الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سعيد بن زايد.. رمز رياضة الإمارات

سعيد بن زايد.. رمز رياضة الإمارات
28 يوليو 2023 01:39

رضا سليم (دبي) 
يعتبر الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أحد رموز وفرسان رياضة الإمارات، وصاحب رحلة عطاء طويلة امتدت في كل «دروب الرياضة»، وتولى خلالها عدداً من المناصب الرياضية، وأسهم في تطور الرياضة في الدولة، حيث ترأس اتحاد الكرة، ونادي الوحدة، وقاد النادي إلى منصات التتويج، كما ترأس اللجنة المنظمة العليا لمونديال الشباب عام 2003، وكان داعماً للمنتخبات الوطنية في كل الأحداث والمشاركات الخارجية.

يدين نادي الوحدة بالكثير للشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، «الأب الروحي» لـ «العنابي»، والذي تولى رئاسة النادي في 13 مايو 1990، بتكليف من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وكانت بداية الانطلاقة الحقيقية لفريق الوحدة لكرة القدم الذي أصبح رقماً مهماً في كرة الإمارات، ويمضي من نجاح إلى نجاح محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً، وحتى عالمياً عندما شارك في بطولة كأس العالم للأندية «أبوظبي 2010»، واحتل فيها المركز السادس، مسجلاً أكبر عدد من الأهداف في البطولة «6 أهداف»، متفوقاً على إنتر ميلان الإيطالي. كانت رغبة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، واضحة في أن يكون الهدف، بناء فريق عملاق قادر على المنافسة، وتحقيق طموحات أبناء النادي، وهو ما حدث عندما نجح في تحقيق نقلة نوعية للنادي، حيث ركز على بناء فريق قوي جاهز للمنافسة على الألقاب المحلية، لتكون قاعدة متينة للمشاركات الخارجية.

وقام المغفور له بتأسيس أول مدرسة كرة قدم متخصصة في منطقة الخليج، وافتتحها عام 2003، واستقطب أكفأ الأجهزة الفنية والطبية والنجوم العالميين، من أجل أن يستفيد جيل المستقبل من خبرات هذه الكفاءات، وبلوغ أهدافها في صناعة الأجيال وتخريج المواهب المتميزة، سواءً للنادي أو المنتخبات الوطنية، خاصة أنها من أوائل الأكاديميات التي عملت في الدولة، وفق نظم واستراتيجية عمل محددة تقوم على أساس اكتشاف وتطوير المواهب عن طريق مدربين متمرسين ومحترفين في هذا الجانب.
وتطورت الأكاديمية في السنوات الأخيرة، وقسمت إدارة النادي الأكاديمية إلى قسمين، الأول يختص بإتاحة الفرصة للاعبين الذين لم يتسن لهم الانضمام مسبقاً إلى النادي، لزيادة وتعزيز دقائق التدريب، حتى يسهم ذلك في الوصول إلى المحطة الثانية، ويرتكز القسم الثاني على تنمية المواهب وصقلها وتأهيلها.

وتبدأ الأكاديمية في قبول اللاعبين من سن 6 سنوات، وهي المرحلة التي يتم فيها تعليم فنون وأساسيات كرة القدم، وتبدأ رحلة اللاعب من سن 7 إلى 14 سنة بمرحلة الاستكشاف التدريبي والتعلم وأيضاً ملامسة الكرة، أما السن من 13 إلى 17، فهي تحديد الاستيعاب والتأكد من التطوير والجودة، وتليها مرحلة من 17 إلى 20 سنة، وهي خاصة بالتكرار والاستقرار والأداء، وفي هذا الإطار أسهمت الأكاديمية بتطوير وتأهيل لاعبين، من خلال دقائق التدريب، وتخرجوا وأصبح لهم الدور في فرقهم، من خلال مشاركتهم في دوري المراحل السنية.
وتنطلق استراتيجية نادي الوحدة من محاور عدة، أهمها المساهمة في بناء مجتمع رياضي صحي، من خلال ممارسة النشء لكرة القدم، فضلاً عن اكتشاف المواهب وتنميتها لخدمة الأندية والمنتخبات مع اللاعبين المواطنين، وكذلك هناك محور الاستثمار الذي يعد مهماً للغاية، خاصة أن هناك مواهب يمكن الاستثمار فيهم من خلال تنميتهم وتصديرهم، سواء للفريق الأول بالنادي أو أندية الدولة، وأيضاً خارج الدولة.

واستفاد من المشروع الرائد، أكثر من 1000 لاعب، منهم العشرات ضمن المنتخبات الوطنية، وتملك الأكاديمية إمكانيات عالية المستوى، لما فيها من ملاعب ومنشآت ومرافق ومعدات وأجهزة على أحدث طراز، بالإضافة إلى غرف خاصة للاعبي الأكاديمية، ومكاتب للإدارة ووحدة طبية متكاملة، وصالات استقبال وقاعة للمؤتمرات الصحفية والرياضية والثقافية، وأشاد ممثلو الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في العديد من المناسبات بإمكانيات النادي العالية.
وأطلق الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، «بطولة الوحدة الدولية للناشئين»، والتي أعجب بها الاتحاد الدولي لكرة القدم، فقام بتصديق لائحتها ومنحها الصيغة العالمية، وفتحت الآفاق لأبناء النادي للاحتكاك بالمدارس الكروية العالمية، وكانت بطولة عالمية أشبه بكأس العالم للأندية على مستوى الناشئين.
النتاج الأول لهذا المشروع الناجح يكمن في حصول الوحدة على لقب الدوري موسم 1998-1999، وبداية عهد حصد البطولات، وتحول الفريق إلى منافس دائم على البطولات المحلية، واستمرت الإنجازات وصعود لاعبي الوحدة إلى منصات الألقاب، وكانت مشاركة الوحدة في مونديال الأندية 2010، برؤية المغفور له، وأثبت أن الوصول إلى العالمية يبدأ من الاهتمام الناشئين.

وكانت بصمة المغفور له واضحة في إنجازات «العنابي» الذي فاز بدرع الدوري 4 مرات في أعوام 1999 و2001 و2005 و2010، وفاز بكأس رئيس الدولة عامي 2000 و2017، وكأس السوبر 4 مرات في أعوام 2002، و2012، و2017، و2018، وكأس الخليج العربي عامي 2016، و2018، وكأس الاتحاد «3 مرات» في أعوام: 1985 و1998 و2001، ودوري السوبر «النخبة» مرّة واحدة، وشارك في دوري أبطال آسيا «11 مرة»، وكان أفضل إنجاز نصف النهائي عام 2007.
تولى الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رئاسة اتحاد الكرة من 2001 إلى 2003، وكان الرئيس السابع لاتحاد الكرة، بعد الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان عام 1971، وغانم غباش من 1973 إلى 1974، والشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم 1974-1976، والمغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان 1976-1984، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان 1984-1993، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان 1993-2001. الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، كان صاحب رؤية احترافية في زمن الهواية، وكان يوجه بسفر عدد من اللاعبين الموهوبين من كل فرق المراحل السنية، ويلحقهم بأندية أوروبية في فترة معايشة.

وشهدت هذه الفترة استضافة الإمارات لنهائيات كأس العالم للشباب، والتي تأهل فيها منتخبنا الوطني إلى ربع النهائي عام 2003، وترأس المغفور له اللجنة العليا المنظمة للبطولة، ونجحت فنياً وإدارياً، وكانت من أبرز الفترات التي عاشتها الكرة الإماراتية، خاصة مع تنظيم حدث عالمي كبير للمرة الأولى، ووجد دعماً من القيادة، وحققت البطولة أعلى مراتب النجاح تنظيمياً وإعلامياً، وعقب الحدث المونديالي كرم المغفور له بإذن الله تعالى له شركاء النجاح والشركات الراعية للبطولة في احتفالية كبيرة بنادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي. 
وكان معروفاً عن الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مساندته للمنتخبات الوطنية، حيث قام برعاية الحملة الجماهيرية لمؤازرة منتخب الشباب في مونديال مصر 2009، مادياً ومعنوياً، وذلك لتوفير كل الظروف المواتية للجماهير الإماراتية، من أجل دعم منتخبها في الحدث الكروي العالمي.

كلمة السر
يعد الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بمثابة الأب الروحي، و«كلمة السر» في إنجازات «العنابي»، وهو سر إهداء اللاعبين له كل البطولات التي حققوها في السنوات الماضية، في ظل قربه من جميع اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية، واعتاد على زيارة تدريبات الفريق بشكل دائم، بالإضافة إلى زيارة معسكرات الفريق الخارجية، وكانت له رؤية في اختيار اللاعبين الأجانب الذين مروا على الوحدة على مدار سنوات طويلة.

كأس البراعم
تعتبر كأس الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان للبراعم تحت 11 سنة التي ينظمها نادي الوحدة منذ عام 1990 تحت مظلة اتحاد الكرة، من البطولات التي دعمت قطاع الناشئين، وظهرت مواهب لا حصر لها، وأقيمت أكثر من 20 بطولة، واستفادت منها أنديتنا، ومنتخبات الناشئين، حيث شاركت فيها أندية كبيرة عالمياً وعربياً.
وكانت رؤية الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، من أجل ربط قطاع الناشئين بالفريق الأول، والتعامل مع القطاع بأن يكون شرياناً يمد الفريق الأول باللاعبين.

رئاسة وفد الإمارات
ترأس الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، خلال فترة تولي رئاسة اتحاد الكرة، وفد الإمارات في اجتماعات «الفيفا» بكوريا الجنوبية، كما ترأس بعثتنا في كأس الخليج العربي الخامسة عشرة بالرياض، بالإضافة إلى أن سموه تابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة في أمور كرة القدم كافة على مستوى الدولة.

تغيير دماء المنتخب
وجَّه الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، خلال فترة توليه رئاسة اتحاد الكرة، بتجديد دماء المنتخب، في ظل اعتزال الجيل الذهبي، وتغير «الأبيض» بشكل كامل، ونافس على بطاقة الملحق في تصفيات «مونديال 2002»، ويومها اتخذ قراراً بإسناد مهمة تدريب المنتخب إلى المدرب الوطني عبدالله صقر بدلاً من الفرنسي هنري ميشيل.

«بصمة» في قلوب الوصل
ترك الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بصمة مضيئة في قلوب الوصلاوية، بعد أن أقام مهرجان اعتزال زهير بخيت، لاعب الوصل، ومنتحب الإمارات لكرة القدم، على نفقته الخاصة في 16 ديسمبر 2002، في المباراة الاستعراضية التي جمعت نجوم «الأبيض» مع منتخب نجوم العرب، والذي ضم نخبة اللاعبين العرب في تلك الفترة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©