عمرو عبيد (القاهرة)
على غرار ما يحدث في كثير من البطولات العالمية الكُبرى، حيث تتصدر أسماء مُرشحة بكل قوة لنيل الألقاب، بناءً على تصنيفها الدولي أو قوتها الفنية، لكن النتائج النهائية تأتي صادمة ومفاجئة، سارت «خليجي 26» على النهج ذاته، حيث فاز منتخب البحرين باللقب على حساب عُمان في النهائي، رغم كونهما في المركزين الرابع والخامس بقائمة تصنيف المنتخبات الخليجية في تلك النُسخة، والطريف أن «الأحمر» البحريني صاحب المرتبة الـ81 عالمياً، طبقاً لتصنيف «فيفا» الصادر قرب نهاية ديسمبر من العام الماضي، تفوق على شقيقه العُماني «الـ 80 عالمياً» في المشهد الختامي.
وكان المنتخبان، القطري والعراقي، صاحبا الصدارة في تصنيف المنتخبات العربية الآسيوية، بالمركزين 48 و56 عالمياً على الترتيب، قد غادرا الكأس الخليجية من الدور الأول، ومعهما المنتخب الإماراتي صاحب التصنيف 63، الرابع عربياً في آسيا، بينما خرج المنتخب السعودي من نصف النهائي على يد عُمان، رغم أن «الأخضر» يملك المركز 59 في التصنيف العالمي، مقابل 80 لـ «الأحمر»، أما الكويت صاحب التصنيف 134 عالمياً، فقد نجح في بلوغ نصف النهائي أيضاً، وخرج بصعوبة بالغة على يد البحرين.
وعن «أصحاب الكرة» و«ملوك الاستحواذ»، فلم تهتم «خليجي 26» بهذا الأمر كثيراً، حيث أتى «الأخضر» و«الأبيض» في الصدارة، بمتوسط نسبة امتلاك للكرة بلغت 67.5% و60.3%، لكلٍ منهما على الترتيب، لكن منتخبنا غادر من الدور الأول، ولم يتمكن منتخب السعودية من تجاوز عقبة عُمان في نصف النهائي، واكتفى «الأحمر» بمتوسط 46% للاستحواذ، لكنه كان أكثر فاعلية، بل إنه مع البحرين والكويت، ظهروا في مُربع الذهب، وجميعهم بعيدون عن المراكز المتقدمة في قائمة الأكثر استحواذاً، وفاز «الأحمر» البحريني باللقب بمتوسط نسبة 48% لامتلاك الكرة، مقابل 38% لـ «الأزرق»، وكان منتخبا قطر والعراق ضمن «الكبار» في امتلاك الكرة، لكن هذا الأمر لم يُشكّل فارقاً في النهاية!
استقرار الأجهزة الفنية واستمرارها لفترة زمنية طويلة، لم يكن العامل الأكثر تأثيراً دائماً خلال كثير من مواجهات البطولة، حيث تصدّر منتخب عُمان المجموعة الأولى ومعه الكويت وصيفاً، رغم مرور 107 أيام فقط على تعيين رشيد جابر مقابل 172 يوماً لبيتزي مع «الأزرق»، بل إن لويس جارسيا خلال أقل من 20 يوماً نجح في عدم الخسارة أمام الإمارات والكويت، ولم يسقط إلا أمام «الأحمر»، وصيف البطولة.
وباستثناء البحرين، فإن الأمر تكرر بصورة مشابهة في المجموعة الثانية، إذ غادر العراق واليمن من الدور الأول، رغم أن خيسوس كاساس كان الأكثر استقراراً مع «الأسود»، حيث يُوجد على رأس الجهاز الفني منذ 791 يوماً، وكذلك نور الدين ولد علي بـ 342 يوماً، ولم يُحطّم تلك القاعدة سوى دراجات تالايتش، الذي تولى تدريب «أحمر» البحرين منذ 319 يوماً، وكان في المرتبة الرابعة بين المدربين قبل انطلاق البطولة من حيث الاستقرار، ونجح في انتزاع اللقب بصعوبة من براثن رشيد جابر.