عمرو عبيد (القاهرة)
تستمر عملية «الشد والجذب» في الصحافة الإسبانية من جهة، وبين برشلونة وأتلتيك بلباو من جهة أخرى، فيما يتعلق بمسألة انتقال النجم الشاب نيكو وليامز، بطل أوروبا مع «لا روخا»، من صفوف «ممثل إقليم الباسك» إلى «عملاق كتالونيا»، تارة تؤكد الصحف الداعمة لـ«البارسا» أن وليامز اتخذ قراره وأبلغه المقربين منه وسط ثقة «الرئيس» لابورتا بإتمام الصفقة، بينما يخرج الموقع الإلكتروني لـ«الأسود» بصور ورسائل «خفية» تشير إلى بقاء «جناح الماتادور الطائر» في صفوفه، سواء عبر استخدام صورته في تشجيع الجماهير على الانضمام إلى عضوية النادي، أو وضعها على البطاقة الخاصة بمباراة «بلباو» و«البارسا» خلال مايو 2025 في الموسم المقبل من «الليجا»!
وبعيداً عن ذلك «الصراع» المالي والتعاقدي والإعلامي، فإن مطاردة برشلونة لوليامز وداني أولمو أيضاً بعد توهجهما بشدة مع المنتخب الإسباني خلال مسيرته الظافرة نحو لقب «يورو 2024»، لم يكن أمراً غريباً بالنسبة لسوابق تاريخية لإدارة «البلوجرانا»، تابعت خلالها تألق بعض النجوم في البطولات العالمية، «يورو»، كأس العالم، وحتى الأولمبياد، من أجل ضمهم مباشرة بعد انتهاء تلك المنافسات، وإذا تمت صفقة وليامز أو أولمو، فإن كليهما أو أحدهما سيقتحم «قائمة خاصة» غابت عن الأذهان منذ 24 عاماً.
وكانت البداية في «مونديال 1974»، الذي شهد تألق النجم الهولندي يوهان نيسكنز بشدة وتسجيله 5 أهداف خلال البطولة، ليكون أحد أبرز أسباب وصول «البرتقالي» إلى النهائي، بل إنه افتتح التسجيل أمام ألمانيا في المباراة النهائية بعد دقيقتين فقط، وقبلها قاد أياكس إلى التتويج بـ«الثلاثية المتتالية» في دوري أبطال أوروبا، ولهذا سارع برشلونة بالتعاقد معه آنذاك مقابل 47 مليون بيزيتا، بالعملة الإسبانية وقتها، حيث لعب 5 مواسم مع «البارسا» وفاز بلقبي كأس الملك وكأس أوروبا لأبطال الكؤوس، مسجلاً 35 هدفاً في 140 مباراة.
وخلال كأس العالم التالية، 1978، وقع اختيار «البارسا» على النمساوي هانس كرانكل لضمه إلى صفوفه تعويضاً لرحيل «الأسطوري» يوهان كرويف، خاصة بعد احتلال كرانكل المركز الثالث في ترتيب هدافي «المونديال» وقتها بـ4 أهداف، بفارق هدفين عن ماريو كيمبس، وكان هانس قد سجّل هدفين في مرمى ألمانيا بالدور الثاني، في المباراة التي اشتهرت باسم «معجزة كوردوبا»، وانتقل كرانكل إلى برشلونة مقابل 69 مليون بيزيتا، ليحصل على لقب «هداف الليجا» في موسمه الأول ب29 هدفاً في 30 مباراة، وفاز بلقبي كأس الملك وكأس أوروبا لأبطال الكؤوس أيضاً.
في «يورو 1980»، لم يكن الألماني بيرند شوستر قد بلغ الـ21 من عمره بعد، لكنه ظهر بصورة رائعة مع «الماكينات» وساعده في الفوز بالكأس الأوروبية، ليحصل على المركز الثاني في سباق جائزة «الكرة الذهبية» خلف مواطنه رومينيجه، ليخطف أنظار إدارة «البلوجرانا» ويتم التعاقد معه فوراً بعد كأس أوروبا، ليكون أحد دعائم الفريق آنذاك مع «الساحر» مارادونا، لكن شوستر استمر لمدة 8 أعوام مع برشلونة وبات أحد أساطيره، بعدما فاز بألقاب الدوري والكأس وكأس أوروبا لأبطال الكؤوس وحل وصيفاً في دوري الأبطال 1985-1986، وسجّل 63 هدفاً في 170 مباراة.
الأسطوري الإنجليزي جاري لينيكر، كان أحد الصفقات التي اقتنصها «البارسا» بعد انتهاء كأس العالم 1986 مُباشرة، ولم لا، فلينيكر كان هداف المونديال بـ6 أهداف، بينها الهدف الوحيد لـ«الأسود» في مرمى الأرجنتين، بطل المونديال، خلال المباراة الشهيرة في رُبع النهائي، وانتقل لينيكر من إيفرتون إلى برشلونة مقابل 2.8 مليون جنيه إسترليني، وسجّل 42 هدفاً في 103 مباريات خلال 3 مواسم، وفاز بلقبي كأس الملك وكأس أوروبا لأبطال الكؤوس.
وبين المدافع البرازيلي ألوسيو بيريز الذي تألق في أولمبياد «سيول 1988» وأسهم في فوز «السليساو» بالميدالية الفضية، والمهاجم الإسباني ألفونسو بيريز الذي أنقذ إسبانيا من الخروج المبكر في «يورو 2000» بهدفيه القاتلين في ختام دور المجموعات، كان «الأسطوري» جورج هاجي أحد اختيارات المدرب يوهان كرويف في برشلونة، بعد الإبداع الذي قدمه في كأس العالم 1994، خلال قيادته منتخب رومانيا إلى ربع النهائي وقتها وتسجيله 3 أهداف واختياره ضمن فريق نجوم المونديال.