فاطمة عطفة (أبوظبي)
كوفيلاند مدينة بمثابة وطن، بهذه العبارة المعبرة عن جائحة كورونا تبدأ رواية واسيني الأعرج «ليليات رمادة»، وقد استعرض الكاتب بدءاً من سنة 165 ميلادية، تاريخ انتشار عدد من الأوبئة والكوارث في العالم كالطاعون، والكوليرا، والجدري، والجراد، حتى وصل إلى كوفيد 19.
الرواية كانت موضوع جلسة حوار افتراضية أول أمس، في صالون «الملتقى الأدبي» بحضور الكاتب واسيني وسيدات الملتقى وضيوفه، وأدارت الجلسة السيدة أسماء صديق المطوع مؤسسة «الملتقى»، مشيدة بالكاتب ومكانته الأدبية المتميزة، حيث استطاع خلال هذه الظروف الاستثنائية التي خلفتها جائحة كوفيد 19، أن يضيف لتاريخه الروائي عملاً متميزاً، حيث انطلق من قلب الأحداث، وجعل بطلة الرواية وساردة أحداثها الطبيبة «رمادة»، وهي شابة جريئة، تختار أن تواجه الموت بالحياة، لا لتصبح بطلة بل لتكون نفسها كما جاء على لسانها في الرواية: «أنا امرأة خارجة من نظام العبودية، لا سلاح لها سوى الحياة».
وأشارت السيدة المطوع إلى أن شخصية رمادة عكست رسالة إصرار وربما أمل، رغم أجواء الجائحة، فالبطلة «رمادة حرير»، التي جاء اسمها من عام الرمادة، قاومت السلطة الأبوية والموت والمرض والوباء رغم كل ما مر بها، وكأن الروائي يؤكد أن الوقت الذي يتصدر العلماء فيه المشهد ويحتل الأطباء الشاشات، لا يستقيل الأدب من دوره في علاج المشاعر، ولا يستسلم للعادة في أن يأتي متأخراً.
وتحدث الروائي واسيني: قلت لنفسي طالما الموت اقترب لا بد من كتابة هذه الرواية، بدأت فيها كيوميات لكن لم تعجبني شعرت أنني أكرر نفسي، ثم كتبت فصلاً وعرضته على القراء، كنت أكتب أرقام الموتى وأجري نقاشاً مستمراً مع القراء الذين أبدوا الرغبة في عدم التفكير بالموت، هنا تحول المشروع إلى ورشة كتابة موضوعها حول العلاقة مع الموت والجائحة، حولتها أخيراً إلى ورشة أدبية دامت 5 شهور، بعدها أخذت النص وأعدت كتابته من جديد حيث بدأت القصة تتشكل داخل النص، وأضاف أنه يؤمن عبر الحب الذي يتنامى لا يقاس بالزمن، لأن ما كنت أشعر به وأنا في الحجر، وأكتب كان أيضاً يمس الآخرين، هذا هو المسار العام للرواية بأن الحب هو أعلى قيمة نحتاجها في أي وقت من الحياة، مؤكداً: عملت على علاقة رمادة وشادي، أردت أن أكون داخل الحياة في هذه الرواية من خلال موسيقى شوبان، والكتابة في خضم الأحداث تكون مليئة بالخوف، لكن يصير العمل هو السيد، ويولد الأمل بانتصار الحياة من إرادة التحدي.