق الحضارات»، كما لفت أمين معلوف، من قلق مستمر دام لسنوات، من الطريق التي تتجه إليه البشرية، متوقعاً أن تأتي لحظة ويصطدم فيه بجبل جليدي وهي الجائحة، ما يجعله يتوقف ويدرك فعلياً ما الذي نمر به، مثلما حدث مع السفينة الشهيرة «تيتانيك»، محاولاً معلوف إعادة الاتصال بين الأحداث العالمية والمنطقة، مع ربط ساحر لتفاصيل وأحداث حياته، واضعاً إحساسه فيها، وباحثاً عن جودة العلاقات بين المجموعات البشرية المختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©