عمرو عبيد (القاهرة)
سجّل المهاجم الإسباني الشاب، فيران توريس، 4 أهداف خلال آخر 3 مباريات متتالية مع فريقه، برشلونة، لتتغير لهجة الصحف الإسبانية، لاسيما «الكتالونية»، خلال حديثها عنه، حيث تصدّر المشهد تماماً بعد «الثنائية» التي أحرزها كبديل أمام بروسيا دورتموند، خلال 10 دقائق فقط، ليُهدي «البارسا» وضعاً مريحاً في جدول ترتيب مرحلة الدوري بـ«الشامبيونزليج»، وبعدما كان توريس أقرب المرشحين للرحيل عن صفوف «الفريق الكتالوني» في أقرب وقت ممكن، بات عنصراً مهماً في منظومة «بارسا فليك»، تُطالب الصحف الكتالونية مدربها بمنحه المزيد من الوقت، أو على الأقل الدفع به بديلاً بصورة ثابتة، ومعه بعض النجوم الآخرين، للحفاظ على حيوية ونشاط وقوة الفريق، في ظل جدول موسم «ناري» ومزدحم، لم يرحم أي من الفرق الكُبرى في أوروبا.
ويبدو أن «سمكة القرش»، كما يُطلق عليه، ينوي تقديم موسم «خيالي» هذه المرة، حتى لو بقي «البديل السوبر» فقط، قد يفوق حصاده في النهاية كل ما قدمه في السنوات الماضية طوال مسيرته، بل إن ابن الـ24 عاماً أحرز 5 أهداف حتى الآن في 14 مباراة مع برشلونة، خلال جميع البطولات، وهو ما يُعادل حصاد مواسم كاملة بالنسبة له، إذ يُسجّل فيران حالياً بمعدل 0.36 هدف/ مباراة، ليتساوى مع أفضل ما قدمه منذ عام 2018 مع جميع الفرق التي دافع عن ألوانها.
ويُعد موسم 2020-2021 الأبرز في مسيرته، عندما أحرز 13 هدفاً في 36 مباراة مع مانشستر سيتي في مختلف المنافسات، بمعدل 0.36 هدف/ مباراة أيضاً، لكنه لعب وقتها 2111 دقيقة، بعدد مشاركات أساسية أكثر في 24 مباراة، مقابل 12 مباراة كبديل، وهو ما يعني أن ما مر من الموسم الجاري حتى الآن هو «الأفضل» على الإطلاق بالنسبة له، إذ أنه لعب 7 مباريات أساسياً ومثلها بديلاً، بمجموع دقائق لم يتجاوز الـ585، أي أنه سجّل مع «السيتي» قبل 5 مواسم بُمتوسط هدف واحد/ 162.4 دقيقة، مقابل هدف/ 117 دقيقة مع «البارسا» حتى الآن.
ومع استبعاد موسمه الأخير مع «البلومون»، 2021-2022، لأنه أحرز 3 أهداف في 7 مباريات فقط طوال العام، فإن «القرش» يُقدّم أفضل نُسخه مع «البلوجرانا»، حيث سجّل 7 أهداف خلال أول موسمين في «كتالونيا»، لكن الأول شهد تحقيق ذلك في 26 مباراة، بمعدل 0.27 هدف/ مباراة، مقابل 0.15 في الموسم التالي، 2022-2023، بينما تحسنت الأمور في الموسم الماضي، 2023-2024، إذ قفز حصاده إلى 11 هدفاً في 42 مباراة، بمعدل 0.26/ مباراة.
وبالعودة إلى آخر مواسمه مع فالنسيا، في 2019-2020، فإن توريس قد سجل وقتها 6 أهداف في 44 مباراة، بمعدل 0.14 هدف/ مباراة، ويبدو أنه مثلما «فجّر» هانسي فليك قدرات رافينيا وأعاد اكتشاف ليفاندوفسكي وأطلق العنان ليامال، وكذلك نجوم آخرين في صفوف «البارسا»، فإن توريس هو الآخر قد انضم إلى «كتيبة العائدين» تحت قيادة الألماني، الذي يسير مع الفريق حتى الآن بصورة جيدة جداً، تنبئ بحصد النجاح في نهاية موسمه الأول.