عمرو عبيد (القاهرة)
لا يزال الوقت مُبكراً جداً، لتكوين رؤية واضحة لصورة «الصراع» المُنتظر على قمم بطولات الدوري الكُبرى، خاصة أن عدد الجولات التي أقيمت حتى الآن، لم يبلغ نسبة الثُلث من الموسم، كما تظهر معاناة الأبطال الذين يدافعون عن ألقابهم، بنسب متفاوتة، في التوقيت الحالي، وبين الحُكم المُبكر والبطل المُتعثّر، تدور رُحى معركة الموسم الحالي، التي تبدو مثيرة ومتقلبة منذ البداية.
وفي دورينا، تراجع حامل لقب العام الماضي، «الإمبراطور»، بصورة كبيرة، ليبتعد حالياً عن الصدارة بفارق 9 نقاط، بعد مرور 7 جولات فقط، حيث يحتل الوصل المركز السابع برصيد 9 نقاط، ويبدو ليفركوزن في ألمانيا الأقرب إلى تلك الحالة، حيث ظهر حامل لقب «البوندسليجا» بصورة لا تمت بأي صلة إلى «الأُسود»، التي زأرت بكل قوة وشراسة في الموسم السابق، وخلال 10 جولات، خسر «الأسود والأحمر» مباراة وتعادل 5 مرات، ليتقهقر إلى المركز الرابع بفارق 9 نقاط أيضاً عن المُتصدر، بايرن ميونيخ.
وباستثناء «ليج ون» الذي لا يجد باريس سان جيرمان أي صعوبة في الفوز به كل عام، بينما يُعاني بشدة في دوري أبطال أوروبا، فإن الـ3 بطولات الكُبرى في «القارة العجوز» تشهد صراعاً قوياً وجدلاً مثيراً، خاصة «البريميرليج» الذي يشهد تقلبات وتغيرات حادة هذا الموسم في مستوى أغلب فرق الصدارة، ويُتابع الإعلام العالمي حالة مانشستر سيتي عن كثب، لأن بطل «الرُباعية التاريخية» المتتالية يُعاني من إصابات عديدة ضربت صفوفه وأثرت بشدة على مستواه ونتائجه الأخيرة، لكن «البلومون» مع مدربه «الفيلسوف العنيد»، بيب جوارديولا، يتمسّك برغبته في الاحتفاظ باللقب للمرة الخامسة، حيث يحتل المركز الثاني بفارق 5 نقاط عن ليفربول المُتصدر، بعد 11 جولة فقط من إجمالي 38!
أما «صراع الليجا»، فيبدو «مُلتهباً» بسبب جدل القرارات التحكيمية وحالات «الفار»، ورغم البداية «الخيالية» لـ«بارسا فليك» مقارنة بالتعثّر المتوالي لحامل اللقب، «الريال»، إلا أن «البلوجرانا» يبتعد بالصدارة بفارق 6 نقاط فقط عن «الملكي»، الذي يملك مباراة واحدة مؤجلة، بعد 13 جولة، وهو ما يعني أن المعركة ستستمر طويلاً خلال الفترة المقبلة، وهو ما ينطبق كذلك على «الكالشيو»، الذي يبدو «مُشتعلاً» جداً، فبعد 12 جولة فقط، يتمسك نابولي بالقمة بصعوبة، بفارق نقطة وحيدة عن 4 فرق، بينها «حامل اللقب»، إنتر ميلان، الذي تعثّر مُبكراً بهزيمة ثم 4 تعادلات، قبل تحسين أوضاعه ليصل إلى المركز الرابع.
ولا يبدو الحديث عن حسم تلك البطولات منطقياً أبداً، في هذا التوقيت المُبكر، لأن أحداث الموسم الماضي تبقى حاضرة في الأذهان، فرغم تراجع «سيتي بيب» الحالي، إلا أن الأمور لم تكن «وردية» بالنسبة لجوارديولا وكتيبته في العام السابق، بل لعل العثرات الحالية تأتي في توقيت يسمح لـ«السماوي» بتدارك الأمور، إذا ما قارنا تأخر السيتي بفارق 5 نقاط أمام ليفربول نفسه خلال يناير 2024، بعد 22 جولة من «البريميرليج»، بل إن «البطل» كان ثالثاً في الترتيب خلال مارس بعد 29 جولة آنذاك، بفارق 3 نقاط عن «الريدز» صاحب القمة، وبعد صراع ثلاثي شرس، أنهى «سيتي بيب» البطولة ملكاً مُتوجاً، مثلما فعل في نُسخة 2022/2023، بعد تأخره بفارق كبير عن أرسنال قبل الثُلث الأخير من البطولة آنذاك.
وينطبق الأمر نفسه على «الليجا» في 2023/2024، لأن ريال مدريد لم يقبض على الصدارة مُنفرداً وبفارق مقبول عن جيرونا، إلا خلال شهر فبراير، بعد ما يقارب 24 جولة من البطولة، وإذا كان ليفركوزن أنهى الموسم الماضي بفارق مريح، إلا أن الأمور لم تكن كذلك حتى ديسمبر 2023، كما كانت «مُشتعلة إلى أقصى حد» في 2022/2023، حيث لم يُحسم الصراع بين بايرن ميونيخ ودورتموند إلا في اللحظات القاتلة من الجولة الأخيرة من «البوندسليجا».