عمرو عبيد (القاهرة)
كالعادة، تمتزج «عناصر الخبرة» في المنتخبات الأفريقية بـ«الأوراق الشابة اللامعة» في سماء الكرة الأوروبية والعالمية، لتُقدم إلى عشاق كرة القدم «وجبة دسمة» من المتعة والإثارة الكروية طوال شهر كامل، ولعل رحيل كثير من نجوم «القارة السمراء» إلى الدوري السعودي في بداية الموسم الحالي، وضع الكثير من أصحاب الخبرة في تلك «الوجهة الآسيوية» بعيداً عن حيوية الشباب الأفريقي المنتشر في الدوريات الأوروبية الكُبرى.
صحيح أن بعضهم لم يظهر بالمستوى «العالمي» المعروف عنه في الدوري السعودي، لأسباب مختلفة، إلا أن هذا لا يقلل أبداً من أهمية تلك الأسماء وخطورتها وقدراتها العالية على ترجيح كفة منتخباتها المتنافسة في الكأس الأفريقية، والبداية من النجم الجزائري «اللامع»، رياض محرز، الذي أوشك أن يتم عامه الـ33، قائد «محاربي الصحراء» وصاحب التتويج القاري عام 2019، ولا خلاف على أن الخبرة التي حصدها محرز من اللعب في «البريميرليج» وحصد 4 ألقاب فيها، مع ليستر سيتي، ثم «الإبداع» مع مانشستر سيتي، الذي ختمه في الموسم الماضي بـ«الثلاثية العالمية النادرة»، كلها أمور تؤكد أن «محارب الصحراء القدير» يحمل أحلام الجزائر في البطولة بكل قوة، خاصة أنه يملك الكثير من الأرقام الجيدة مع الأهلي السعودي، بـ8 أهداف و7 أسيست وتصدره قوائم الأفضل في صناعة الهجمات، والتمريرات المفتاحية والكرات العرضية وغيرها.
ويضم النصر السعودي أحد أفضل لاعبي القارة السمراء في السنوات الماضية، السنغالي ساديو ماني، القريب من عمر الـ32 عاماً، الذي حصد جائزة أفضل لاعب في أفريقيا مرتين متتاليتين عامي 2019 و2022، وخلالهما اكتفى بوصافة النسخة المصرية من البطولة الأفريقية، قبل أن يضرب «الفراعنة» مباشرة في «كان 2021» ويحصد اللقب للمرة الأولى في تاريخ «أسود التيرانجا»، وبعد صولات وجولات في «البريميرليج» والتتويج بـ6 ألقاب مع ليفربول، بينها الدوري ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، عاد ماني ليحصد كأس العرب للأندية الأبطال مع النصر، وسيُقاتل مع «أسود» بلاده للاحتفاظ بلقبه القاري الغالي.
ولن يكون ماني وحده مُمثلاً لمخضرمي الدوري السعودي في كأس أمم أفريقيا، بل يجلب معه مواطنه إدوارد ميندي، حارس الأهلي، 31 عاماً، وكذلك المدافع الكبير خاليدو كوليبالي، لاعب الهلال وقائد «أسود التيرانجا» ابن ال32 عاماً، كما تكشف القائمة عن الحارس المغربي «المونديالي» ياسين بونو صاحب الـ32 عاماً الذي انتقل إلى صفوف «الزعيم»، تاركاً إنجازاته الأوروبية «الهائلة» التي حققها مع إشبيلية الإسباني، بجانب النجم الإيفواري سيكو فوفانا، زميل ماني لدى «العالمي»، ومواطنه فرانك كيسي نجم «الملكي»، بالإضافة إلى المصري أحمد حجازي والمغربي رومان سايس، لاعبي الاتحاد والشباب.
وفي الجهة المقابلة، تلمع أسماء شابة في سماء الكرة الأوروبية، بينها محمد قدوس لاعب الوسط المهاجم مع منتخب غانا، وفريق وستهام الإنجليزي، البالغ 23 عاماً، الذي لمع نجمه بشدة في كأس العالم الأخيرة بتسجيله هدفين وقيادته «النجوم السمراء» للفوز على كوريا الجنوبية وقتها، والمثير أن هدفي النجم الشاب في «المونديال» وضعاه على قدم المساواة مع أسماء عالمية مثل نيمار وهاري كين وليفاندوفسكي وبرونو فيرنانديز كاي هافيرتز، ويحتل قدوس المرتبة الرابعة في قائمة الأعلى قيمة سوقية في تلك البطولة ب45 مليون يورو.
وهناك السنغالي نيكولاس جاكسون، مهاجم تشيلسي، صاحب الـ22 عاماً، الذي يخطو خطواته الأولى في «البريميرليج» مع «البلوز»، ورغم بعض الانتقادات التي واجهها بسبب إهدار الفرص التهديفية، إلا أنه يملك 7 أهداف في الدوري الإنجليزي، وهو رقم جيد لهذا الشاب الواعد مع فريق لا يزال يعاني في المنافسات الإنجليزية، حيث يتفوق جاكسون على أسماء متمرسة مثل ريتشارلسون نجم توتنهام، وبوكايو ساكا ونيكيتياه نجمي أرسنال، وراؤول خيمينيز هداف فولهام، ويبحث جاكسون عن هدفه الأول مع «أسود التيرانجا» بعدما لعب 7 مباريات دولية فقط حتى الآن، والمدهش أن بدايته أتت في كأس العالم 2022، عندما لعب مباراة هولندا في الدور الأول.
وتظهر أسماء أخرى بارزة في قوائم الفرق، سواء كانوا من الشباب أو أصحاب الخبرة، مثل ثنائي مانشستر يونايتد، سفيان مرابط المغربي وأندريه أونانا الحارس الكاميروني، والمصري محمد النني من أرسنال، والإيفواري سيرج أورييه قائد «الأفيال» ومدافع نوتنجهام فورست، وكذلك ثنائي توتنهام، المالي بيسوما والسنغالي باب سار ابن الـ21 عاماً، ويأتي من «الكالشيو» الجزائري إسماعيل بن ناصر لاعب ميلان وزميله النيجيري صامويل تشوكويزي، ومن نابولي الكاميروني أندريه أنجويسا، وينشط في «الليجا» كل من الغاني إيناكي ويليامز مع أتلتيك بلباو، والمغربي الناشئ عبد الصمد الزلزولي مع ريال بيتيس بعد انتقاله من برشلونة، ومواطنه «الهداف المونديالي» يوسف النصيري نجم إشبيلية، كما يظهر هداف بروسيا دورتموند، الإيفواري سيباستيان هالر، العائد من مرضه الخطير، ولاعب بريمن وليفربول السابق نابي كيتا، قائد منتخب غينيا.