أنور إبراهيم (القاهرة)
حقق منتخب فرنسا فوزاً «تاريخياً» على منتخب إيطاليا في عقر داره باستاد سان سيرو بمدينة ميلان، 3-1، ليكون «الديوك» رابع منتخب يفوز على «الآزوري» في هذا الملعب عبر تاريخه، حيث لم يحقق هذا الإنجاز إلا منتخب المجر مرتين في عشرينيات القرن الماضي، وأخيراً منتخب إسبانيا في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة «يورو 2024»، عندما فاز على إيطاليا 1-0 في مرحلة المجموعات.
وثأرالمنتخب الفرنسي بذلك من هزيمته بنفس النتيجة 1-3 في مباراة الذهاب بمرحلة المجموعات لبطولة دوري الأمم الأوروبية، على ملعب «حديقة الأمراء» بالعاصمة الفرنسية باريس.
ورد ديدييه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا على منتقديه الذين وضعوه في «قفص الاتهام» خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد تعادل المنتخب مع إسرائيل 0-0، في الجولة الخامسة وقبل الأخيرة لمرحلة المجموعات بهذه البطولة، وقالوا إنه لم يعد يصلح لقيادة المنتخب وأن أساليبه في التدريب أصبحت عقيمة، ولكنه رد عليهم في هذه المباراة بقوة، وأقنع الجميع، وبوجه خاص الجماهيرالفرنسية، التي كانت حاضرة في ملعب «سان سيرو».
وفي تصريحاته للقناة الأولى بالتلفزيون الفرنسي بعد المباراة، قال ديشامب: مهم جداً أن تفوز بالمباريات، أنا سعيد من أجل اللاعبين والجمهور، كنا حاسمين الليلة، بمجموعة لاعبين أكثر شباباً وحيوية وأصغر سناً ولا يسعني إلا أن أرفع «القبعة» لهم جميعاً.
وأضاف: قدمنا بعض اللاعبين الجدد، وهم يحتاجون للوقت لمزيد من الخبرة والتأقلم، وكنا أفضل تكتيكياً بوجه عام أغلب فترات المباراة، ولعب أدريان رابيو مباراة كبيرة وهذا وضعه الطبيعي، وأشكر جميع اللاعبين الذين كانوا عند حسن ظني ونفذوا بمهارة وثقة ماطلبته منهم فتحقق لهم الفوز والثأر من هزيمة الذهاب.
أما متوسط الميدان «المحنك» أدريان رابيو الذي اعتاد على الأجواء في الملاعب الإيطالية بحكم أنه لعب ليوفنتوس خمسة مواسم قبل أن يرحل مجاناً هذا الموسم إلى أوليمبيك مارسيليا، فقد سجل هدفين برأسه، ذكّرت الجماهير الفرنسية بهدفي مواطنه زين الدين زيدان في مرمى البرازيل بنهائي مونديال فرنسا 1998.
وقال رابيو قال في تصريحاته: مر زمن طويل لم نلعب فيه مباراة بمثل هذه القوة، كافحنا من البداية للنهاية وحققنا الفوز بفارق هدفين وهو الهدف الذي وضعناه نُصب أعيننا، وما كان ذلك ليتحقق، إلا باللعب الجماعي والروح القتالية، ولا تنسوا أنه كان هناك ثأر نسعى لتحقيقة رداً على هزيمة الذهاب. وأضاف رابيو: أمضينا سهرة رائعة، وأتمنى أن نظهر دائماً بهذه الصورة، لأنها الوجه الحقيقي لنا، أمضيت سنوات طويلة في إيطاليا لاعباً وسعيد بعودتي هنا وكنت مصمماً أنا وزملائي على تحقيق الفوز وتصدر المجموعة.
أما لوكاس ديني لاعب أستون فيلا الإنجليزي، وصاحب التسديدة الصاروخية التي جاء منها الهدف الثاني لـ«الديوك» والحاصل على أعلى درجة في تقييم موقع جول العالمي للاعبي فرنسا «9 على عشرة»، قال: نعشق هذا القميص وكنا حاضرين بقوة في هذا المباراة، سألني البعض هل سبق لك أن سجلت مع المنتخب ؟ قلت: لقد حاولت على الأقل من قبل، وها أنا أنجح اليوم في التسجيل وهو أول أهدافي مع الديوك، ولكنني مع فريقي الإنجليزي أستون فيلا فعلتها أكثر من مرة، وعندما تكون القدم «ساخنة» تأتي الأهداف بهذه الطريقة.
وقال مايك مينيان حارس المرمى: كنا نريد الثأر، وتحقق لنا ما أردنا، وأشعر بالفخر لأننا نجحنا في مهمتنا وأصبحنا في صدارة المجموعة.
وأضاف: في مثل هذه المباريات، نعرف جيداً ما يجب علينا عمله، وهذا يمنحنا الثقة، وأثبتنا أنه عندما نركز في اللعب الجماعي يمكننا صنع شيئاً كبيراً.