دبي (الاتحاد)
مواصلة لجهود هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» الرامية إلى دعم الخطة التنموية الشاملة لمنطقة حتّا بدبي، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2016، قامت هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة»، بزيارة إلى المنطقة لتستطلع آفاق التنمية والتطوير على الصعيد الثقافي في هذه المنطقة الغنية بمفرداتها الثقافية والتراثية، والتي تعتبر من المدن العريقة نظراً لتاريخها القديم.
التنمية الثقافية
وتعليقاً على أهداف هذه الزيارة، قالت مدير عام «دبي للثقافة»: «تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود التي تبذلها (الهيئة) لتعزيز الثقافة المحلية لمنطقة حتّا ضمن الخطة التنموية الطموحة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2016، والرامية إلى إحداث تطوير شامل لهذه المنطقة. نسعى إلى استكشاف أفضل السبُل وأكثرها فاعلية في تعزيز حضور حتّا على الصعيدين المحلي والعالمي، وإيجاد محافل جديدة تلبي توجهات التنمية الثقافية لمجتمع حتّا، وتسهم في توسيع آفاق تبادله مع شتى المنصات الثقافية والإبداعية داخل الدولة وخارجها».
وأوضحت بدري: «من شأن ذلك أن يعزز مقومات الجذب السياحي الثقافي في حتّا، ويسهم في وضعها على خريطة السياحة الثقافية للمنطقة والعالم، وأيضاً تعزيز المشهد الثقافي في دبي بشكل عام، بما ينسجم مع المحاور القطاعية لخريطة طريق (الهيئة) الاستراتيجية من حيث تعزيز البصمة الثقافية للإمارة على الساحة الدولية».
السياحة الثقافية
وخلال الزيارة، تجولت هالة بدري في بعض أبرز المواقع والمعالم الأثرية والتراثية في منطقة حتّا، وشملت هذه الجولة «قرية حتّا التراثية» التي تم ضمها مؤخراً تحت مظلة «دبي للثقافة»، والتي تشكل نافذة على تاريخ حتّا وما كانت عليه منذ مئات السنين.
وأكدت بدري على الدور المرتقب لـ«الهيئة» في تفعيل القرية بمبادرات من شأنها تعزيز حضورها على الأجندة السياحية في المنطقة. وقالت: «تعد قرية حتا مقصداً مثالياً لمحبي السياحة الثقافية نظراً لغناها بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية والتراثية. ومن هنا، تقوم الهيئة بوضع خطط برامج متنوعة ضمن رؤية تتضمن العديد من المشاريع الثقافية والإبداعية التي توظف طاقات أهالي المنطقة، ليسهموا في دفع عجلة التنمية فيها».
كما زارت هالة بدري «سد حتا» الذي يضم بحيرة تعتبر مقصداً لممارسة أنشطة التجديف بالقوارب و«الكاياك»، حيث أشادت بمشروع «حتا كاياك» الذي يروي قصة نجاح رائدي الأعمال خلفان وأحمد البدواوي اللذين استطاعا من خلاله تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق نمو متميز في الإقبال السياحي على حتا وجذب السياح إليها، ليس من داخل الإمارات والجوار وحسب، وإنما من مختلف أنحاء العالم أيضاً.
حديقة العسل
وواصلت بدري جولتها بعد ذلك في «حديقة العسل» التي تُعدُّ موقعاً تعليمياً وترفيهياً يدعم السياحة البيئية ويركز على مسألة الأمن الغذائي واستدامة قطاع النحل في الدولة. وأكدت بدري أن هذه الحديقة تشكل أيضاً قصة نجاح أخرى لشباب حتا، وتثبت أهميتهم في معادلة التنمية فيها. فقد سطر فصول هذه القصة الشاب الإماراتي مانع الكعبي الذي استوحى من بيئته ليطلق مشروعه في تربية النحل وإنتاج العسل. كما أخذتها هذه الجولة في زيارة إلى المقابر الأثرية في حتا التي تم ترميم وتوثيق عدد كبير منها في المنطقة.
إبراز روعة التراث
وعقدت مدير عام «دبي للثقافة» بعد ذلك جلسة مع ممثلي المنطقة، وناقشت معهم الفرص المتاحة لتفعيل هذه المنطقة الحيوية على المستوى الثقافي والإبداعي والوسائل الممكنة لتحقيق ذلك. وتم التركيز خلال الجلسة على سبُل تطوير الجانب الثقافي وإبراز روعة التراث الإماراتي والعادات والتقاليد الأصيلة للمنطقة، بما يشكل عامل جذب للسيّاح إليها من داخل الدولة وخارجها.
كما تطرقت الجلسة إلى احتياجات المنطقة التطويرية على مستوى البنى التحتية والقطاع الخدمي التي من شأنها الإسهام في خلق فرص للمواهب والطاقات الواعدة في المجتمع الثقافي والإبداعي من الأسر المنتجة والشركات الصغيرة في حتا، وتسهيل إقامة أعمالهم وتمكينهم من تطوير مشاريعهم وتنميتها، بما يسهم في دعم ونمو الصناعات الثقافية والإبداعية في المنطقة.
وأشارت بدري إلى أهمية مخرجات هذا اللقاء قائلةً: «حرصنا على الاجتماع مع ممثلين عن المجتمع الثقافي والإبداعي في حتّا، والذي يشكل جزءاً جوهرياً في تحقيق أهداف جهودنا. تتمتع المنطقة بفرص اقتصادية ثقافية وإبداعية واعدة، وسنعمل على وضع رؤية وخطة عمل شاملة نحدد فيها الخطوات المقبلة وآليات تنفيذ برامج مشتركة بالتعاون والتنسيق مع شركائنا من الجهات الحكومية الأخرى المعنية».