فيصل النقبي (الفجيرة)
يعد استاد دبا تحفة رياضية يحتضنها الساحل الشرقي في مدينة دبا.. مبنى متكامل ومنشآت ذات مواصفات عالمية وصديقة للبيئة وطاقة خضراء متجددة وملاعب رئيسة وفرعية، صممت ليكون نظام الري فيها متوافقاً مع أحدث الأنظمة لتنضم هذه التحفة المعمارية الرياضية لمثيلاتها الكثيرة بالدولة، وهي تضفي جمالاً ورونقاً للساحل الجميل وأهله الطيبين.
ويعتبر استاد دبا الفجيرة الذي أمر ببنائه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة، ليكون منارة رياضية وكروية للمنطقة الشرقية، وتابع مراحل بنائه وتشييده سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، خطوة بخطوة حتى اكتمل ليكون واحة، للرياضة في المنطقة، وتم تشييده في منطقة واسعة في دبا الفجيرة، وتم تنفيذه بميزانية قدرت بـ 100 مليون درهم واستغرق بناؤه عامين، وتم افتتاحه بعام 2022 في لقاء دبا الفجيرة وشباب الأهلي بدوري أدنوك للمحترفين.
وصمم الاستاد الفريد من نوعه تصميما حديثاً، وبمواصفات فنية عالية ليكون أحد الملاعب المهمة التي تحقق الاستدامة، كشرط من شروط البناء حيث تتواجد الاستدامة بكل جزء من هذا المجمع الرياضي العالمي، مع الالتزام بكل معايير البناء بالمواصفات العالمية صديقة البيئة وبالطاقة النظيفة، والمتجددة ليصبح علامة فارقة في عملية البناء الرياضي في الدولة، ويصبح الملعب رقم 22 في الدولة من الملاعب الفريدة من نوعها فعلاً.
ويتسع الملعب الرئيس لـ 10 آلاف متفرج وصمم ليراعي البيئة المحيطة بالملعب، حيث توزعت مداخل ومخارج الملعب بشكل يتناسب مع الحضور الجماهيري المكثف وتأمين المكان بشكل لا يشكل أي عرقلة للنظام المروري، ويسهم في عملية تقليل الازدحام حول الملعب مع بنية تحتية مميزة من القاعات وغرفة التدريب، وغيرها من الاشتراطات المهمة لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مع متطلبات رابطة دوري المحترفين الإماراتية.
وتوجه أحمد سعيد الضنحاني رئيس مجلس إدارة دبا بالشكر والامتنان للقيادة الرشيدة على العمل البناء والمستمر لتعزيز منهجيات الاستدامة وتعميقها في المجتمع لتصبح أسلوب حياة، وقال: «ظلت الإمارات تقدم نماذج عديدة لممارسات مبتكرة سعياً لتخفيض الانبعاثات الكربونية، والحد من ارتفاع درجة الحرارة بإطلاقها عدة مبادرات تحقيقاً للأهداف العالمية».
وأضاف: «الإمارات برهنت على جدارتها واستحقاقها لاستضافة المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (كوب 28) في نوفمبر المقبل لتصبح دولتنا منصة عالمية للحوار حول أنجع السبل والأدوات لمواجهة تحديات التغير المناخي، التي أصبحت مؤرقة ومقلقة للجميع بظواهرها الطبيعية الخطيرة».
وعن التحفة المعمارية الفريدة من نوعها في دبا قال: «إمارة الفجيرة تخطو بنجاح للمحافظة على البيئة وتطبيق موجهات الاستدامة العالمية والوطنية من أجل حياة أفضل، وعملنا بنادي دبا الرياضي الثقافي مستمراً بلا توقف لتعزيز الاستدامة وتطبيقها في كافة التفاصيل، مثل تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية بنظام الإضاءة المتطور (سمارت بوور)، الذي يقلل استهلاك الطاقة الكهربائية، كما أوقفنا هدر المياه بتطبيق نُظم شبكات الري الحديثة بدلاً عن الأساليب التقليدية التي كانت تستهلك كمية أكبر من المياه، كما يقوم النادي بتطبيق المنهجيات العلمية لإدارة النفايات، وغير ذلك من الممارسات الهادفة دوماً لمساعدة الجهد الوطني والعالمي في خفض الانبعاثات الكربونية».
وتابع: «في ظل السعي المستمر لتحسين البنية التحتية للنادي بما يحقق التطبيق الأمثل لمعايير الاستدامة، كان بناء استاد دبا بحُلته الجديدة ومواصفاته العالمية التي تتماشى مع معايير الاستدامة في كل تفاصيله من نُظم الري الإلكتروني الحديث، ونظام الإضاءة المتطور (سمارت بوور)، وغير ذلك من نُظم إدارة النفايات وإصلاح البيئة».
وقال الضنحاني: «البيئة المستدامة التي يتمتع بها استاد دبا أصبحت عنصر جذب للمنتخبات الدولية والأندية المحلية والخارجية لإقامة معسكراتها ومبارياتها فيه، واستضاف استاد دبا المعسكر التحضيري لمنتخبي الإمارات والعراق للشباب تحت 20 عام في الفترة من 9-17 أكتوبر، وإقامة مباراتين دوليتين وديتين بينهما».
وأضاف: «نأمل أن يحالف النجاح الباهر نسخة الإمارات من مؤتمر (كوب 28) قياساً على التحضيرات الماراثونية التي سبقته لتكون النسخة الثامنة والعشرون في نوفمبر المقبل بالإمارات النسخة الأفضل على الاطلاق من حيث مبادراتها والتزاماتها من أجل مصلحة الإنسانية».
سمارت لايت
يتميز استاد دبا الجديد بتصميمه الرائع ومساحاته الواسعة، والأهم هو نظام تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية عبر نظام الإضاءة التلقائي «سمارت لايت»، كما يتم تطبيق النظام الإلكتروني الحديث في ري الملعب الرئيس بالطاقة الشمسية النظيفة، تقليلاً للوقت والطاقة.
الاستاد «الأخضر»
ويحتوي الاستاد على مقاعد مريحة بـ 10.000 مقعد وقاعتين (جراند) للطعام وقاعة المؤتمرات الصحفية المجهزة بكل الوسائل السمعية والبصرية ومعدات الترجمة الفورية والشاشة الكبيرة وقاعة رئيسة للمركز الإعلامي مجهزين بأجهزة الكمبيوتر، والطابعات وخدمة الإنترنت و 5 كابينات مجهزة للتصوير والتحليل والتعليق التلفازي مع صالة جيم وصالتين للجاكوزي وعيادتين طبيتين مزودتين بأجهزة الإسعافات الأولية والعلاج الطبيعي مع غرفتين لتحليل المباريات مع صالة كبيرة للمسجد.
طاقة شمسية
توجد بالاستاد 6 ملاعب فرعية تسعى إدارة النادي لتركيب تقنيات الطاقة النظيفة (الشمسية) لنظام ري لملاعب النادي الفرعية الستة حتى تتحول الملاعب كلها للنظام الحديث والنظيف في الري.
حفل جماهيري
قامت شركة فوج سنج العالمية بإنشاء وبناء الملعب بكلفة تقديرية تصل حوالي 100 مليون درهم، على أن يشمل المشروع جميع المرافق الرياضية الحيوية، حسب المواصفات العالمية، وتم العمل على مراحل لمدة عام حتى تم افتتاحه رسمياً سنة 2022 بحفل جماهيري أنيق وفي مسابقة دوري أدنوك للمحترفين.