أبوظبي (الاتحاد)
نظم اتحاد المصارعة يوماً رياضياً ترفيهياً في «بوادي مول» بمدينة العين، تحت شعار «نشر التراث وتعزيز الرياضة»، وذلك ضمن جهوده لتعريف المجتمع الإماراتي والمقيمين برياضة المصارعة وفنونها المتنوعة، مع التركيز على المصارعة التراثية الإماراتية «المطارحة».
حضر الفعاليات والأنشطة العميد سيف الشامسي من شرطة أبوظبي، والدكتور زياد صالح وسيف الراشدي، من مجلس إدارة الاتحاد، الذين تابعوا الفعاليات وأعربوا عن سعادتهم بالنجاح الكبير، الذي حققه هذا اليوم الرياضي، كما شارك في الفعالية مدربون ومتخصصون من أكاديمية أبوظبي للفنون القتالية، أداروا الحصص التدريبية وقدموا محاضرات توعوية حول فنون المصارعة وقوانينها.
شهدت الفعالية حضوراً جماهيرياً موسعاً من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، حيث جذبت اهتمام الزوار من العائلات والأطفال والشباب، وقد تنوعت الفعاليات بين المسابقات الرياضية والعروض الاستعراضية التي قدمت صورة حية عن المصارعة التراثية الإماراتية، والتي لطالما كانت جزءاً من الهوية الثقافية للإمارات، وشملت الفعالية عروضاً احترافية، إضافة إلى فرص مشاركة الزوار في الأنشطة المصاحبة، مما أضفى جواً تفاعلياً على الحدث.
وتنوعت الأنشطة بين مسابقات في مصارعة المطارحة والتقليدية، بمشاركة فئات عمرية مختلفة، لصغار السن والناشئين والشباب، كما شملت الفعاليات «نزالات» جمعت بين لاعبين محترفين، ما أضاف طابعاً تنافسياً وحماسياً للحدث، كما قدم مدربو أكاديمية أبوظبي للفنون القتالية «أدما» ورش عمل تدريبية تفاعلية، تهدف إلى تعليم المهارات الأساسية في المصارعة، إلى جانب عروض تقنية استعراضية أظهرت دقة وأهمية الاستراتيجية في هذه الرياضة.
من جانبه، عبّر سيف الراشدي، عضو مجلس إدارة اتحاد المصارعة، عن فخره بنجاح الفعالية، موضحاً أن تنظيم مثل هذه الأنشطة يأتي في إطار جهود الاتحاد لإحياء رياضة «المطارحة» التراثية التي كانت تمارس قديماً في المجتمع الإماراتي، مضيفاً بأن «المطارحة» ليست مجرد رياضة بدنية، بل هي جزء مهم من التراث الثقافي الإماراتي، فهي تعلم الصبر، والتحمل، والقدرة على مواجهة التحديات بإيجابية.
وأكد الراشدي أن الاتحاد يسعى إلى تطوير هذه الرياضة ونشرها بين الأجيال الشابة، حيث تأتي هذه الفعاليات في سياق الخطط الرامية لتعزيز الهوية الوطنية وترويج الثقافة الصحية والرياضية في المجتمع، وأشار إلى أن إحياء هذه الرياضة يأتي ضمن رؤية أوسع لتعزيز الرياضات التراثية وربط الجيل الحالي بتراث أجدادهم، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع.
ولفت إلى أن الاتحاد يطمح مستقبلاً إلى تنظيم المزيد من الفعاليات الرياضية والتراثية التي تساهم في بناء جيل رياضي قوي ومتمسك بتراثه، ومؤكداً أن هذه الفعاليات لا تقتصر فقط على الجانب الترفيهي، بل تهدف إلى تعزيز القيم الرياضية والبدنية، وتنمية مهارات الشباب في اتخاذ القرارات الصحيحة، وتشجيعهم على المشاركة في الرياضات التي تساهم في الحفاظ على اللياقة البدنية والصحة العامة.
وأكد لاعبون شاركوا في نزالات «المطارحة» أنهم فخورون بإحياء رياضة الأجداد، ووصفوها بأنها غير عنيفة ويمكن تعلم قوانينها سريعاً بين الشباب، إذ تعتمد على التوازن والقوة والاستراتيجية، والإمساك بحزام الوسط لكلا الخصمين ومن ثم إسقاط الخصم على الدائرة الرملية أو إجباره على مغادرتها.