رضا سليم (دبي)
تحولت محمية المرموم الطبيعية بمنطقة سيح السلم في دبي إلى منطقة جذب سياحي ورياضي كبير، حيث يقبل عليها جميع الرياضيين من مختلف الجنسيات، خاصة أنها تتمتع بمضامير للدراجات مثلما تتمتع بمحميات طبيعية خلابة، والبحيرات الصافية التي تنتشر في ربوعها، وهي بحيرات القدرة والحب والفلامنجو وإكسبو، وتبلغ مساحتها 10% من مساحة دبي، وهو ما يدفع العديد من فرق المحترفين والهواة لإقامة معسكراتهم في دبي والتدريب على هذه المضامير وسط المحميات الطبيعية والتي تعطي ارتياحاً نفسياً، بجانب حالة الهدوء والتركيز للدراجين وقت التدريبات، بالإضافة إلى مسارات للجري.
وتشهد محمية المرموم التي تطبق معايير الاستدامة والبيئة النظيفة والحفاظ على الطبيعة، على مدار العام، فعاليات رياضية كبرى، تروج للسياحة الإماراتية عالمياً، نظراً لمشاركة أبطال وفرق مشهورة من مختلف دول العالم، وهو ما ينقل صورة واقعية عن دبي أمام العالم، وتشمل الفعاليات، الدراجات الهوائية واليوجا والسباحة وعدداً كبيراً من البطولات التي ينظمها مجلس دبي الرياضي، منها بطولة السلم للدراجات الهوائية للرجال والسيدات، وبطولة «تحدي الصحراء»، وتحدي الجري على الرمال الناعمة، وبطولات أقوى رجل في العالم «ألتيميت سترونج مان»، و«ألترا ماراثون المرموم»، السباق العالمي الأطول من نوعه، والذي شهد مشاركة نخبة من أبطال العالم، وطواف الإمارات الذي يمر بإحدى مراحله من داخل المحمية، وطواف دبي النسائي الذي يقام في مضمار القدرة للدراجات الهوائية، وبطولة دبي الدولية للكروسفت، وغيرها من الفعاليات السياحية الرياضية التي تجتذب نجوم مختلف الألعاب.
وتعد محمية المرموم الصحراوية أكبر مشروع لمحمية طبيعية في العالم، وتزيد مساحة المحمية على 40 هكتاراً، وتتوزع في جوانبها الشجيرات البكر، كما تضم 204 أنواع من الطيور المحلية و158 نوعاً من الطيور المهاجرة، والعديد من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض، ويوجد فيها أيضاً حيوان المها العربي والغزلان العربية وغزال الصحراء والثعالب والقطط البرية، وباتت مقصداً للباحثين عن جمال الطبيعة الصحراوية الإماراتية، ومعالم الحياة التراثية الأصيلة التي تتميز بخصوصيتها الفريدة من نوعها.
وينظم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سنوياً رحلة الهجن في منطقة المرموم، يشارك فيها عدد كبير من عشاق رياضات الإبل من جنسيات عديدة، ودائماً ما تكون عنواناً للإثارة والمتعة، وتجذب السائحين لرياضة الصحراء.
وهناك الكثير من الأحداث الرياضية التي تدعم السياحة، من خلال وجود أعداد كبيرة من المشاركين، من مختلف الجنسيات، وتنقل صورة إيجابية ناصعة لمعالم الإمارات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من خلال نشر الصور والفيديوهات.
من جانبه، أكد عمير بن جمعة الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – المشتريات والتمويل، رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة السلم للدراجات الهوائية، أن إقامة مؤتمر تغير المناخ (كوب 28) يؤكد مكانة دولة الإمارات المرموقة ودورها الرائد في صناعة مستقبل أفضل للعالم وكوكب الأرض، وكذلك ثقة العالم بنهج قيادتنا الرشيدة وجهودها الرائدة في هذا المجال، كما أكد أن رياضة الدراجات الهوائية تعد نموذجاً للرياضات الصديقة للبيئة، وأن البطولة تعد نموذجاً للاستدامة والحفاظ على البيئة في مجال الرياضة.
وقال: «ممارسة رياضة الدراجات الهوائية تساهم في صحة وسعادة أفراد المجتمع وتشجعهم على استخدام الدراجات في التنقل لمسافات قصيرة ومتوسطة، وهذا يساهم في تقليل الانبعاثات والبصمة الكربونية في البيئة، كما يساهم في إقبال أفراد المجتمع على ممارسة رياضتهم في الهواء الطلق، وبفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أصبح لدينا دعم كبير لهذه الرياضة ولدينا أيضاً مضامير عديدة آمنة وبعيدة عن حركة السيارات تبلغ مسافاتها مئات الكيلومترات في مختلف مناطق دبي ودولة الإمارات تتيح للرياضيين الهواة والمحترفين وللعائلات أيضاً ممارسة هذه الرياضة بسعادة وأمان بعيداً عن خطر الإصابات، كما تتوافر لهم مناطق التجمع والمطاعم ومناطق الدعم الطبي ومختلف الخدمات».
وأضاف: «بطولة السلم للدراجات الهوائية التي وصلت إلى النسخة الثامنة ترتبط اسماً وتنظيماً بأهم المناطق الطبيعية والبيئة المستدامة، حيث تقام المنافسات في منطقة المرموم التي تعتبر أكبر محمية طبيعية في العالم، وتضم مناطق للمحافظة على الحيوانات النادرة وبحيرات صناعية عديدة ومميزة باتت تستقطب زواراً كثيرين من داخل وخارج الدولة، كما ساهمت في تحسين جودة التربة وزراعة النباتات في المنطقة وتجمّع الطيور ومختلف الحيوانات، ما ساهم في تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة، وتعزيز دور الطبيعة في حياتنا، خصوصاً في مناطق أرياف وبراري دبي، وهو الأمر الذي يساهم في تحسين البيئة وتقليل البصمة الكربونية ضمن جهود القيادة الرشيدة لتحسين جودة الحياة بشكل مستمر ضمن بيئة مثالية وأجمل شتاء في العالم».
وختم «حرصت اللجنة المنظمة للبطولة على أن تكون هذه البطولة صديقة للبيئة، وعلى أن يتم تنظيم جميع السباقات منذ النسخة الأولى وفق معايير الاستدامة واستخدام المواد الصديقة للبيئة والقابلة للتدوير، وكذلك المحافظة على طبيعة المكان سواء في تشييد قرية السباق وتجمّع الدراجين أو المناطق التي تضم مسارات السباق ومرور موكب الدراجين والسيارات المصاحبة، كما أن فرق العمل حريصة على نظافة المكان والبيئة الطبيعية التي يتم فيها تنظيم السباقات والتي تضيف جمالاً ورونقاً للبطولة يتكامل مع قوة التنافس بين المئات من المشاركين في كل عام».