رضا سليم (دبي)
تتصدر الإمارات دول العالم صاحبة البصمة المميزة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى على كافة المستويات الدولية والقارية، ونظمت أحداثا بالغة الأهمية تركت صدى وبصمة عالمية جعلت اسم الإمارات يتردد بكل اللغات، بالإضافة إلى رسائل الشكر على التنظيم والاستضافة من اتحادات ومؤسسات دولية وقارية والوفود التي تشارك في هذه الأحدث، والتي أبرزها استضافة مونديال الأندية لعدة سنوات، ومونديال الناشئين، ومونديال الشباب، ونهائيات كأس آسيا لكرة القدم «الإمارات 2019» الحدث الأكبر في آسيا، والألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» التي خطفت أنظار العالم وكانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وحطمت الأرقام القياسية العالمية لأول مرة في عدد الدول المشاركة وصولا إلى 192 دولة، وأكثر من 7 آلاف رياضي، و20 ألف متطوع، وقالت عنه المحطات العالمية ووسائل الإعلام الدولية ودور البحث المتخصصة أنه حدث عملاق غير وجه التاريخ في منظومة الدمج لأصحاب الهمم، والخدمات المقدمة لهم في مختلف دول العالم.
وترفع هذه البطولات شعار الاستدامة، حيث يتم تنظيمها وفق أفضل الممارسات العالمية، انطلاقاً من ريادة الإمارات في استضافة وتنظيم الفعاليات الرياضية، بالإضافة إلى استدامة المنشآت الرياضية، حيث تتمتع الدولة بمنشآت بمواصفات عالمية وصديقة للبيئة، خاصة المنشآت والملاعب الجديدة التي خرجت للنور في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى دور البطولات في تعزيز الروح الرياضية والمنافسة بين الرياضيين، وتبادل الخبرات والثقافات بين اللاعبين الإماراتيين، وغيرهم من جميع أنحاء العالم.
كما تعزز استضافة هذه البطولات، الخبرات الإدارية والتنظيمية والكوادر من أبناء الوطن الذين باتت خبراتهم عالمية في استضافة الأحداث الرياضية، وهو ما يقوم على تحقيق الاستدامة الإدارية القائمة على ترسيخ الحوكمة واستثمار موارد بيئة العمل بأفضل صورة، بهدف توفير أفضل الظروف لممارسة مختلف الرياضات.
وتدعم هذه الأحداث فرص التنمية المستدامة، والتشجيع على أفضل الممارسات التي تسهم في الحفاظ على موارد البيئة في المنشآت الرياضية، وتحفيز جميع أفراد المجتمع على ممارسة مختلف الرياضات، مما يساهم في تعزيز الصحة والرفاهية المجتمعية التي تمثل أحد أهداف التنمية المستدامة، وجعل الرياضة أسلوب حياة، حيث أولت قيادتنا الرشيدة اهتماماً واسعاً لتطوير الرياضة المجتمعية، بما يتماشى مع سياسة الحكومة المتعلقة بقطاع الرياضة سواء التنافسية، والترويحية، التراثية، والأهداف الاستراتيجية للقطاع الرياضي المتمثلة بالسعي إلى تعزيز الثقافة الرياضية في المجتمع.
ولم يكن هدف رياضة الإمارات استضافة أحداث كبرى فقط، بل امتد الأمر إلى استحداث بطولات جديدة، سواء التي حملت توقيع «صنع في الإمارات»، أو الأحداث التي انطلقت في نسختها الأولى من الإمارات ومنها انتقلت إلى دول أخرى في الاستضافة، وهناك بطولات ارتبطت باسم الإمارات في مختلف الألعاب، منها كأس دبي العالمي للخيول، الذي يجتذب العالم في ميدان، وجائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا- 1، حيث يتجمع العالم في حلبة ياس، وبطولة القارات الشاطئية، وبطولة هزاع بن زايد الدولية لكرة القدم، وبطولة حمدان بن محمد الدولية للناشئين، وبطولة فاطمة بنت مبارك للسيدات المحترفات للجولف، وبطولة موانئ دبي العالمية للجولف، ودبي ديزرت كلاسيك للجولف، وبطولة أبوظبي للجولف، ودبي ليدرز كلاسيك للجولف، وبطولة رأس الخيمة ختام جولة التحدي الأوروبي للجولف، وبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو، ورأس الخيمة الدولية لمحترفي الجو جيتسو.
وهناك بطولة دبي الدولية لمحترفي الجو جيتسو، وبطولة العين الدولية للجو جيتسو للمحترفين، وبطولة الفجيرة الدولية لمحترفي الجو جيتسو، بجانب رالي دبي الصحراوي، ومبادلة العالمية للتنس وسوق دبي الحرة للتنس، والبطولة العالمية للترايثلون - جولة أبوظبي، وأبوظبي العالمية للغطس العالي، وبطولة الشيخة فاطمة بنت مبارك العالمية لرماية السيدات.
ونجح طواف الإمارات للدراجات الهوائية في تغيير خريطة اللعبة في المنطقة، بعدما تم دمج طوافات أبوظبي ودبي في طواف واحد.
ويكفي أن عدد الأحداث والفعاليات السنوية على الصعيد الرياضي يزيد على 1400 فعالية وبطولة رسمية، يشارك فيها جنسيات لا حصر لها، تكاد تجمع بين شعوب المعمورة على أرض الإمارات ويشارك فيها عدد كبير من اللاعبين من مختلف دول العالم، بل إن هناك بطولات ولدت في الإمارات وانطلقت منها، إلى بقية دول العالم.
ولعل النجاحات الكبيرة التي حققتها البطولات التي حملت صك «صنع في الإمارات»، من خلال استمرارها لسنوات طويلة وأيضاً تحولها إلى بطولات دولية، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من نجوم الألعاب في هذه البطولات، من مختلف الجنسيات، بجانب أن المكاسب من تنظيم هذه البطولة كانت كبيرة، سواء من زيادة خبرة الكوادر الإدارية المواطنة في تنظيم هذه الأحداث الكبيرة، والتي كان لها مردود إيجابي في استضافة بطولات عالمية.
كما أن إقامة بطولات ناجحة تحمل اسم الإمارات يوثق العلاقات مع الاتحادات الدولية، والتي دائماً ما تختار الإمارات لاستضافة بطولاتها ويضمن لها التفوق على أية دولة في حال التقدم لاستضافة أي حدث.
إشادة دولية بنجاحات اتحاد الجودو
أشاد الاتحاد الدولي للجودو بالنجاح الفني والتنظيمي المتميز لاتحاد الإمارات في البطولات العالمية الـ3 للعبة، التي أقيمت في أبوظبي من 24 أكتوبر الماضي إلى 3 نوفمبر الحالي.
وتلقى محمد بن ثعلوب الدرعي رئيس اتحاد الجودو رسالة شكر من ماريوس فايزر رئيس الاتحاد الدولي، يعرب فيها عن تقدير أسرة الاتحاد للجهود المبذولة في استضافة البطولات الـ3، التي أقيمت بمشاركة نحو 2000 لاعب ولاعبة من 130 دولة.
كما أشار الاتحاد الدولي بتقدير كبير إلى التنظيم المتميز لاحتفالية اليوم العالمي للجودو، التي أقيمت في 28 أكتوبر الماضي بقاعة جامعة السوربون في أبوظبي، على هامش بطولة «المحاربين القدامى» للجودو، تحت شعار «أحضر صديقاً»، تزامناً مع احتفالات اتحادات الجودو الأعضاء في أكثر من 180 دولة بهذه المناسبة.
«الجو جيتسو».. بطولات متواصلة
تنظم رابطة أبوظبي لمحترفي الجو جيتسو AJP، ما يزيد على 300 بطولة سنوياً ضمن سلسلة من بطولاتها حول العالم، كما نظمت الرابطة بطولات قارية، ووطنية، خلال الفترة الماضية بمشاركة أكثر من 2000 لاعب ولاعبة من جميع أنحاء العالم، وهي البطولة الوطنية في كوريا الجنوبية، والبطولة الوطنية في المكسيك، والبطولة القارية للأساتذة والهواة في أوروبا، والبطولة القارية للمحترفين في أوروبا، والبطولة القارية للناشئين في أوروبا، بالإضافة إلى بطولة الجائزة الكبرى من دون بدلة في تركيا، وبطولة إقليم الغرب المركزي بالبرازيل، وكانت بطولة الجائزة الكبرى التي أقيمت بتركيا لمدة 3 أيام، الأبرز حيث شهدت مشاركة 1300 لاعب ولاعبة، مثلوا 35 دولة، و71 أكاديمية.
وفاز اتحاد الجو جيتسو والفنون القتالية المختلطة بجائزة أفضل اتحاد مستضيف لعام 2022، وهو ما أعلنه الاتحاد الدولي للفنون القتالية المختلطة، في إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات الدولة والعاصمة أبوظبي، وجاء هذا التكريم بعد نجاح الاتحاد في استضافة بطولتين عالميتين في عام، حيث تسلم اتحاد الجو جيتسو والفنون القتالية المختلطة الجائزة خلال الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي.
حلبة ياس تحفة معمارية متطورة تكنولوجياً
يترقب عشاق السيارات في العالم سنوياً سباق جائزة الاتحاد الكبرى لـ «الفورمولا-1» الذي يجمع العالم في حلبة ياس، ويعد من أضخم السباقات في العالم الذي تحتضنه الإمارات في الحلبة الأغلى، والتي افتتحت في 2009 وتعد حلبة ياس تحفة معمارية متطورة تكنولوجياً والأميز في عالم سباقات «الفورمولا- 1»، والتي تطبق الاستدامة من كافة النواحي، وتسمح بحضور 60 ألف متفرج.
وسبق أن حصد سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى في أبوظبي لعام 2021، أربع جوائز في حفل توزيع جوائز قطاع صناعة الرياضة للشرق الأوسط، الذي يسلط الضوء على أهم الفعاليات الرياضية في المنطقة خلال الموسم، ويتابع السباق الختامي من بطولة العالم لـ «الفورمولا-1» ما يزيد على 100 مليون مشاهد في مختلف أرجاء العالم.
وتُعد الحلبة جزءاً من مشروع مستدام في جزيرة ياس، التي تضم فنادق ومراكز بيع بالتجزئة ومشاريع سكنية ومتنزهات ترفيهية رائدة عالمياً، منها: عالم فيراري وياس ووتر وورلد وعالم وارنر براذرز أبوظبي وملعب ياس لينكس للجولف.
ميدان.. مفهوم جديد لسباقات الخيل
يعد كأس دبي العالمي من أهم الأحداث في عالم سباقات الخيول من حيث الجوائز المالية ونوعية الخيول التي تشارك فيها من مختلف القارات، حيث انتقل إلى مضمار «ميدان» لسباقات الخيل في يناير 2010، ليدشن عصراً جديداً لمفهوم سباقات الخيل في العصر الحديث، لما يضمه من مرافق ومنشآت حديثة.
يدخل «ميدان» ضمن أهم المحطات المهمة في خطة دبي الاستراتيجية الهادفة إلى زيادة قدرة الإمارة على استقطاب السياحة العالمية في المجالات والقطاعات كافة، ضمن سلسلة من المشروعات الرياضية، المستدامة، وميدان أحد أهم المشروعات التي تجذب شريحة أغنياء العالم، فهو مشروع رياضي وسياحي واقتصادي.
وتبلغ استثمارات منصة ومضمار ميدان لسباق الخيل نحو 10 مليارات درهم وهذا المشروع عزز الثقة في اقتصاد دبي وقطاعها العقاري، خصوصاً مع كأس دبي العالمي لسباق الخيل، التي تجتذب أغنياء العالم، ويستوعب المدرج قدرة استيعاب تصل إلى 60 ألف متفرج في مدرج طوله نحو ميل واحد، ويمكن زيادته سعته إلى 82 ألف متفرج، مما يجعل منه أحد ميادين سباق الخيل الكبيرة في العالم.
أبوظبي.. فعاليات مشوقة لعشاق «النزالات»
رسخت أبوظبي، نفسها عاصمة عالمية للفنون القتالية المختلطة منذ 2019، من خلال البطولات المميزة التي استضافتها، بعد الاتفاقية التي وقعتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مع لجنة الفنون القتالية المختلطة، وبطولة «محاربي الإمارات».
وعادت نزالات «يو إف سي» إلى أبوظبي ضمن سلسلة من الفعاليات المشوقة لعشاق فنون القتال، أبرزها بطولة «يو إف سي 267»، وانطلقت بالفعل النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للتحدي» في شهر سبتمبر عام 2019 واختتمت فعالياتها بنزال «بطولة يو إف سي 242: حبيب ضد بويرر» الذي أقيم أمام حشد غفير بلغ نحو 15 ألف مشجع في جزيرة ياس، وأصبحت أبوظبي أول مدينة في الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث الذي يجمع أقوى المقاتلين في العالم.
وحققت أبوظبي العديد من الأرقام الخاصة التي تحتفظ بها في سجلات اتحاد الفنون القتالية الدولي، بعدما نجحت وعبر «أسبوع أبوظبي للتحدي»، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة في استضافة أول نزال نسائي من نوعه، وحققت مكاسب سياحية مميزة، مع توافد أعداد كبيرة من المشجعين لمؤازرة أبطالهم المفضلين.
مدينة الدراجات الهوائية
حصلت أبوظبي على شعار مدينة الدراجات الهوائية من الاتحاد الدولي للدراجات، الهيئة العالمية المنظمة لرياضة ركوب الدراجات الهوائية، لتصبح أول مدينة آسيوية تحظى بهذا اللقب المرموق، وتنضم إلى قائمة أبرز الوجهات العالمية الرائدة في رياضة الدراجات الهوائية، بما فيها بيرجن في النرويج، والعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وجلاسكو في اسكتلندا، والعاصمة الفرنسية باريس، وفانكوفر في كندا، ومقاطعة يوركشاير في بريطانيا.
وتلتزم أبوظبي باستراتيجية الاتحاد في إتاحة ممارسة رياضة الدراجات الهوائية للجميع، والتي تهدف إلى تشجيع ممارسة رياضة الدراجات الهوائية كل يوم، باعتباره نشاطاً ترفيهياً صحياً ووسيلة مستدامة للتنقل، ورياضةً تنافسيةً للهواة والمحترفين، وتستضيف أبوظبي بطولة العالم للدراجات الهوائية في المناطق الحضرية، 2024، بعدما استضافت نسخة 2022، كما تستضيف بطولة جران فوندو العالمية 2028، من تنظيم الاتحاد الدولي للدراجات.
وتندرج تحت منصة «بايك أبوظبي» خطط لدعم البنية التحتية لهذه الرياضة، وتشمل توسيع نطاق شبكة مسارات الدراجات الهوائية في الإمارة من 300 كلم ليصبح طولها أكثر من 1000 كلم.
يشمل ذلك تطوير «أبوظبي لوب»، مسار الدراجات المتصل بطول 109 كلم، والذي يربط أبرز الوجهات الرئيسية في المدينة، في خطوة تعزز التنقل وتدفع الأفراد إلى اعتماد أسلوب حياة أكثر صحة باستعمال حلول آمنة ومستدامة.
الوجهة المثالية للمعسكرات
تعد الإمارات الوجهة المثالية لإقامة المعسكرات والمباريات الودية للمنتخبات والأندية من مختلف قارات العالم خاصة أوروبا، حيث اعتادت الفرق الأوروبية على القدوم إلى الإمارات وإقامة معسكراتها خلال فترات التوقف، كما أن الإمارات كانت الوجهة المفضلة لعدد من المنتخبات التي شاركت في كأس العالم 2022 بقطر، أبرزها منتخب الأرجنتين الذي تدرب على ملعب نادي الوحدة وخاض مواجهة ودية مع منتخب الإمارات على استاد محمد بن زايد، كما أقامت منتخبات الأوروجواي وألمانيا وسويسرا والسعودية وغانا واليابان معسكراتها الإعدادية الأخيرة قبل المشاركة في المونديال في كل من أبوظبي ودبي أيضاً.
واستضافت الإمارات أيضاً الدوري الهندي للكريكيت، بجانب استضافة نجوم أولمبيين قدموا للدولة للتدريب قبل الدورات الأولمبية، وهو ما حدث قبل أولمبياد طوكيو 2020 وحالياً يتواجد عدد من نجوم السباحة في العالم في مجمع حمدان الرياضي ضمن معسكرات الإعداد لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.