هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تتسابق الأيام، وتبدو الطموحات الإبداعية كطائر يفرد جناحيه محلقاً، تنتهي سنة وتبدأ سنة جديدة، وبين هذه وتلك ثمة أمنيات، ورغبات يحملها كتاب ومثقفون، ويراهنون على 2021 لتحقيقها سواء على المستوى الإبداعي الشخصي، أو ما يتمنونه على مستوى الإبداع بشكل عام. وفي هذا الصدد تقترب «الاتحاد» من بعض المثقفين لتلتمس توقعاتهم وأعمالهم في عام 2021، وكيف كانت 2020 بالنسبة لهم أدبياً، من خلال نتاجاتهم وأعمالهم التي خرجت من رحم الظروف التي مروا بها
يقول نجيب عبدالله الشامسي، المستشار الاقتصادي والمدير العام للمسار للدراسات الاقتصادية والنشر: «إن عام 2020 فرصة جيدة في مراجعة مشروعات كتب، قد تم تجميد العمل فيها، فيما أصدرت مجموعة قصصية مستمدة أحداثها من واقع الحارة الإماراتية بعنوان: «شياطين الفريج» باللهجة المحلية، بالإضافة إلى ذلك، هناك مخطوطة كتاب أعكف على استكماله بعنوان: «الاقتصاد والثقافة»، وسوف يرى النور في العام الجديد، وكذلك هناك مخطوطة كتاب اقتصادي حول «لماذا الاستثمار في أبوظبي»، سوف يرى النور أيضاً خلال العام القادم 2021». مضيفاً، أن جائحة كورونا لم تمنعني من المشاركة في ندوات افتراضية عديدة، منها اقتصادية وأخرى ثقافية وثالثة حول التراث في الإمارات ثم العديد من المقابلات التلفزيونية حول قضايا اقتصادية وأخرى ثقافية، منها المباشرة وأخرى افتراضية.
وتابع الشامسي: كذلك تشرفت بقرار من وزارة تنمية المجتمع، باعتباري عضواً في مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيساً للهيئة الإدارية لفرع رأس الخيمة، وعكفت مع أعضاء المجلس ثم أعضاء الهيئة الإدارية للفرع إلى وضع تصوراتنا للنهوض بآلية العمل بالاتحاد وفروعه، وتنشيط خلايا الثقافة فيه خلفاً لمجلس الإدارة السابق. لافتاً، كما أني عملت على تجديد العلاقات بين متحف رأس الخيمة للصور الذي قمت بتأسيسه وجمهوره فضلاً عن استقبالي لقنوات تلفزيونية وأخرى صحفية في متحف الصور لتسليط الضوء على مقتنيات المتحف من الصور، من ناحية أخرى فإن جائحة كورونا لم تمنعني من السفر لخارج الدولة مع أسرتي، حيث أجد الوقت يسعني على الكتابة، حيث سافرت مع أسرتي إلى المالديف ثم زنجبار كما سافرت مرتين إلى البوسنة، حيث أختلي هناك مع أوراقي وقلمي وأسطر ما أستطيع كتابته.
وأشارت الكاتبة فاطمة المزروعي، إلى أنه رغم الحظر الذي فرضه فيروس كورونا على الجميع إلا أن خلال عام 2020 استطعت ترتيب أفكاري وإنجاز العديد من الأعمال المهمة؛ منها روايتان جاهزتان للنشر وتتناول العديد من المشكلات والقضايا المعاصرة، بالإضافة إلى كتابة مئات المقالات الأدبية والاجتماعية في العديد من المجلات والصحف المحلية، إلى جانب قيامي بالعشرات من الورش والدورات والفعاليات في معرض الشارقة للكتاب بندوة عن الكتابة التاريخية، وتقديم فعاليات وورش للأطفال وقراءات لمكتبات الشارقة ومكتبات دبي ومكتبة أبوظبي التابعة لدائرة الثقافة والسياحة ونادي البطائح الثقافي ومكتبة أجيال المستقبل التابعة للشيخة شما بنت محمد آل نهيان، بالإضافة إلى ذلك، تقييم عشرات المقالات كعضو في جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، وتقييم قصص الأطفال لعدد من المدارس في عدد من إمارات الدولة.
واختتمت المزروعي: «أمنياتي في عام 2021 سوف أصدر كتاباتي في الرواية والمسرح وقصص الأطفال، إلى جانب عشرات من البرامج الثقافية، التي سوف أقوم بها مع عدد من الجهات الحكومية والمكتبات الثقافية، ومواصلة الكتابة في المقالات والنقد وغيرها، ولديّ خطط كبيرة جداً في تنويع قراءاتي الأدبية والثقافية.
أما الباحث الدكتور حمد بن صراي فيقول من جانبه: بلا شك أن كورونا في عام 2020 أثر كثيراً على الأوضاع العامة، ولكن فيما يبدو بعد مرور عدة أشهر من الجائحة في الإمارات الوضع الأدبي بدأ يتحسن، وأدركت الجهات المعنية كيفية مواكبة هذه الظروف بحكمة ورؤية سديدة، وأكثر ما أثلج صدري معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي حقق نجاحاً مبهراً على رغم الظروف المحيطة في المنطقة والعالم، مع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تسهم في خدمة المجتمع. موضحاً أن كل تلك النجاحات الأدبية التي تحققت خلال الظروف الراهنة التي شهدتها الدولة أثبتت قدرتنا الفائقة على إدارة الأزمات وخاصة في المجال الثقافية وكيفية صياغة المشهد الأدبي ببراعة.
وبالنسبة لعام 2021 قال ابن صراي: «أتوقع السنة الجديدة ستكون النتاجات الأدبية بغزارة لأن فكر المبدع تشبع بالإضافات الملهمة، ودائماً الإبداع يخرج من رحم المعاناة، والاحتكاكات الحياتية قد تجعل من فكر الإنسان ناضجاً مهيئاً لاستقبال أكثر الأفكار البناءة التي تضفي للحياة والناس».