السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شيخة المهيري: المشاركات الفنية مرآة للذات المبدعة

شيخة المهيري: المشاركات الفنية مرآة للذات المبدعة
17 أغسطس 2020 00:44

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

يبقى الفن التشكيلي منذ أن عرف الإنسان جماليته، وهو أحد الفنون الفلسفية المتصلة بالروح والتي تسهل على الفنان نفسه التواصل مع الآخر، بملامسة فكرة والاستحواذ على مشاعره، دون الحديث إليه، فقط الاكتفاء بلوحه فنية صامتة مليئة بالألوان والمعاني.
هذا ما قالته الفنانة التشكيلية شيخة سعيد بن كراز المهيري في حديثها لـ«الاتحاد» مضيفة: بالنسبة للواقع التشكيلي في الإمارات، فإن وجود الدعم من الجهات المعنية واهتمامهم يعزز من إبداع الفنانين ويطوره، إضافة إلى تعدد المتاحف مثل متحف اللوفر في العاصمة أبوظبي، الذي يحتضن أعمالاً فنية خالدة، جنباً إلى جنب المعارض الدولية التي تساعد على دعم الفنانين وأعمالهم الفنية.
وتابعت المهيري: إن المجتمع الإماراتي يتميّز بذائقته الفنية الفريدة، وإحساسه العذب الرفيع، وهذا ما نلمسه من خلال وجودنا ومشاركاتنا في المعارض، حين نرى الجمهور متعطشاً لرؤية اللوحات، ويجول ما بين الرسومات المعروضة، نرى في أعينهم الإعجاب والاستمتاع، ما يجعلنا نهتم بالوجود والمشاركة.
وأشارت إلى أنه في هذا العصر من السهل أن يبرز الفنان إبداعه، بوجود مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة إيصال أعماله إلى شريحة أكبر من المتابعين والجمهور، ولكن ذلك يتطلب من الفنان الذكاء في الطرح والحضور المميز في المشاركات، ومواكبة الأوضاع الراهنة، من خلال بصمة تميّزه وتميّز إبداعه، موضحة أن أزمة «كورونا» اليوم، أعطت المبدعين في شتى المجالات درساً مهماً وملهماً في كيفية الوجود، على الرغم من الظروف التي تحيط بالفنان؛ لأن الفنان المبدع هو الذي يستطيع التغلب على الظروف المحيطة بإيجابية، ويخرج بمعطيات بناءة تخدم ذاته، وتخدم الفن نفسه.
وبيّنت المهيري أن الفن، اليوم، يمر بأزهى عصوره، خاصة في الإمارات، ويبدو ذلك جلياً في اهتمام الجهات التعليمية، بمختلف فئاتها، في المدارس والجامعات وانتشار المعاهد المعنيّة بالفن، كل ذلك يصب في خدمة الفن والفنان، ويرسخ قيمة الإبداع التشكيلي، فكل تلك الاهتمامات توطد علاقة الفنان بالفن، وتجعله قادراً على استكمال مسيرته بجرأة، وأن تكون عجلة الإبداع لديه مستمرة في الدوران نحو الأمام والسير قدماً باتجاه الطموحات والآمال الملهمة. موضحة: لقد قدمت العديد من الورشات التعليمية في المعارض الدولية، مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وآخر ورشة كانت عن الفن التجريدي، التي جاءت برعاية كريمة من وزارة التربية والتعليم، فكل تلك الاهتمامات تغذي الفنان، وتصقل مهاراته، وتجعله قادراً على الوجود بثقة وعزيمة وإصرار لاستكمال مسيرته الفنية.
وقالت المهيري: بالنسبة لحضور النقد الفني في الحياة الثقافية، إن هناك نقصاً كبيراً من الجانب النقد الفني، والمبدع بحاجة للنقد البناء لأن يستمر إبداعه برقي وتقدم، لأن النقد يجعل الفنان متجدداً بأفكاره وبكل ما يقدمه. مشيرة إلى أنه على الفنان السعي والتحرك للمشاركة في كل المحافل والمعارض الثقافية المعنية في الفن، لإبراز ما لديه، ولا يقف لينتظر دعوة من الآخرين، فالاجتهاد والسعي والنجاح والإبداع، والمشاركات الفنية مرآة الفنان ليرى ذاته المبدعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©