عمرو عبيد (القاهرة)
أنهت إنجلترا عُقدة تاريخية ارتبطت كثيراً بركلات الترجيح في البطولات الكُبرى، كان آخرها خسارة نهائي «يورو 2020» أمام إيطاليا بتنفيذ سيئ لـ 3 ركلات ترجيحية وقتها، وحملت الأخيرة الحاسمة توقيع ساكا، الذي سجّل ثالث ركلة هذه المرة أمام سويسرا بطريقة متميزة، وكان من الطبيعي أن تحتفي به صحيفة «صنداي تايمز» بشكل خاص، حيث تصدّر غلافها وحده مع عنوان «أعصاب من حديد»، وقالت إن ساكا تمكن من إعادة «الأسود» إلى المباراة في وقت صعب بعد التأخر بهدف، ثم وضع بصمته فوق ركلات الترجيح هذه المرة، ليُساهم بقوة في تأهل الإنجليز إلى «المربع الذهبي».
وكتبت «أوبزيرفر» عن «أبطال ركلات الترجيح»، حيث خصّت الحارس بيكفورد، الذي تألق طوال المباراة وتصدي للعديد من المحاولات الخطيرة لسويسرا، قبل أن يوقف أول ركلة ترجيحية صنعت الفارق في النهاية ومنحت «الأسود الثلاثة» بطاقة التأهل، ورغم الاحتفاء بالحارس بيكفورد، إلا أنها عنونت غلافها بـ «أليكسندر الرائع»، إشارة إلى أرنولد صاحب الركلة الأخيرة الحاسمة، وقالت إن إنجلترا حافظت على استمرار حلمها بالفوز باللقب، أما ديلي ميل فوصفت منتخب بلدها بـ «سادة ركلات الترجيح»، وأوضحت أن النجوم سددوا 5 ركلات بهدوء وثقة كاملين، بعدما منحهم بيكفورد القوة منذ الوهلة الأولى بالتصدي لركلة أكانجي.
وصبّت «ذا صن» اهتمامها الكبير على «زجاجة المياه» التي حملها الحارس بيكفورد قبيل انطلاق ركلة الترجيح، وقالت إن النجم الإنجليزي استعان بدروسه التعليمية الخاصة بكيفية تسديد لاعبي سويسرا ركلات الترجيح، ولهذا نجح منذ البداية في التصدي للركلة الأولى، كما ذهب مع أغلب التسديدات الأخرى وكان قريباً من إبعاد كرة واحدة إضافية على الأقل، بعدما التزم بالتعليمات المكتوبة على «الزجاجة» وتوجه نحو 3 كرات من إجمالي 4 ركلات أخرى، وعبر «ميرور» أكد النجم الكبير ريو فيرديناند أن بوكايو ساكا هو أهم لاعبي المنتخب الإنجليزي في تلك البطولة.
على الجانب الآخر، اكتفت صحيفة «لو ماتان ديمانش» السويسرية بصورة حزينة خلال مواساة لاعبي المنتخب زميلهم الحارس سومر، وكتبت «انتهت اللعبة»، وقالت عبر موقعها الإلكتروني إنه رغم الإقصاء، قدم المنتخب بطولة قوية وكان «عملاقاً» أمام أغلب الكبار، بينما تناولت صحيفة «20 دقيقة» المحلية أيضاً مسألة «زجاجة بيكفورد»، ووصفتها بـ «الخدعة الذكية» التي مكنت الحارس الإنجليزي من التصدي لركلة أكانجي، وأردفت أن الإنجليز تحسنوا كثيراً جداً في التعامل مع ركلات الترجيح، بفضل مدربهم ساوثجيت الذي صحح الأوضاع الخاصة بتلك الألعاب، التي عانى منها «الأسود» عبر تاريخهم الطويل.
وحول المباراة الأخيرة في رُبع النهائي، قالت صحيفة «دي فولكسكرانت» الهولندية إن لاعبي «البرتقالي» أشعلوا الملعب الأولمبي في برلين بهجة وسعادة، برقصاتهم الاحتفالية الجميلة التي رسمت البسمة فوق كل الشفاه، حتى من جانب الخاسرين أيضاً، وأبدت فخرها بطريقة احتفال الجماهير الهولندية في ألمانيا، قائلة إنهم مثال جيد ويجب أن يحذو الجميع حذوهم، وهو ما تحدثت عنه الصحيفة مؤكدة أن «اللون البرتقالي» جذب الجماهير التركية خلال احتفالاته خارج الملعب وبدا الجميع سعداء من دون أي مشكلة، وبدت جريدة «الصباح» التركية قاسية عندما قالت «يا له من عار، خسرنا أمام هولندا»، رغم أن كثيراً من الصحف العالمية أشادت بقوة المنتخب التركي الذي أهدر العديد من الفرص، وكانت «الصلابة الدفاعية» للهولنديين كلمة السر في النهاية، لدرجة أن بعضها كتب أن هولندا لعبت بـ 6 حراس مرمى في الدقائق الأخيرة.