فاطمة عطفة (أبوظبي)
أكدت الفعاليات الثقافية في أبوظبي، من خلال الجلسات الافتراضية، أهميتها الكبيرة في مواجهة أزمة كورونا، التي تركت آثارها السلبية الواسعة على مختلف مجالات الحياة في العالم، وقد أثبتت المواقع الإلكترونية فوائدها كوسائط اجتماعية بديلة عن اللقاءات المباشرة في الحوار وتبادل الآراء. ومنصات الحوار الثقافية في أبوظبي التي تجاوزت التحديات بفضل المبدعين من كتاب وفنانين وقراء، الذين شكلوا خطوطاً خلفية جمالية في المشهد الفكري والاجتماعي، داعمة لخط الدفاع الأول في مجال الطب والرعاية الصحية، الذي عمل بكل جهد مشكور لتنفيذ شعار الأمل «لا تشلون هم» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وبهذا الأمل تستقبل الإمارات وعاصمتها أبوظبي العام الجديد بمزيد من التفاؤل والاستبشار، ومواصلة العمل في كل المجالات الثقافية والفكرية التي تترك آثارها الإيجابية في جميع مناحي الحياة.
وفي إطار هذه الانطلاقة الجديدة، عقد أول أمس مجلس الأربعاء في «الوراق» ندوته الافتراضية بإشراف الشاعر محمد أحمد السويدي، وكانت بعنوان: «الثقافة الرقمية والثورة الرقمية.. تحديات ورؤى»، وأدار الندوة الشاعر وليد علاء الدين، وقدم ورقة العمل فيها الإعلامي حسام عبد القادر، متضمنة عدداً من المحاور الهامة، أبرزها الأدب التفاعلي الرقمي، والكتاب الرقمي، وماهية النص الرقمي، وتسويق المنتج الثقافي في عصر الثقافة الرقمية، وغيرها من محاور مقترحة للندوة المنتظر انطلاقها على جلستين: الأولى في مجلس الأربعاء الأخير من شهر يناير المقبل، ثم الأربعاء الذي يليه.
ويهدف المنتدى إلى التعريف بمفهوم الثقافة الرقمية، واستعراض أبرز التجارب التي نجحت، عربياً وعالمياً، في الإفادة من الثورة الرقمية في تسويق وترويج الثقافة. وخلال الجلسة استعرض الكاتب عمرو العزالي ورقة سلطت الضوء على كيفية الإفادة من موقع «لينكد إن» في تحسين محركات البحث للمواقع والتطبيقات الثقافية، وفِي الترويج للمنتجات الثقافية بشكل عام، مشيراً إلى أن ميزة هذا الموقع الأساسية تتمثل في استقطابه خبراء ومهنيين من الباحثين عن فرص أفضل في مجالات الأعمال المختلفة، ما يعني أنه جمهور نوعي وصاحب خبرات وثقافات متنوعة يلزمه فقط تحديد أشكال التواصل معه.
وفي ختام الندوة، حدد الأعضاء لمجلس الأربعاء المقبل موضوعاً جديداً يهدف إلى رفع الثقافة السينمائية، التي رأى المشاركون أنها واحدة من أهم مصادر المعرفة، وتحتاج إلى مزيد من الجهد لتمكين الناس من التعامل مع الفيلم السينمائي بوصفه مصدر معرفة ممتعاً ومفيداً، وذلك تحت عنوان «كيف تشاهد فيلم سينما»، وسوف يقدم الناقد حسين دعسة قراءة في الفيلم المصري «دعاء الكروان» - إنتاج 1959، من إخراج هنري بركات، وهو مأخوذ عن رواية طه حسين بالعنوان ذاته. ويقدم الناقد باسم يوسف قراءة في فيلم «سوف تموت في العشرين» للمخرج السوداني أمجد أبو العلا. وفي الختام سوف يستضيف المجلس الناشط إسلام وهبان، مشرف مجموعة «نادي القراء المحترفين» لمناقشته في كيفية الوصول بالمنتج الثقافي إلى رواد مجموعات القراءة على مواقع التواصل الاجتماعي.