عمرو عبيد (القاهرة)
تنفست الصحف الإنجليزية الصعداء، بعدما عاد المنتخب من «الموت» في اللحظات الأخيرة أمام سلوفاكيا، وخطف هدف بيلينجهام «القاتل» كل الأضواء، خاصة بعد الطريقة البارعة التي سجّل بها هذا الهدف، واتفقت الصحافة المحلية على أن بيلينجهام هو «المُنقذ»، وخرجت أغلب عناوين أغلفتها بنفس الكلمات، البطل الذي أفلت عنق «الأسود الثلاثة»، مدرباً ولاعبين، من مقصلة الإعلام والجماهير، التي لم تكن لترحم أي عنصر من عناصر المنظومة حال الخروج من البطولة في تلك المرحلة أمام سلوفاكيا
وبدا أن تجاوز ذلك «المطب الصعب» قد أعاد الحياة إلى أمل الفوز باللقب، حيث كتبت «ذا صن» أن الكأس في طريقها إلى المنزل، على غرار ما اعتادت أن تكتبه الصحف الإنجليزية دائماً في البطولات الكُبرى، سواء بكأس العالم أو «اليورو»، وقالت «ستار سبورت» إن الشعور بالإحباط انقلب إلى فرحة غامرة وانبهار كبير بعد هدف بيلينجهام «الرائع» في هذا التوقيت «غير العادي»، في حين تحدثت «إكسبريس» عن المعاناة المعتادة للجماهير الإنجليزية خلال مشاهدة مباريات منتخب بلدها، وتساءلت «هل قضيت وقتاً مريحاً خلال إجازة يوم الاحد؟»، ثم أجابت «بالطبع لا، فأنت تشاهد مباراة المنتخب الإنجليزي»!
في حين تخلصت «تيليجراف» من حالة التوتر التي صاحبت تلك المباراة «المثيرة»، حيث عنونت غلافها بقولها «بيلينجهام.. من التالي؟»، ونشرت تعليقاً لجيمي كاراجر قال فيه إن هذا الهدف المتأخر للنجم الشاب سيغير نظرة التاريخ إلى «حقبة ساوثجيت»، لأنه منح المدرب ورفاقه فرصة جديدة لمواصلة المشوار نحو اللقب، إذ تعتقد بعض الجماهير الآن أن «كتيبة ساوثجيت» قادرة على الانتقال من خانة «الصفر» إلى صف «الأبطال».
ونشرت «تيليجراف» تقريراً حول مكان هدف بيلينجهام بين قائمة أفضل 5 أهداف إنجلترا في البطولات الكُبرى عبر التاريخ، وتركت الحكم للمتابعين عبر استفتاء بموقعها الإلكتروني، لكنها حسب رأي محلليها وضعته في المرتبة الثالثة بين «توب 5»، حيث جاء في المركز الخامس هدف ديفيد بلات في مرمى بلجيكا خلال دور الـ16 بكأس العالم 1990، بلمسة ساحرة من بلات، وجاء الهدف في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي ليقود «الأسود» إلى رُبع النهائي، في واحدة من أفضل الحملات الإنجليزية في المونديال، بعد الوصول إلى المركز الرابع آنذاك.
ووضعت الصحيفة هدف «السير» بوبي تشارلتون في مرمى المكسيك بمونديال 1966 في المرتبة الرابعة، بعدما جاء بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة، ليفتتح أهداف الإنجليز في بطولتهم عقب التعادل السلبي في المباراة الأولى، ويعتقد الجميع أن هذا الهدف فتح الطريق أمام إنجلترا للفوز باللقب في النهاية.
ثاني أفضل هدف حسب رأي «تيليجراف» جاء بقدم مايكل أوين في مرمى الأرجنتين خلال دور الـ16 في مونديال 1998، ورغم إقصاء إنجلترا في تلك المباراة عبر ركلات الترجيح، إلا أن هدف أوين كان «أيقونياً» حسب تعبيرها، بعد استلام أوين بـ«الكعب» تمريرة بيكهام والانطلاق من نصف الملعب ومراوغة الدفاع قبل تسجيل الهدف، أمام المركز الأول فقد احتله هدف بول جاسكوين في شباك أسكتلندا بدور المجموعات في بطولة «يورو 1996»، وهو الهدف الأكثر شهرة للنجم «المثير للجدل»، بعد تسلم الكرة ثم المراوغة «من فوق رأس المدافع» وإسكانها الشباك في لقطة بارعة لا تُنسى.