معتز الشامي (دبي)
يؤدي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، تدريبه الأساسي مساء اليوم، بالملعب الفرعي لاستاد لوسيل القريب من مقر إقامته بالدوحة، استعداداً للمباراة المرتقبة أمام طاجيكستان، والمقرر لها الأحد المقبل، ضمن دور الـ16 من كأس آسيا التي تستضيفها قطر حتى 10 فبراير المقبل.
ويعود «الأبيض» إلى استئناف المران، بعد انتهاء الراحة التي منحها الجهاز الفني للاعبين لمدة 24 ساعة، وذلك لتخفيف الأحمال التدريبية على الفريق، في ظل الضغط المستمر لدور المجموعات، وخوض 3 مباريات، من دون أي راحة أو انقطاع عن المران، وحتى يخرج اللاعبون من ضغوط البطولة بيوم ترفيهي مفتوح، بعيداً عن التدريبات والمحاضرات.
وفي الوقت نفسه، لم يمنح الجهاز الفني نفسه أي وقت للراحة، حيث تواصلت التحضيرات، بتكثيف محاضرات الفيديو، ورصد نقاط القوة والضعف لأداء المنافس «الطاجيكي»، الذي يلتقيه منتخبنا، بدوافع الفوز والتأهل إلى ربع نهائي البطولة للمرة الخامسة في تاريخ «الأبيض» بالبطولة.
وبالنظر إلى مسار منتخبنا مع كأس آسيا، صعد «الأبيض» إلى دور الـ16 في 4 نسخ ماضية، وفي كل مرة يعبر دور المجموعات، ينجح في الوصول إلى «المربع الذهبي» للبطولة، كما حدث في نسخ 1992 و1996 و2015 و2019، وصل خلالها إلى النهائي في «نسخة 1996»، ويبحث عن الصعود الخامس إلى دور الثمانية في مسيرته بالبطولة، وهو ما يعني أننا أمام نسخة جديدة تنتظر أن ينجح المنتخب في السير فيها بعيداً، كما سبق وأن عودنا.
ويسعى «الأبيض» لضمان الفوز أمام المنتخب الطاجيكي، بالاستعداد الجيد لمواجهته، خاصة أن الدوافع كبيرة، كما أن منتخبنا يواجه منافساً يصعد إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، بينما يتمسك لاعبو «الأبيض» بالتأهل الخامس إلى «الثمانية الكبار»، عبر استدعاء الروح القتالية العالية، ورغبة الفوز ومصالحة الجماهير، بعد الخسارة في اللقاء الماضي أمام إيران.
وكثف الجهاز الفني لمنتخبنا من المحاضرات النظرية، خاصة التي تستعرض قوة المنتخب الطاجيكي، وكيفية مواجهته أو نسب عناصره التي يعتمد عليها في البطولة، خصوصاً أن الفريق يضم لاعبين يمتازون بالبنية الجسمانية القوية، والقدرة على الالتحام، ولاعب الوسط بارفيزون عمربييف المحترف في الدوري البلغاري، بالإضافة إلى هدافه نور الدين خمروكلوف.
وسبق لمنتخبنا أن التقى طاجيكستان ودياً في مارس الماضي في أبوظبي، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وقدم فيها «الأبيض» مستوى قوياً تكتيكياً، ولكنها كشفت عن قدرة «الطاجيكي» على الدفاع بشراسة واللعب على المرتدات، وهي الفلسفة التي لم يغيرها حتى في كأس آسيا.
وتأهل طاجيكستان في وصافة مجموعته بـ 4 نقاط، بعدما فاز على لبنان 2-1، وتعادل مع الصين من دون أهداف، قبل أن يخسر أمام منتخب قطر بهدف، في مباراة كشفت عن قوة التنظيم الدفاعي للفريق الطاجيكي، وهو ما استعد له جيداً الجهاز الفني لمنتخبنا، عبر التركيز على تحضير القوة الضاربة في أداء «الأبيض»، والتي تضم علي صالح، ويحيى الغساني وكايو كانيدو وفابيو ليما، حيث يملك «الرباعي» القدرة على «خلخلة» أي دفاعات، في ظل حالة الانسجام والتفاهم بينهما في العديد من المواجهات التي خاضوها معاً بشعار المنتخب.
بينما لا يزال علي مبخوت هداف «الأبيض» خياراً متاحاً أمام الجهاز الفني للدفع به عندما يحتاج إلى جهوده، حيث يعتمد المدرب باولو بينتو على اختيار أكثر العناصر جاهزية، وفق رؤيته الفنية، والطريقة التي يرغب في تنفيذها أمام المنافسين.
ويتوقع أن يعتمد الجهاز الفني على تكتيك متوازن في مواجهة طاجيكستان، مع التشديد على ضرورة استغلال الفرص التي تتاح أمام المرمى، وعدم التسرع في «اللمسة الأخيرة»، وهو ما عاب أداء المنتخب في المباريات الماضية، خاصة أنه من المتوقع أن يلعب طاجيكستان بطريقة دفاعية، عبر تقارب الخطوط الثلاثة، أملاً في خطف فرصة في الهجمات المرتدة التي يحاول شنها على مرمى خالد عيسى.
من جانبه، حذر الألماني شايفر المحلل الفني، والمدرب السابق للعين وشباب الأهلي، من المنتخب الطاجيكي، ولفت إلى أن الدوافع كبيرة للغاية لدى لاعبيه، خاصة أنهم حققوا إنجازاً غير مسبوق في تاريخهم، بالوصول إلى دور الـ 16، وهو ما يجعل مواجهة «الأبيض» مسألة «حياة أو موت» للاعبيه، وبالتالي يكون هناك أداء قتالي عالٍ داخل الملعب، الأمر الذي يتطلب ضرورة أن يؤدي «الأبيض» بروح قتالية عالية ورغبة حقيقية في الفوز، والخروج بنتيجة إيجابية.
وشدد شايفر على أن المنتخب الطاجيكي أحرج قطر، رغم خسارته أمامه بهدف، إلا أنه صمد وكان نداً، وأضاع فرصتين للتسجيل، وهو ما يعني أنه يلعب بروح قتالية ولا يستسلم، وهو ما يتطلب ضرورة تركيز لاعبي «الأبيض» طوال 90 دقيقة، وعدم التفريط في أي فرصة.