فاطمة عطفة (أبوظبي)
افتتح، أول أمس، معرض «المجتمع والنقد الفني: منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين 20/2019 الدفعة 7» في المينا بأبوظبي مَعرض421، شارك فيه 16 فنانة وفناناً ناشئاً من الإمارات والكويت وفلسطين والسودان وليبيا، بعد انتهاء برنامج المنحة الذي استمر على مدار عام، في شراكة مع كلية رود آيلاند للتصميم.
تتناول الأعمال التي احتضنها المعرض ملامح من العوالم العامة والخاصة، وهي تعبر عن خصوصية المكان والمفاهيم الحضرية في عالمنا الحالي. وقد استلهم فنانو المنحة أفكارهم من خلفيات متنوعة في الفن التشكيلي والتصميم والنحت والأداء والأدب أيضاً، وهم مجموعة من أعمار ومهن مختلفة.
شارك في المعرض من الإمارات كل من الفنانين عبدالله النيادي، فاطمة العلي، حصة الزرعوني، عائشة الأحمدي، ميثاء حمدان، أروى ناجم، محمد الشيباني، موزة الحمراني، سارة أهلي، سارة المهيري، ومن الكويت الفنانة عذوب البصيلي، وكل من فيصل الملك، ساري الطاهر من فلسطين، ملاك الغويل من ليبيا، زينب عبدالعزيز من السودان.
قدم الشيباني مجسم المعدن طباعة أكريليك، إضافة إلى ملابس وأدوات عسكرية، وعدد من اللوحات ومطبوعات على ورق فوتوغرافي لامع، كما قدم 3 منحوتات، وهي مجسمات من المعدن بعنوان الحجرة الرابعة.
بينما اشتغلت الفنانة سارة المهيري على طابع النسخ، من خلال منحوتات على شكل قطع من الجص ومواد التغليف، وهي موزعة في مساحة كبيرة تحمل عنوان: «الشكل الممتلئ مألوف»، بينما اختارت الفنانة ميثاء حمدان أن تظهر الملابس وهي تتدلى على حبل غسيل، قائلة لـ «الاتحاد»: هذا العمل يدل على تدرجات نمطية وبألوان تقترب من الأبيض، وهو يضم مجموعة من قطع الأقمشة الملونة والمزهرة، مشيرة إلى ممارسة تبييض الملابس التي كانت تتم في أن يوضع الصبغ عليها لتحديد جودة القماش ومدى ثبات الصبغ عليه. وأوضحت أن الفكرة هذه استلهمتها من تصاميم الزخارف النباتية وأنماط الأزهار غير المحلية التي تزين الملابس التقليدية في الإمارات، والتي تعكس البيئة المحلية، كما تمثل الطبيعة في جنوب آسيا.
وجاءت منحوتة الفنانة فاطمة العلي بعنوان: «أمي قالت لي ألا أجمع الطوب»، وهو من بورثان مرن، وجبس، قالت العلي: المجوف المصنوع من الجص هو انعكاس للمتانة والمساحات السلبية، وتساءلت: هل نستطيع بناء جدار منزل من أساسات غير آمنة؟ وأضافت أن العمل جاء على شكل جدار لم ينظم وهو من مواد الجبس والسيلكون، بما يتناسب في الليونة من جهة والصلابة أيضاً والجاذبية وحالات الانهيار، وهو عبارة عن مجموعة من القطع المرتبة على شكل جدار.
تقول خلود العطيات، مدير أول لبرنامج الفنون والثقافة والتراث في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان: «قبل 7 سنوات، عندما أطلقنا برنامج منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين، كان ذلك استجابة لعدة احتياجات عبر عنها الفنانون الناشئون في الإمارات العربية المتحدة. اليوم، نحن سعداء لمشاهدتنا أطر التقدم الذي أحرزته المنظومة الفنية في الدولة ولرؤية خريجينا وهم يلعبون دوراً أساسياً في هذا التقدم».
يذكر أن منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين عبارة عن تجربة تعليمية مختلطة، تستمر لأسابيع في تدريس جماعي، وتتضمن كذلك مكوناً عبر الإنترنت يسمح للزملاء بالعمل على التكليفات المتاحة من خلال منصة خاصة عبر الإنترنت. واكتسبت هذه المنصة أهمية كبيرة في وقتنا الحالي، حيث يستفيد المشاركون إلى أقصى حد من تجربة المكوث في المنزل، بعد أن توفرت لهم كل الموارد والفرص التعليمية التي كانوا سيحصلون عليها في حال قيامهم برحلتهم الدراسية التي تستغرق أسبوعين خارج الإمارات.