الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رؤية فنية: منتخب الأردن عطل قوة «شمشون» بالخداع «التكتيكي»

رؤية فنية: منتخب الأردن عطل قوة «شمشون» بالخداع «التكتيكي»
7 فبراير 2024 16:00

معتز الشامي (دبي)
حقق المنتخب الأردني مفاجأة من العيار الثقيل، أثلجت صدور متابعه وعشاقه، عندما نال بطاقة التأهل إلى نهائي كأس آسيا 2023 الذي تستضيفه قطر لأول مرة في التاريخ، بالفوز بهدفين نظيفين أمام منتخب كوريا الجنوبية، في نصف نهائي البطولة مساء أمس، بعد أداء رجولي وفدائية وروح قتالية عالية، ظهر عليها لاعبو المنتخب الأردني، لا سيما يزن النعيمات وموسى التعمري، ليظل المنتخب الأردني هو أكبر المفاجآت في القارتين الأفريقية والآسيوية.
جاء إنجاز النشامى رغم قلة نسبة استحواذ خلال المباراة التي بلغت 30.4% أمام كوريا الجنوبية، وهي ثاني أقل نسبة لمنتخبٍ حقق الفوز في مباراةٍ بكأس آسيا بفارق أكثر من هدف منذ نسخة 2007، بعد المنتخب القطري الذي استحوذ بنسبة 28.8% خلال المباراة التي حقق فيها الفوز على السعودية 2-0 في النسخة الماضية عام 2019.
وهو ما يعد واحدة من نقاط القوة لدى الفرق التي تجيد استغلال الفرص القليلة، التي تلوح أمام منافس يكاد يكون مسيطراً على مجريات اللعب بالكامل، حيث استطاع «النشامى» تطبيق خطة خداع تكتيكي، قائمة على ترك الكرة لـ «شمشون» لنقلها في الوسط، ولكن مع فرض رقابة دفاعية لصيقة على مفاتيح اللعب، لاسيما الهداف سون، مع غلق كافة المساحات بين خطي الوسط والثلث الدفاعي لمرمى المنتخب بشكل عام، مع سرعة الانقضاض على حامل الكرة في منتصف الملعب، والانطلاق إلى الأمام ونقل الكرات سريعاً لخلخلة الدفاع وإيجاد ثغرات للتوغل داخل المنطقة مع التسديد من الداخل أو الخارج، وكلتا الجملتين تحقق منهما الهدفان من أصل 4 محاولات هجومية فقط شنها المنتخب الأردني.
وواصل المدرب المغربي حسين عموتة نشر سحره التكتيكي بقيادة فنية مميزة للنشامى، واستطاع أن يطوع طريقة 3-4-3 بشقيها الدفاعي والهجومي، رغم ترك الكرة لدى الكوري الجنوبي، وهو ما يعد إضافة فنية هامة لتكتيك اللعب الذي حول المثلث الهجومي التعمري ويزن ومحمود المرضي، لدفاع محكم يواجه انطلاقات المنتخب الكوري، ومن ثم يجيد التحول السريع إلى سلاح هجومي فعال استطاع تسجيل هدفين.
من جانبه أشاد الألماني وينفرد شايفر مدرب العين وشباب الأهلي ومنتخب تايلاند الأسبق، بالمستوى الفني والمتميز الذي قدمه الأردن أمام كوريا الجنوبية ووصوله نهائي البطولة، وقال: «مباراة جاءت في غاية القمة والروعة شمشون الكوري لم يستطع مجاراة المنتخب الأردني الذي بذل قصارى جهد مضاعف، لتقديم أفضل مستوى له، تحية للمدرب عموتة الذي أبهر الجميع بقيادته الفنية بشكل أكثر من رائع، وقد رد على منتقديه في الدور الأول لكن داخل الملعب فقط، في الوقت الظهر فيه يورجن كلنسمان عاجزاً عن فعل أي شيء أو تغيير المباراة لصالحه، ليقف المنتخب الكوري بالكامل في موقف العجز أمام الذكاء التكتيكي لمنتخب الأردن».
من جانبه أشاد المحلل الفني التونسي نور الدين العبيدي مدرب المنتخب الأولمبي الأسبق، بالمستوى التكتيكي للمباراة، لاسيما المغربي عموتة، حيث جاءت المباراة استكمالاً لنجاحاته السابقة في مسيرته التدريبية، سواء مع الفتح الرباطي المغربي بالتتويج بكأس العرش 2010 وكأس الاتحاد الأفريقي 2010، وأيضاً مع نادي السد القطري بالفوز بدوري نجوم قطر 2013 وكاس أمير قطر 2014 و2015 وكأس السوبر القطري 2014، كما حصد الدوري المغربي في 2016 ودوري أبطال أفريقيا 2017 مع الوداد المغربي، كما حصد الدوري المغربي مع الجيش الملكي 2022، إلى جانب بطولة أمم أفريقيا للمحليين مع المنتخب المغربي 2020، وتابع: «كل هذه النجاحات المختلفة تدل على القيمة الفنية لهذا المدرب والخبرة الكبيرة التي اكتسبها، حيث عرف كيف يجهز المنتخب الأردني لهذه البطولة، فقد تمكن من حسن اختيار القائمة بعيداً عن الحسابات والمجاملات ثم حسن اختيار التكتيك المناسب والذي يتماشى مع المجموعة التي اختارها، باللعب بخطة عصرية وهي 3-4-3، بالإضافة إلى أسلوب لعب من أعلى مستوى يتمثل في الضغط من منتصف الملعب ثم التحول السريع إلى الهجوم، ليوظف سرعة يزن والتعمري بشكل رائع، كما تمكن من حسن توظيف المجموعة وعمل على الجانب الذهني، إذ رأينا لاعبين منضبطين تكتيكياً ومتحمسين ومنسجمين مع بعضهم يلعبون بقلب رجل واحد بروح أكثر من عالية»
وأضاف: «المنتخب الأردني تميز بحسن قراءة المنافسين، وهذا ما ظهر جلياً في مباراة النصف النهائي فرغم الفارق في الإمكانيات الفردية بين المنتخبين، إلا أن المنتخب الأردني كان الأفضل طيلة 90 دقيقة على المستوى التكتيكي والبدني والذهني»

 

 


 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©