عمرو عبيد (القاهرة)
بينما تتلهف جماهير المنتخبات الأفريقية لرؤية نجومها البارزين من مختلف الدوريات العالمية، بالقمصان والألوان الوطنية، فإن عدداً من أشهر اللاعبين الأفارقة يغيبون عن «المهرجان القاري الكبير» لأسباب مختلفة، إلا أن غياب مهاجم جلطة سراي، الإيفواري ويلفريد زاها، الذي تألق سابقاً مع كريستال بالاس ولعب في صفوف مانشستر يونايتد، لا يُمكن تجاوزه بسهولة، لاسيما أنه اختار عام 2016 تمثيل «الأفيال» دولياً بدلاً من منتخب إنجلترا، وهو «حدث نادر» وغير عادي بالتأكيد.
لأن زاها قضى سنوات شبابه مدافعاً عن ألوان «الأسود الثلاثة» لمدة 5 سنوات عبر الفئات السنية المختلفة، حتى إنه لعب مباراتين مع منتخب إنجلترا الأول، ورغم مشاركته مع المنتخب الإيفواري في بطولتي كأس الأمم 2017 و2019، إلا أنه غاب عن التصفيات الأفريقية والمونديالية الأخيرة، ليتم استبعاده من القائمة المُختارة لخوض كأس الأمم الحالية، ولم يكشف زاها أو المدرب الفرنسي جاسيه عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الغياب، واكتفى المهاجم بدعم زملائه ومنتخب بلاده عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، رغم الشائعات التي تقول إنه اتخذ قراراً غير معلن باعتزال اللعب دولياً.
ومنعت الإصابة نجمين بارزين من اللحاق بقافلتي نيجيريا وغانا المتجهتين إلى كأس الأمم، حيث يغيب لاعب الوسط ويلفريد نديدي، لاعب ليستر سيتي، عن قائمة «النسور الخُضر» التي اختير ضمنها فعلياً قبل أسابيع قليلة، لكن إصابته العضلية التي تعرض لها خلال مباراة «الثعالب» أمام كارديف نهاية ديسمبر الماضي، تبعده عن الملاعب لمدة تصل إلى 3 أشهر، وهو ما تكرر بصورة مقاربة مع مدافع الوسط الغاني، توماس بارتي، لعدم اكتمال اللياقة البدنية بعد فترة إصابة طويلة، امتدت منذ أكتوبر الماضي، وكان اسم بارتي ضمن القائمة الأولية بالفعل، إلا أن حاجته لفترة تجهيز طويلة قضت بخروجه من القائمة النهائية لـ«النجوم السمراء».
صاحب الميدالية البرونزية مع منتخب الكاميرون، المهاجم ماكسيم تشوبو موتينج، لاعب بايرن ميونيخ الألماني المخضرم، لن يكون حاضراً مع «الأسود التي لا تُقهر» هذه المرة، بعدما قرر المدرب ريجوبير سونج عدم ضمه لقائمته النهاية، معللاً ذلك بقوله إنه اختار أفضل اللاعبين وأكثرهم جهازية لخوض المنافسات القارية، رغم مشاركة تشوبو موتينج السابقة في كؤوس العالم 2010 و2014 و2022، وكان له فضل كبير في بلوغ «الأسود» مونديال قطر الأخير مسجلاً هدفه الوحيد بكأس العالم خلال تلك النسخة.
وطاردت الشائعات المدافع الإيفواري وبطل كأس الأمم مع كوت ديفوار عام 2015، إريك بايلي، هو الآخر بعد استبعاده من قائمة «الأفيال»، على خلفية صدمة فسخ عقده من بيشكتاش التركي في ديسمبر الماضي، ورغم إنقاذ الموقف بتعاقده السريع في نفس الشهر مع فياريال الإسباني، إلا أنه لم يجد لنفسه مقعداً مع كوت ديفوار، بل يُقال أن لاعب مانشستر يونايتد الأسبق ابن الـ29 عاماً، انتهت مسيرته الدولية بالفعل مع زاها.
ومن الأمور الغريبة التي تحدث كثيراً كلما أقيمت كأس الأمم الأفريقية، يغيب الجناح الشاب عبد الفتاح إسحق عن قائمة منتخب غانا بسبب «شرط جزائي»، موجود في عقد إعارته من سبورتينج لشبونة إلى ليستر سيتي، حيث أُجبر ابن الـ19 عاماً على البقاء مع «الثعالب» وعدم تلبية نداء «النجوم السوداء»، للوفاء ببند تعاقدي يتطلب لعب عدد معين من المباريات، من أجل انتقاله بصفة دائمة إلى ليستر سيتي، أما لايل فوستر مهاجم بيرنلي الإنجليزي، فقد غاب عن الملاعب خلال نوفمبر الماضي بسبب مشاكل في الصحة النفسية وإصابته بـ«الاكتئاب»، حسب تصريحات النادي الإنجليزي، الذي طلب عدم ضمه إلى «كتيبة الأولاد» خلال تلك الفترة، إلا أن لاعب جنوب أفريقيا الشاب عاد ليلعب بصورة طبيعية بداية من منتصف ديسمبر الماضي، وكان آخر ظهور له قبل أيام قليلة في مواجهة توتنهام بكأس الاتحاد الإنجليزي، وجاء تصريح فينسنت كومباني مدرب بيرنلي غريباً رداً على استفسار مدرب «الأولاد» هوجو بروس، حيث قال إنه عاد للعب لكنه ليس مستعداً للسفر، وبالتالي سيكون من المستحيل أن يشارك في كأس الأمم الأفريقية.