عن دائرة الثقافة في الشارقة صدر العدد 14 من مجلة الحيرة من الشارقة، محتفياً بشعر الرواد، وكذلك إبداعات الشباب وأساليبهم الحديثة في كتابة القصيدة العمودية، دون فقدان هذه القصيدة رونقها، كما جاء في مقدمة العدد الذي حفل بموضوعات نقدية واستذكارية للشعراء الرواد، ومواضيع الشعر النبطي والشعبي في البلاد العربية.
واشتمل العدد على جولة في قصائد الشاعر العليلي من خلال ديوانه «طوي سيف»، الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة، ضمن مهرجان الشارقة للشعر النبطي.
كما ناقش العدد موضوع «نجومية الشاعر» في باب على المائدة، والشروط الكفيلة بتحقيق هذه النجومية بشكلها الموضوعي والنوعي، واستذكر إبداعات الشاعر الإماراتي الرائد ماجد النعيمي (من مواليد 1924) ومساجلاته وصوره العذبة، كرائد مبكّر من رواد القصيدة النبطية في الإمارات. كما احتفى بنموذج إماراتي في شعر الشباب، هو الشاعر سالم الكعبي، في استعراض لقصائده الجديدة.
وعربياً، في باب «عيون الشعر الشعبي»، اشتمل العدد على قراءة لطبيعة «الشعر الحميني» الشعبي في اليمن ومواضيعه وأوزانه وطريقة كتابته، كما نقرأ موضوع الحكمة والمساجلات في ديوان الشاعر السعودي بندر بن سرور، قراءة في إبداعات الشاعر والصحفي الإماراتي سيف السعدي واهتمامه بالصورة الشعرية وابتكاراتها اللافتة.
وفي باب «شاعر وقصيدة»، احتفى العدد بقراءة الشاعر معضد بن ديين الكعبي ورحلة مع أوزانه وبحوره الشعريّة. أما في باب «كنوز مضيئة»، فنقرأ سيرة الشاعر الإماراتي الرائد سعيد بن عتيج الهاملي (1875-1919) وظروف إبداعاته وارتباط قصيدته بالمكان.
وفي باب «تواصيف» عرض العدد لطبيعة المحاورة الشعرية، وتحديداً في منطقة الحجاز بالمملكة العربية السعودية، وما تشتمل عليه من رسائل ومفاتيح لفهم ألغازها.
وفي نظرة على مشاركات الشعراء والشاعرات من الإمارات والخليج والمنطقة العربية، في باب «أنهار الدهشة» نشر العدد ما يقارب ستين مشاركة، وصفها بالإضافة إلى تواقيع الشعراء والشاعرات في «بستان الحيرة»، بالطاقات الخلاقة واستعارة ما يعيشه العالم من مستجدات، وكذلك الحفاظ على المواضيع التقليدية والمكانية في كتابة القصيدة النبطية، لكن بأسلوب جميل وتجديدي ينمّ عن ثقافة واطلاع على الكثير من المدارس الشعريّة في هذا اللون من الشعر.