سلطان آل علي (دبي)
حقق نادي الشارقة إنجازاً تاريخياً بفوزه ببطولة آسيا لكرة اليد لعام 2024 على حساب نادي الخليج السعودي، في مباراة نهائية مثيرة انتهت بنتيجة 27-26، هذا الفوز لم يكن مجرد تتويج بلقب قاري، بل علامة فارقة في تاريخ كرة اليد الإماراتية، حيث يُعد الشارقة أول نادٍ إماراتي يحقق اللقب الآسيوي، بعد محاولات سابقة لم تكلل بالنجاح.
طريق الشارقة نحو المجد لم يكن سهلاً، إذ تمكن الفريق من تجاوز كاظمة الكويتي في نصف النهائي بفوز صعب بنتيجة 28-27 بعد التمديد، ليحجز مكانه في النهائي للمرة الأولى. في المباراة النهائية أمام حامل اللقب الخليج السعودي، أظهر الشارقة قوة هجومية وتنظيماً دفاعياً، ليحقق انتصاراً صعباً ويُتوج بلقب طال انتظاره.
هذا الإنجاز يُعد تتويجاً لجهود نادي الشارقة وإدارته التي عملت بجد على تطوير فريق كرة اليد خلال السنوات الماضية. النادي، الذي سيطر على البطولات المحلية بفضل استراتيجياته القوية واستقطابه للمواهب، نجح في ترجمة هيمنته المحلية إلى نجاح قاري. التفوق المستمر في البطولات المحلية كان بمثابة قاعدة صلبة للانطلاق نحو المنافسات الآسيوية وتحقيق الحلم الذي طالما راود الأندية الإماراتية.
تاريخياً، حاولت الأندية الإماراتية تحقيق اللقب الآسيوي، لكنها اكتفت بالمراكز المتقدمة دون الوصول إلى القمة، شباب الأهلي حصل على المركز الثاني في 2002 و2012، بينما نال النصر المركز الثالث في 2003. الشارقة نفسه حقق المركز الثالث مرتين في 2018 و2019، كما احتل المركز الرابع في 2017. هذه النتائج أكدت حضور الأندية الإماراتية في البطولة، لكنها كانت تفتقد للتتويج بالذهب حتى جاء الشارقة ليكسر هذه العقدة.
إنجاز الشارقة يمثل نقطة تحول لكرة اليد الإماراتية. فهو ليس فقط انتصاراً للنادي، بل لكل الرياضة في الدولة، إذ يبرز التطور الكبير الذي شهدته اللعبة. كما أن هذا الفوز سيشجع الأندية الأخرى على السعي لتحقيق إنجازات مماثلة، ويدفع اللاعبين الشباب إلى الاستلهام من هذا النجاح.
هذا التتويج يعزز مكانة الإمارات على الساحة الرياضية الآسيوية ويفتح الباب أمام المزيد من الإنجازات في المستقبل. نادي الشارقة، الذي اعتاد على تحقيق الألقاب محلياً، أصبح الآن نموذجاً يُحتذى به في العمل الإداري والفني لتحقيق النجاح على المستوى القاري.