عمرو عبيد (القاهرة)
منذ تطبيق النظام الحديث بانطلاق الأدوار الإقصائية، في كأس الأمم الأفريقية، من دور ال16، لم تشهد أي نسخة تراجع أوضاع الفرق «الأفضل» بين أصحاب المركز الثالث في جميع المجموعات، مثلما حدث في النسخة الجارية، إذ يكفي الحديث عن كوت ديفوار «البلد المستضيف»، الذي وجد نفسه متأهلاً إلى الدور التالي بـ«أعجوبة»، لإثبات أن البطولة الجارية لم تشهد بلوغ «أفضل ثوالث» إلى أول مرحلة في الأدوار الإقصائية، بل سجّلت وجود «أضعف ثوالث» بين النُسخ الـ3 الأخيرة!
وبعيداً عن تحليل النتائج والأداء، فإن الإحصائيات العامة، تكفي لإجراء المقارنة بين النسخة الجارية والبطولتين السابقين، حيث كانت «مصر 2019» أول بطولة تشهد تطبيق تأهل «أفضل الثوالث»، التي جاء حصادها «لائقاً» إلى حد كبير، بالوصول إلى الدور الثاني، وجاءت غينيا في الصدارة بـ4 نقاط، جمعتها من فوز وتعادل وهزيمة في المجموعة الثانية، مقابل 3 نقاط لـ3 منتخبات، هي الكونغو الديمقراطية وبنين وجنوب أفريقيا، بينما خرجت كينيا من المنافسة، رغم التساوي في عدد النقاط الثلاث، وكانت أنجولا بعيدة بنقطتين فقط.
وشهدت البطولة السابقة في الكاميرون عام 2021، تأهل الرأس الأخضر ومالاوي بـ4 نقاط لكل منهما، في صدارة قائمة الأفضل بين الثوالث، مقابل 3 نقاط لكل من تونس وجزر القُمر، في حين خرجت سيراليون والسودان برصيد نقطتين ونقطة واحدة على الترتيب، وصحيح أن الأمر نفسه تكرر في النسخة الحالية، بتأهل غينيا مرة أخرى برصيد 4 نقاط ومعها ناميبيا، بجانب موريتانيا وكوت ديفوار برصيد 3 نقاط، مقابل خروج غانا وزامبيا بنقطتين، إلا أن الفوارق الرقمية تكشف تراجع المتأهلين الحاليين.
لأن المتأهل من الثوالث بـ4 نقاط، لم يسبق له تسجيل تلك المعدلات السلبية التهديفية، حيث تأهلت غينيا في بطولة 2019 بفارق تهديفي إيجابي بلغ «+1» آنذاك، في حين فعلتها هذه المرة برصيد سلبي «-1»، ورغم أن الرأس الأخضر ومالاوي خرجا بمعدلات تهديفية محدودة، إلا أنهما احتفظا بفارق تهديفي متعادل «0» بتسجيل هدفين واستقبال مثلهما في نسخة 2021، ويظهر الفارق أكثر مع ناميبيا التي تأهلت هذه المرة بفارق سلبي بلغ «-3»، إذ أحرزت هدفاً وحيداً واستقبلت 4!
أما على صعيد أصحاب 3 نقاط، فقد تأهلت الكونغو الديمقراطية وبنين عام 2019 بفارق تهديفي متعادل «0»، بل إن «الفهود» أحرز وقتها 4 أهداف واستقبل مثلها، كما عبر «السناجب» من دون تلقي أي هزيمة، إذ تعادل 3 مرات، كما تأهلت جنوب أفريقيا بنفس رصيد النقاط وفارق تهديفي «-1» في مجموعة قوية، ضمت المغرب «المتصدر» وكوت ديفوار «الوصيف».
وفي البطولة السابقة 2021، مرت تونس عبر المركز الثالث برصيد 3 نقاط مُسجلاً فارق تهديفي إيجابي هو الأكبر بين الثوالث «+2»، بعدما أحرز 4 أهداف واهتزت شباكه مرتين، ورغم أن الفارق بلغ «-2» مع جزر القُمر، إلا أنه سجل 3 أهداف، مثلما هو الحال مع موريتانيا، لكن الفارق بلغ لدى «المرابطين» -1 باستقباله 4 أهداف، وهو ما يمنح «أفيال» كوت ديفوار لقب الأضعف على الإطلاق في تلك القائمة، حيث تأهل رغم فارق الأهداف السلبي الكبير «-3»، إذ لم يسجل إلا هدفين فقط، واهتزت شباكه 5 مرات!