عمرو عبيد (القاهرة)
يخوض المنتخب المصري مواجهة «مصيرية» أمام الرأس الأخضر، في ختام مباريات المجموعة الثانية، بالدور الأول لكأس أمم أفريقيا، ويخشى «الفراعنة» التأثير «السلبي» لغياب نجمه الأول، محمد صلاح، بداعي الإصابة، وهو الأمر الذي قد يؤثر على حظوظ «الفراعنة» في الاستمرار بالبطولة لأدوار متقدمة.
وتشير كتب التاريخ الكروي إلى أن بعض المنتخبات الكُبرى تعرضت لموقف مماثل، لكن اختلف التأثير بين «صدمات» أدت إلى الإخفاق أو «دفعات» قادت إلى الإنجاز، ولعل أشهر تلك القصص يتعلق بالبرازيلي «الأسطوري»، بيليه، الذي كان يُعد أفضل لاعب في العالم قبل بطولة 1962، وبالفعل بدأ بيليه النسخة التشيلية بصورة «رائعة»، بتسجيل هدف وصناعة آخر أمام المكسيك، لكن الإصابة القوية أجبرته على الخروج مُبكراً في مباراة تشيكوسلوفاكيا، وتسببت في إبعاده عن باقي مباريات «السامبا»، إلا أن رفاقه نجحوا في تجاوز تلك «الصدمة»، وأكملوا الطريق، حتى الفوز باللقب، والطريف أن ميدالية بيليه ظلّت غائبة عنه بسبب قوانين «الفيفا» في ذلك الوقت، حتى حصل عليها عام 2007، بعد 45 عاماً!
المثير أن الأمر تكرر بـ«صورة كربونية» في مونديال 1966، حيث تعرّض نجم وهداف المنتخب الإنجليزي، جيمي جريفز، إلى إصابة قوية أمام فرنسا في آخر مباريات مرحلة المجموعات، وهو ما منعه من استكمال كأس العالم، ليحل مواطنه جيوف هورست بديلاً له، ويتألق بشدة خاصة بـ«الهاتريك الشهير» في النهائي أمام ألمانيا، ولم يحصل جريفز على ميداليته أيضاً، لأنه لم يكن ضمن الـ11 لاعباً الذين لعبوا المباراة النهائية، إلا أن «الفيفا» أهدى «الأسطوري» الإنجليزي ميداليته عام 2009.
وتكرر ذلك «الغياب المفاجئ» مع منتخب إنجلترا بصورة غريبة في سنوات لاحقة، إذ توهج الحارس «الأسطوري» جوردون بانكس كالعادة في بداية مونديال 1970، ولعب أول 3 مباريات في مرحلة المجموعات، لكنه تعرّض لأزمة صحية «غريبة» في معدته، أجبرت المدرب ألف رامسي على استبعاده من خوض مباراة ألمانيا في ربع النهائي التي خسرها الإنجليز، وتردد وقتها أن بانكس تم تسميمه عمداً، ليغيب عن مواجهة «الماكينات»، وهو ما لم يثبت أبداً.
أما القصة الأكثر غرابة، فارتبطت بـ«الأسود الثلاثة» في حقبة أخرى، حيث كان قائد المنتخب براين روبسون متوهجاً قبل انطلاق كأس العالم 1986، بأهدافه الـ5 في التصفيات الأوروبية، إلا أن إصابته في الكتف خلال المباراة الثانية في المونديال أمام المغرب حرمته من استكمال البطولة، ليخسر المنتخب أمام «مارادونا» الأرجنتين في ربع النهائي، ثم عاد روبسون الشهير بـ«كابتن مارفل» لقيادة إنجلترا في كأس العالم 1990، إلا أن إصابة جديدة ضربته في المباراة الثانية أيضاً بدور المجموعات أمام هولندا، أخرجته من حسابات بوبي روبسون حتى نهاية المونديال الذي أنهاه الإنجليز في المرتبة الرابعة.
مارادونا و«الظاهرة» وزيدان.. «ضربات قاصمة»!
في مونديال 1994، تلقت الأرجنتين «ضربة قاصمة» عندما أخفق «الأسطوري» مارادونا في تجاوز اختبار المنشطات بعد مباراة «التانجو» الثانية أمام نيجيريا في دور المجموعات، ليُغادر «الساحر» الكأس العالمية بعد مباراتين فقط، سجّل خلالهما هدفاً وصنع 2، ولحق «الألبيسيليستي» بنجمه الأول سريعاً بعد الخسارة أمام رومانيا.
ورغم أن «الظاهرة» رونالدو تحامل على نفسه، وشارك مع البرازيل في نهائي كأس العالم 1998، بعدما كان خارج التشكيل الأساسي، قبل 45 دقيقة من انطلاق المباراة، بسبب سوء حالته الصحية ووعكته «الشهيرة»، فإنه كان «حاضراً غائباً» أمام فرنسا، وهو ما أثر على أداء «السليساو» الذي خسر 0-3 وقتها، وكان «الأيقونة» الفرنسي زين الدين زيدان قد تعرض لموقف مقارب، عندما أصيب في مباراة ودية أمام كوريا الجنوبية قبل أيام معدودة من مونديال 2002، وغاب «زيزو» عن أول مباراتين مع «الديوك»، وعاد دون اكتمال الشفاء في المواجهة الثالثة أمام الدنمارك، لكنه لم ينجح في إنقاذ فرنسا من الخروج المُبكر وتذيّل مجموعته.
أخيراً، في مونديال 2014، عانى «الثنائي اللاتيني»، البرازيل والأرجنتين من إصابتين مؤثرتين جداً خلال مباراتي ربع النهائي، حيث تعرض نجم «السليساو» المتألق وقتها، نيمار، إلى كسر في فقرات الظهر خلال مواجهة كولومبيا، لينتهي مشواره المونديالي آنذاك ويشهد «متفرجاً» السقوط المُروع للمنتخب أمام ألمانيا في نصف النهائي بـ«السُباعية التاريخية»، في حين أصيب أنخيل دي ماريا في مباراة بلجيكا بتمزق في عضلات الفخذ، وغاب هو الآخر عن باقي مباريات الأرجنتين في البطولة، وهو ما أثّر كثيراً على مردود «التانجو» في النهائي الذي خسره أمام ألمانيا.