أنورإبراهيم (القاهرة)
بعد أن كان معظم خبراء كرة القدم يتوقعون مستقبلاً مرموقاً لحارس المرمى الإيطالي الشاب جيانلويجي دوناروما، على إثر تألقه اللافت في بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة «يورو 2021»، عندما قاد منتخب إيطاليا للفوز بالبطولة بفضل أدائه القوي لدرجة إختياره أحسن لاعب في البطولة.
ولم يمض وقت طويل على هذه البطولة، وبدأ مستوى دوناروما في التراجع بصورة واضحة لدرجة جعلت خبراء الكرة الأوروبية يتفقون على حقيقة إن هذا الحارس الذي كان عملاقا في بداياته، لم يعد يحرز أي تقدم يذكر، بل إنه اصبح في مستوى لايؤهله ليكون أحد أفضل حراس المرمى في العالم.
وقبل عامين انضم دوناروما إلى باريس سان جيرمان في وجود حارس المرمى الكوستاريكي كيلورنافاس، وكان اللعب يتم بينهما بالتبادل إلى أن تخلص سان جيرمان من نافاس بالإعارة، وأصبح دوناروما هو الحارس الأساسي بلا منازع، ورغم ذلك لم يحقق التقدم المأمول، بل كان أداؤه كارثياً في كثير من المباريات المهمة ومنها على سبيل المثال مباراة فريقه أمام ريال مدريد في دوري الأبطال الأوروبي والخطأ الذي ارتكبه في كرة مشتركة مع الفرنسي كريم بنزيمة وأسفرت عن هدف قلب موازين المباراة تماماً لمصلحة «الميرينجي»، وغيرها من مباريات الدوري الفرنسي «ليج آن».
وذكرت مصادر صحفية فرنسية عديدة أن دونار لم يعد «مرجعية»، بل إن بعض الأصوات داخل سان جيرمان طالبت بضرورة وجود حارس آخركفء حتى تكون هناك منافسة كفيلة برفع مستوى الحارسين، وكان الكلام عن الاستفادة من عودة نافاس بعد الإعارة، فربما يحفزه على الإجادة.
وقالت المصادر نفسها إن أحداً من خبراء الكرة لم يعد يضعه بين صفوة الحراس العظماء مثل إيدرسون السيتي وأليسونن بيكرليفربول وتيبو كورتوا الريال ويان أوبلاك الأتليتي وغيرهم من الحراس الذين نجحوا في تطوير أدائهم خلال السنوات الأخيرة، بينما إكتفى دوناروما بـ «الصيت» وذكريات الماضي منذ أن بدأ متألقاً في سن 16 مع ناديه الإيطالي إيه سي ميلان الإيطالي. كما إنه لم يعد يُوصف بأنه حارس عظيم وإنما مجرد حارس جيد وكفى.
واهتزت ثقة دوناروما في نفسه كثيراً في الآونة الأخيرة وساورته الشكوك فيما يتعلق بمستواه سواء ارتدى قميص ناديه الفرنسي أو منتخب «الآزوري».
ويبدو أن ظل كيلورنافاس الذي عاد لتدريبات الفريق بعد عودته من الإعارة، بدأ يخيم من جديد، منذ وصول الإسباني لويس إنريكي المدير الفني وإصراره على وجود حارس آخر حتى تستمر المنافسة بينهما فيرتفع المستوى. وذكر موقع «ياهو سبورت» إن دوناروما لم يعد «محصناً» في مركزه وإنما مهدد بالجلوس على «دكة البدلاء» في المستقبل القريب ليلعب نافاس بدلاً منه، وإنه يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن الأهداف التي دخلت مرماه خلال المباريات التي لعبها حتى الآن في الدوري الفرنسي ودوري الأبطال،وخاصة مباراة نيس التي خسر فيها سان جيرمان 2/3.
ولم يسلم دوناروما من الانتقادات والهجوم من جانب كافة البرامج الرياضية التلفزيونية الفرنسية وعدد من الصحف والمواقع، لأنه لا يجيد التعامل بقدميه وبناء اللعب من الخلف كما لوكان ليبرو، ولا يستطيع إخراج الكرة من منطقة جزائه إذا ما تعرض للضغط ويلجأ دائما إلى الكرات الطويلة العالية.