محمد عبد السميع (الشارقة)
صدر حديثاً عن الهيئة العربية للمسرح، ضمن مشروعها التوثيقي خزانة ذاكرة المسرح العربي، إصدار جديد هو «خزانة ذاكرة مهرجان دمشق للفنون المسرحية 1969 - 2010»، قام بإعداده وتجميع مادته الباحث السوري عبد الناصر حسو.
والمجلد الذي جاء في 490 صفحة من القطع الكبير، حمل بين دفتيه وقائع غنية من مهرجان دمشق للفنون المسرحية، أقدم المهرجانات العربية، ومشعل شرارتها، المهرجان الذي شكل منذ انطلاقته وعلى مدى دوراته محجاً للمسرحيين والمفكرين العرب، فإلى جانب ثبت برنامج العروض والندوات، فقد وثق الكتاب أيضاً مجريات الندوات الفكرية بشكل خاص، ولذا فهو يعمر بكلمات وأصوات ومواقف فكرية لأسماء لعبت دوراً مهماً في حياتنا الثقافية العربية. ويوفّر الإصدار الفرصة لإنعاش الذاكرة المسرحية العربية ومعرفة المهتمين والباحثين والدارسين، كما يحفظ ويصون منجز مهرجان مهم، كمهرجان دمشق الذي طرح السؤال منذ ولادته، وعن ذلك يقول د. يوسف عايدابي المسرحي والمفكر السوداني في مقدمته لهذا الكتاب: «كيف يمكن أن يرتب أهل المسرح للقاء جامع يتبادل فيه الجميع الأفكار حول توظيف المسرح بشكل عضوي يحفز الواقع والطليعة إلى النهوض السوي القادر على ترميم الأنفس والمواقف، بل والدعوة إلى التلاحم والاصطفاف مجدداً في جبهة عودة الوعي والثقة بالذات والاندفاع والتقدم بدل الانكفاء وجلد الذات؟». وأشار الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، إلى أن الهيئة العربية للمسرح، وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تسعى إلى إضاءة الأركان المعتمة من مسارحنا العربية، وتعمل على تفعيل ومد جسور التعاون مع كل المسرحيين لحفظ الذاكرة، لتكون المنجزات على محك التقويم والاستئناف، بهدف بناء حاضر غير منبتّ عن قراءة الماضي، ومستقبل مولود من رحم الحاضر.