عمرو عبيد (القاهرة)
عاد منتخب البحرين من تأخره المبكر أمام شقيقه العُماني بهدف، ليفوز في الدقائق الأخيرة بهدفين، ويُتوّج بالكأس، صانعاً «ريمونتادا تاريخية»، لم تعرفها المباريات النهائية في كأس الخليج بهذه الصورة، إذ نجح «الأحمر» البحريني في تحويل الخسارة إلى فوز خلال آخر 12 دقيقة فقط من المباراة، ليتصدر مشهد «ريمونتادا التتويج»، وهو أمر ليس معتاداً عبر تاريخ «خليجي»!
وقبل نهائي «خليجي 26»، كانت المباراة النهائية الوحيدة، بالمعنى المعروف، التي شهدت مثل هذه العودة عبر تاريخ البطولة الخليجية، قد أقيمت في نُسخة «خليجي 22» عام 2014، عندما تقدّم السعودية بهدف، قبل أن يُحوّل نظيره القطري النتيجة أيضاً إلى فوز 2-1، لكن وقتها لم تكن «جرعة الدراما» مرتفعة، مثلما حدث في البطولة الكويتية الأخيرة، إذ سجّل «الأخضر» هدفه في الدقيقة 16، واحتاج «العنابي» إلى دقيقتين فقط لإدراك التعادل، ثم أحرز هدف الفوز في رُبع الساعة الأول من الشوط الثاني.
وبعيداً عن المباريات النهائية في نظام المجموعتين، فإن المباراة الختامية في «خليجي 15» كانت أشبه بموقعة نهائية حاسمة، جمعت السعودية وقطر أيضاً آنذاك، حيث كان «العنابي» متقدماً في ترتيب الدوري، بل إنه بدأ بالتسجيل في مرمى «الأخضر» خلال آخر مباريات البطولة، لكن «الريمونتادا» التي حققها المنتخب السعودي كانت أقل «إثارة»، بعدما انتهى الأمر كله في الشوط الأول، بتقدم «العنابي» بهدف في الدقيقة 25، ثم رد «الأخضر» بـ «ثُلاثية» متتالية في الدقائق 33 و39 و45، ليحصد اللقب.
وإجمالاً، كان البادئ بالتسجيل في المباراة النهائية هو الفائز دائماً باللقب، وحدث ذلك في بطولات 1974 و1976 عبر المنتخب الكويتي، بانتصارين كبيرين 4-0 و4-2 على حساب السعودية ثم العراق، وكذلك كان الأمر مع فوز «الأزرق» 1-0 أمام «الأخضر» عام 2010، وانتصار الإمارات على عُمان والبحرين على السعودية، بالنتيجة نفسها، في بطولتي 2007 و2019، وحتى المباريات النهائية التي حسمتها ركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي 1-1، في 1984 و2004، نجح العراق وقطر في الفوز باللقبين، وكلاهما كان المُتقدم بالهدف الأول خلال وقت المباراة.
ورغم بعض الإثارة التي شهدتها نُسختا «خليجي» 21 و25، إلا أن «الريمونتادا» لم تكتمل في أي منهما، حيث فاز «الأبيض» عام 2013، بعد تقدمه أولاً، ولم ينجح «أسود الرافدين» في قلب الطاولة، بينما نجح الأخير في إيقاف عودة «الأحمر» عام 2023 بصعوبة، في اللحظات الأخيرة من عُمر الوقت الإضافي.