الخميس 19 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البداية القوية» تجذب شباب ألمانيا إلى «المانشافت»

«البداية القوية» تجذب شباب ألمانيا إلى «المانشافت»
15 يونيو 2024 17:57

معتز الشامي (ميونيخ)
لافت الأنظار منذ اليوم الأول للوصول إلى ميونيخ، قبل انطلاق «يورو 2024» التي تستضيفها ألمانيا وتستمر إلى 14 يوليو المقبل، أن مظاهر الاهتمام المتعلقة بالجانب التسويقي والإعلاني للبطولة، تكاد تكون معدومة، سواء لضعف الإعلانات في الشوارع الكبيرة والرئيسية في المدينة التي استضافت مباراة وحفل افتتاح البطولة بين ألمانيا وأسكتلندا، أو حتى في مختلف وسائل الإعلام التقليدية المعروفة داخل ألمانيا، والتي لم تفرد صفحات عديدة، أو تغطيات مكثفة للبطولة، وإنما التركيز على حشد الجماهير خلف المنتخب.
وخلال اليومين الماضيين، ورغم أن البطولة تقام على أرض ألمانيا والافتتاح في ميونيخ، إلا أن الزائر للمدينة يمكنه أن يشاهد مدى قلة عدد المشجعين الألمان، حتى وإن تواجدوا بفضل أنهم الدولة المنظمة، إلا أن ترجمة ذلك في تجمعات جماهير بقية منتخبات البطولة قليلة وغير ملفتة للأنظار، ولكن الصورة تبدلت تماماً بمجرد نجاح منتخب ألمانيا في الفوز 5-1، وهي النتيجة الأكبر في تاريخ مشاركاته بكأس أمم أوروبا.

انتشرت الجماهير في أغلب الشوارع تحمل أعلام بلادها، والتي غابت قبل مباراة الافتتاح، وتركت المساحة في شوارع ميونيخ لضيوف البطولة، لاسيما لجماهير أسكتلندا التي حولت وسط المدينة إلى مكان احتفال يومي بمنتخب بلادها وأداء الأغاني الأسكتلندية الوطنية، وسط انتشار مكثف للشرطة في محيط وسط ميونيخ.
وعقب الفوز، اكتسح شباب ألمانيا أغلب الساحات للاحتفال بالفوز، وكان لافتاً ما ذكره بعض الإعلاميين الألمان الذين حضروا حفل الافتتاح، عندما أكدوا أن هناك تغييراً في فكر المجتمع الألماني المرتبط بمنتخب بلاده، والعزوف السابق نتيجة الإخفاقات المتتالية لـ «المانشافت» في البطولات الكبرى منذ 2018، عندما ودع مبكراً «المونديال»، وتكرر الأمر في كأس العالم 2022، وحتى في «يورو 2016 و2020»، لم تكن هناك بصمة للمنتخب، وفي آخر عامين تحديداً، بدا أن هناك تعلقاً لافتاً بأسماء جديدة في سماء الكرة الألمانية والعالمية.
وشدد يانز شيفار من صحيفة بيلد الألمانية، على القيمة الكبيرة التي أضيفت للمنتخب، بسبب الاهتمام بمنح الفرصة للشباب الصغير وتجديد الدماء، وكانت البداية بالمدرب الشاب ناجيلسمان «36 عاماً»، ثم التركيز على بعض الأسماء التي تتألق في الدوري الألماني وخارجياً، مثل جمال موسيالا وفلوريان فيرتز وكاي هافيرتز، وغيرهم.
وقال في لقاء مع صحيفة «الاتحاد» التي توجد في ألمانيا لرصد مشاهد البطولة «المنتخب تم تجديد دمائه بالفعل، حتى عودة توني كروس لم تكن مصدر ترحيب كبير، صحيح أن هناك من رحب به بالطبع لاعباً دولياً كبيراً وصاحب خبرة، لكن أيضاً هناك آراء تتمسك بضرورة الاعتماد على جيل الشباب والعناصر الصغيرة القادرة على تحويل مستوى أداء المنتخب؛ لكونها تتمتع بالمهارة، كما أنها نجوم في وسط مجتمع شباب ألمانيا، وهؤلاء الآن هم الظهير الجماهيري الأقوى للماكينات في البطولة».
من جهة أخرى، ولعل أبرز ما دلل على وجهة نظر شيفار، هو انتشار الشباب الألماني في أغلب شوارع ميونيخ عقب مباراة الافتتاح بأعلام بلدهم، وكأنهم يتحدون بقية جماهير البطولة، حتى خلال تلك الاحتفالات لم تخلُ الأجواء من مناوشات مع جماهير أسكتلندا التي استسلمت في النهاية لقوة «المانشافت»، وبدأت في الغناء مع جماهير ألمانيا، في دليل على الروح الرياضية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©