الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أمجد عبد الحليم: تعرضت للظلم في مصر!

أمجد عبد الحليم: تعرضت للظلم في مصر!
2 أغسطس 2024 10:26

 
باريس (د ب أ)


دعا المدرب المصري أمجد عبد الحليم الذي قاد اللاعبة الأميركية لي كييفر، للتتويج بالميدالية الذهبية في سلاح الشيش لمرتين متتاليتين في الأولمبياد، القائمين على الرياضة في مصر والعالم العربي أن يمنحوا الفرصة كاملة لأبناء الوطن، من أجل الإبداع، بدلاً من أن يضطروا للهجرة، وتستفاد منهم دول أخرى. ونجح عبد الحليم في قيادة الأميركية لي كييفر للفوز بالميدالية الذهبية، ضمن منافسات الفردي في أولمبياد طوكيو 2020، ثم أولمبياد باريس 2024.
ويرى عبد الحليم أنه تعرض لظلم شديد في بلده مصر، مشيراً إلى أنه كان يستحق قدراً أكبر من التقدير في بلده، لكنه عوضاً عن ذلك تمت إقالته من تدريب المنتخب الوطني ثلاث مرات دون أي سبب، رغم النتائج المتميزة التي حققها خلال فترة عمله. وأكد عبد الحليم في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أنه تعرض للظلم منذ بداية رحلته، بعدما تم استبعاده من المشاركة لاعباً مع فريق المبارزة المصري في أولمبياد سول 1988، بسبب ضعف الموارد المالية للاتحاد، «حيث سافر لاعبان فقط من أصل أربعة لاعبين، ولم أكن من بينهما، لكن إحقاقاً للحق كان هذان اللاعبان هما الأفضل بالفريق».
وأضاف «بعد استبعادي من المشاركة في الأولمبياد، رأيت أنه من الأفضل بالنسبة لي أن اعتزل».
وتابع «عملت مدرباً منذ عام 1986، بجانب ممارستي اللعبة، عقب تخرجي مباشرة من الجامعة، من خلال نادي السلاح المصري، لكني تفرغت لمجال التدريب بعد الاعتزال، حيث عملت في نادي الجزيرة، وحققت معه نتائج جيدة».
وأشار «توليت تدريب المنتخب الوطني عام 1990، وبصراحة حظيت بمساندة الاتحاد المصري للسلاح، حيث أنفق الكثير من المال، من أجل حصولي على دورات تدريبية في فرنسا وألمانيا والمجر، لكن للأسف مع توالي مجالس إدارات الاتحادات يتم اعتبار الأشخاص الموجودين، وعلى رأسهم المدربون محسوبين على مجلس الإدارة السابق، ويتم التضحية بهم».
وأوضح: «تمت إقالتي من تدريب منتخب مصر عام 1994، حيث اتصل بي سكرتير عام الاتحاد وأمين الصندوق هاتفياً، وأبلغاني بعدم الذهاب إلى التدريب، لأنه تمت إقالتي، ورغم أنني مرتبط بعقد مع الاتحاد لم ألجأ إلى القضاء».
واستطرد قائلاً: «توليت تدريب أندية الجزيرة والشمس، وحققت نتائج جيدة، عدت لتدريب منتخب مصر تقريباً في عام 2000، ثم تمت إقالتي بعد فترة وجيزة دون أسباب، وعدت مرة ثالثة عام 2002 لتدريب منتخب مصر، لكن تمت إقالتي مرة أخرى». وتابع «لم أشعر بالتقدير مطلقاً في مصر، ولن أنسى مطلقاً ما حدث معي في اليوم الذي حصدنا فيه المركز الثالث ببطولة العالم، حيث تحدث مسؤولو الاتحاد في وجودي، عن أن الوقت قد حان للاستعانة بمدرب أجنبي، وبالفعل لم يتأخر قرار إقالتي كثيراً».
وأكد المدرب المصري، «اكتشفت حينها أنه لابد لي من الرحيل ومغادرة البلاد، والبحث عن مكان آخر يقدر الكفاءات الرياضية، وبالفعل هاجرت إلى الولايات المتحدة في العام التالي».
وأضاف، «ذهابي إلى أميركا كان سهلاً، لأنني كونت اسماً جيداً في عالم السلاح، بعد عملي مع منتخب مصر، وعملت في البداية في نادي في تكساس، قبل تأسيس ناد خاص في ولاية كنتاكي. أميركا بلد رأسمالي، وبه حرية أكبر، وهناك سهولة ويسر في إنشاء الأندية».
وأشار «بدأت مشروعي في أميركا برأس مال 100 دولار، بالإضافة إلى حوالي 150 دولاراً رسوم الاشتراك في الاتحاد، في البداية كان هناك خمسة لاعبين، من بينهم لي التي كانت تبلغ من العمر تسعة أعوام، كما أشرفت على تدريب نجلي حازم الذي اضطر لاعتزال اللعب في صفوف منتخب مصر، عقب إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة قبل أولمبياد ريو دي جانيرو». وتابع «منذ اليوم الأول شعرت بأن لي ستحقق نجاحاً باهراً، لأنها تحب اللعبة وعائلتها تدعمها بكل قوة على المستويين المادي والمعنوي، وقلت لوالديها منذ اليوم الأول إنها متميزة، وستحقق نجاحات مذهلة، لكن والدها قال لي بعد ذهبية باريس: إنه لم يصدقني في البداية».
وقال عبد الحليم: «تم تكريمنا في البيت الأميركي في باريس، وأهدوا كييفر ميدالية قالوا لها امنحيها لأكثر شخص شعرت بأنه وقف إلى جوارك، وقد أعطتني إياها».
وواصل المدرب المصري حديثه قائلاً: «لدي عشرة لاعبين دوليين في فريقي، من بينهم لاعبون في منتخبي البرازيل وسنغافورة، ولدي لاعبة من سنغافورة تشارك حالياً في الأولمبياد، لكني نصحتها بالاتجاه للعمل مع مدرب آخر قبل شهر من الأولمبياد، لأنني كنت مشغولاً مع لي».
وأضاف، «المبارزة تحظى بشعبية كبيرة في أميركا، وكان هناك بطولة الشهر الماضي شارك فيها سبعة آلاف لاعب».
وشدد عبد الحليم على ضرورة حدوث وقفة مع النفس بين المسؤولين عن الرياضة في مصر، موضحاً «منذ أشهر قليلة هناك خمسة مدربين مصريين من أصحاب الكفاءة انتقلوا للعمل في أميركا من بينهم شريف البكري، وهو أفضل مدرب لسلاح السابر في مصر، وكان يتولى تدريب المنتخب الوطني».
وأشار، «عدد المدربين المصريين في أميركا أكثر من عدد المدربين المصريين في مصر، وهو أمر يثير الكثير من علامات الاستفهام، المدربون المصريون هم من بدأوا رياضة السلاح في أميركا».
وأكد «نجوم المنتخب المصري في منافسات السلاح لا يعيشون في مصر بل يتدربون ويلعبون في أميركا، وعلى رأسهم زياد السيسي الموجود هناك منذ عشر سنوات، ومحمد عامر ومحمد السيد ومحمد حمزة وعبد الرحمن طلبة».
وفي تعليقه على مستوى لاعبي منتخب مصر، قال عبد الحليم: «زياد السيسي أبرز لاعب في مصر، لكن التوفيق غاب عنه في الأولمبياد، وهو يستحق الميدالية الذهبية بكل تأكيد، كما يبرز في صفوف الفريق المصري محمد ماهر حمزة، وعبد الرحمن طلبة وسارة حسني، ومحمد السيد صاحب الميدالية البرونزية الوحيدة لمصر في باريس».
ويرى عبد الحليم أن الأجواء غير مناسبة لإبداع المدرب المصري والعربي، إذ يكون هناك حالة من التشكيك في إمكانات أبناء الوطن، وتفضيل الاستعانة بالمدرين الأجانب الذين يكون المال هو المحرك الأول لأغلبهم.
وكشف عبد الحليم أنه عرض عليه أكثر من مرة أن يعود لتدريب لمنتخب مصر، لكنه رفض، نظراً لانشغاله بالعمل في ناديه الخاص في أميركا، والذي يدر عليه عائداً جيداً.
وانتقد عبد الحليم قرار الاتحاد المصري للسلاح، الاستعانة بالمدرب الفرنسي فنسنت إنسنت في منتخب مصر لسلاح السابر، رغم أنه يتولى تدريب لاعبي المنتخب الفرنسي.
وخرج منتخب مصر من دور الثمانية لمنافسات الفرق لسلاح السابر في أولمبياد باريس، بالخسارة على يد فرنسا، ويرى عبد الحليم أن هناك تعارضاً بين عمل إنسنت في منتخبي مصر وفرنسا في الوقت نفسه، خاصة أنه كان من المعروف من البداية أن هناك مواجهة ستجمع بين البلدين في الأولمبياد.
وأثنى عبد الحليم على تنظيم فرنسا لأولمبياد باريس 2024 ويرى أنها أفضل من دورات لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020، لكن الأمر الذي يزعجه في باريس هو عدم وجود مكيفات هواء في غرف الرياضيين داخل القرية الأولمبية، وكذلك بعد المسافات بين أماكن إقامة المنافسات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©