هويدا الحسن (العين)
استضاف مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة الكاتب والأديب الكويتي سعود السنعوسي في ندوة افتراضية حول روايته «حمام الدار - أحجية ابن أزرق» بحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وقد افتتحت الندوة بكلمة عبرت فيها عن شكرها الكاتب على تلبية الدعوة وحضوره لمناقشة روايته «حمام الدار»، وأضافت: لقد أعادني ذلك إلى اللقاء الأول في معرض أبوظبي للكتاب يوم ناقشنا روايته «ساق البامبو» التي كان لها أثر كبير لديَّ شخصياً حتى أنني طرحتها للنقاش في ندوة خاصة مع طالباتي بكلية التقنية في العين، وكان للرواية حضور رائع وسط الطالبات.
عتبات الرواية
وتحدثت عن رواية «حمام الدار» قائلة: حين بدأت الصفحات الأولى للرواية شعرت بأنني دخلت إلى متاهة تكثر عتباتها وكأن الرواية متاهة كبرى تتكون من متاهات صغرى، وكأنها الحياة في رحلتها الدائرية التي تنتهي عند تلك البداية التي بدأت منها، وكأنها رحلة من العدم وإلى العدم، وبينهما يعيش الإنسان في حنين مستمر وبحث عن المفقود. وعقبت على الرواية بأنها رحلة بدأت من حيث انتهت بكاتب يكتب هاجس كاتب آخر، ثم يعيد كتابة الرحلة في نزوح الإنسان نحو التخلص من قيود البقاء على حافة الانتظار، والإنسان يقف مثل الحمام لا يمتلك إلا الخوف والأمل، عسى الراحل يعود، وعسى الحنين يختفي.
وأضافت أن أحداث الرواية تراوغك طوال الصفحات، وكلما أطبقت بكفك على مفتاح اللغز في إحدى الصفحات تكتشف أنك ما أطبقت إلا على فراغ، وتظل تجري وراء مفتاح اللغز حتى تصل للصفحة الأخيرة. وطرحت على الكاتب سؤالاً جاء فيه: لأي مدى كان النص مرهقاً لك؟ وهل كتبت النص دفعة واحدة؟ أم أنك كتبته على فترات متقطعة؟
«حمام الدار» لا يغيب!
وقد أجاب الكاتب بأن العمل كان مرهقاً، وأن شخصيات الرواية لم تغادره حتى الآن، كما تطرق لذلك بقوله إن هذه الرواية كتبها بأسلوب جديد أراد بتجربته الجديدة أن تخالف رواياته السابقة، مثل «ساق البامبو» و«فئران أمي حصة». وأضاف كل من عاش في الدار يصير من أهلها، فـ«حمام الدار» لا يغيب وأفعى الدار لا تخون، هذا ما قالته بصيرة، مبيناً ما جاء في وصفه: اعتدتها في بيتٍ عربي تطل حجراته على بهوٍ داخلي، بهو بصيرة التي لم تفتح عينيها يوماً، كأنما خِيطَ جفناها برموشها منذ الأزل، وهذه الصورة الخيالية لفتت إليها الشيخة د. شما والحضور لعمق معناها وارتباطها بالنص.
ووجهت العضوات سلسلة من الأسئلة وقد جاء في إجاباته أن الرواية تتناول قصة رجلين يدعي كل واحد منهما أنه روائي كتب شخصية الآخر، وتمضي أحداث الرواية في صراع الشخصيتين لإثبات أيهما الحقيقية وأيهما الشخصية الورقية. ويتطلب العمل إشراك القارئ في لعبة روائية تشبه الأحجية من دون تدخل الروائي في حلها، ولهذا السبب جاء العنوان الفرعي مفتاحاً أولَ لرواية تحمل بقية مفاتيحها في أدق تفاصيلها، وأن التجربة كلها تعتبر جديدة بالنسبة له من حيث الشكل والمضمون وحجم العمل، وآلية عرض الشخوص التي لا تسلم نفسها للقارئ بسهولة.