الكويت (الاتحاد)
ربما يكون معلماً سياحياً من نوع آخر، ذلك هو المتحف الصغير الذي خصصه المؤرخ والكاتب الرياضي الكويتي حسين البلوشي، تحت فيلته الخاصة بحي عبدالله المبارك، بالكويت، حتى تحول إلى معلم لجذب عشاق كرة القدم، خصوصاً الذين يتواجدون ببطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت.
ويتضمن متحف البلوشي ما يزيد على 11 ألف قطعة نادرة، تعكس محطات تاريخية ليس فقط من الكرة الكويتية، ولكن من الإماراتية والسعودية والمصرية والعالمية، ومن البطولات الكبرى، مثل أول كأس عالم، وأول قميص لأول مدرب لمنتخب الكويت، وغيرها من القصص والحكايات التي تقف خلف كل ركن من أركان المتحف الصغير، الممتلئ بكنوز من التذكارات والمقتنيات الأصيلة، التي ربما يصعب جمعها في مكان أو متحف واحد حول العالم.
زارت «الاتحاد» متحف البلوشي، وتجولت في أركانه لتبحر في محيط هائل من المعلومات والذكريات، التي ارتبطت بتاريخ نجومنا وأنديتنا واتحاداتنا، ومشاهير اللعبة بالمنطقة والعالم، وسط قطع ومقتنيات وصور نادرة تحكي قصصاً وبطولات وإنجازات لأجيال متعاقبة في عالم «الساحرة المستديرة».
ويضم المتحف أقساماً كثيرة مخصصة للاتحادات القارية، إلى جانب مقتنياتها وكؤوسها ومعظم الكتب المتعلقة بنشاط الكرة في القارة، بالإضافة إلى قسم للاتحاد الدولي، والذي وعد رئيسه إنفانتينو بالاعتراف بمتحف البلوشي متحفاً محترفاً في مقتنيات كرة القدم، ووضعها على أجندة متاحف «الفيفا» المعترف بها، بما يجعلها نقطة جذب لهواة زيارة تلك المتاحف.
وأوضح حسين البلوشي «صاحب المتحف»، أن إنشاء متحف لكرة القدم فكرة ظلت تراوده منذ الصغر، واستلهمها من كثرة زياراته للمتحف الوطني بالكويت، حيث بدأ بتجميع العديد من الكتب والصحف والدروع والهدايا.
وأضاف: «منذ عام 1974 بدأت في تجميع المقتنيات، وبعدما زاد الشغف في باقي مراحل حياتي أصبحت أخصص ميزانية لتلك الهواية، حتى العام 1990، ومنذ 2012 أصبحت محترفاً بشكل رسمي في جمع المقتنيات والتحف والأشياء النادرة والتاريخية، بهدف إنشاء متحف خاص، لكن فور إعلان عن إطلاق فكرة متحف بشكل علني في أحد البرامج، تلقيت اتصالات «تهديد» من بعض الزملاء، وتعرضت لحرب منهم، لأنني أعلنت عن رغبتي في تحويل هوياتي إلى عمل محترف ومتحف متخصص في المقتنيات التاريخية النادرة للكرة العربية والخليجية والعالمية».
وقال: «بعد عام 2014 وضعت ميزانية ضخمة لزيادة المقتنيات، وحتى الآن أنفقت تقريباً مليوني درهم، ولم أتلق أي تبرعات على الإطلاق، باستثناء علي مروي نجم المنتخب الكويتي الذي تبرع لمتحفي بـ 500 دينار، وأيضاً أحد الرياضيين الآخرين تبرع بـ 400 دينار، وهو دعم رمزي».
وعن دعم الشركات، قال: «تفاجأت أن الشركات تحب الظهور الإعلامي فقط، وعندما كنت إعلامياً، تلقيت وعوداً بالدعم من الشركات ولكن كلها كانت مجرد وعود بلا سند، كما طلبت بعض الشركات مقتنياتي، لتقوم بعرضها في متاحف خاصة، ولكن لم يحدث شيء، وأنا لا أريد التعامل مع شركات في مشروعي، ولكن مع دول، لذلك أرحب بأي دولة تعرض تبني متحفي، ونقله إليها، وإقامة متحف لمعروضاتي التي تجاوزت الـ11 ألف قطعة، أغلبها من القطع النادرة، وغير الموجودة بالعالم».
وتحدث عن جمع المقتنيات من النجوم العالميين مثل قميص بيليه أو زاجالو فقال: «كنت أتواصل مع صحفيين قديماً وسفراء دول بالكويت، كنت أسعى من خلال علاقاتي مع المدربين السابقين للمساعدة في جمع التحف من نجوم رياضة عالميين لديهم اتصالات معهم، وهكذا، حتى تلقيت مقتنيات استثنائية، منها قميص بيليه الذي يقدر سعره الآن بمليون دولار إذا ما أردت بيعه».
وأضاف: «طموحي هو أن تخصص لي الدولة، مساحة 5 آلاف متر مربع لبناء متحف كرة قدم استثنائي، وأضمن للكويت دخلاً كبيراً من السياحة الرياضية، لأن هناك هواة زيارة المتاحف التي تضم قطع نادرة».
15 مليون درهم
حول المبلغ المطلوب، والذي يقدر به قيمة المقتنيات، قال: «مستعد لبيع كل المقتنيات بمقابل لا يقل عن 13 إلى 15 مليون درهم، لكن ليس لشركات أو أشخاص، ولكن لدولة تتبنى مشروع المتحف الكروي هذا، وترغب في نقله إليها، لأن بعض القطع التي أملكها يزيد زمنها على 100 عام».
واستطاع البلوشي بفضل جولاته حول العالم، شراء كثير من المقتنيات والقطع الرياضية النادرة، فيما أسهمت إهداءات الرياضيين الخليجيين أيضاً في إثراء المتحف.
صافرة من 1916
تعود أقدم القطع في متحف البلوشي إلى عام 1916، بعد أن تمكن من الحصول على «صافرة أولمبية» استخدمت بمسابقة كرة القدم في أولمبياد مدينة أنتويرب البلجيكية عام 1920، وكرات استخدمت في الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1920، ووثائق أصلية للنسخة الأولى من كأس العالم عام 1930 في أوروجواي، كما تبرز من قطع كأس العالم لكرة القدم النادرة، ميدالية برونزية تعود إلى المونديال الأول، تمكن البلوشي من شرائها في مزاد عالمي.