الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نهائي «أبطال أوروبا».. «صك نجاح» الرياضة التركية

نهائي «أبطال أوروبا».. «صك نجاح» الرياضة التركية
19 يوليو 2023 02:00

رضا سليم (دبي) 
كتبت تركيا «سيناريو جديداً» من النجاحات على المستوى الرياضي، بعدما تفوقت في استضافة نهائي دوري أبطال ‎أوروبا 2023، على أرض ملعب «أتاتورك الأولمبي» يوم 10 يونيو الماضي، بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان، والتي توج فيها «السيتي» بالكأس، في حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، مالك نادي مانشستر سيتي، وتبادلوا التهاني، بعد فوز «السيتي» باللقب، وهو تأكيد على قوة العلاقة الإماراتية التركية التي تخطو خطوات واسعة، نحو التعاون بين البلدين في المجالات كافة، إلا أن الرياضة تمثل «الباب الواسع» الذي يربط البلدين، ليس فقط بسبب حدث استضافة نهائي دوري الأبطال الذي كان أشبه بالتأكيد على العلاقات بين البلدين أمام العالم الذي تابع النهائي، بل أيضاً لأن الأندية الإماراتية تقيم معسكراتها في مدن تركيا استعداداً للموسم الجديد، بالإضافة إلى معسكرات المنتخبات في كل الألعاب، بجانب البروتوكولات واتفاقيات التعاون بين المؤسسات الرياضية في البلدين.
حصدت تركيا «صك النجاح» في التنظيم والاستضافة بشهادة ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا»، وعدد كبير من اللاعبين النجوم الذين حضروا النهائي، حيث قدمت الحكومة التركية نموذجاً فريداً من تنظيم الأحداث الكروية الكبرى التي تخطف الأضواء في العالم، وتحولت إسطنبول العاصمة إلى «قبلة» لكل عشاق «الساحرة المستديرة» الذين توجهوا إلى تركيا لحضور النهائي الكبير، حيث تجمع العالم تحت مظلة استاد أتاتورك الأولمبي، وتضمنت التدابير الأمنية تخصيص 15850 شرطياً لتأمين الملعب ومحيطه ومواقع النقل العام والمناطق التي تستضيف المشجعين، بجانب كاميرات مراقبة في محيط الملعب لتعزيز الأمان وتأمين الحدث. 
وحققت الحكومة مكاسب كبيرة على المستويات كافة، سواء على المستوى السياحي، بدخول أعداد كبيرة من الجماهير لحضور المباراة التي أسهمت في دخل ما يقرب من 200 مليون دولار لاقتصاد البلاد، وهو ما أكده محمد ‎بويوكاكش، رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم، كما تم تسيير أكثر من 150 رحلة طيران إضافية يوم المباراة، بجانب الجماهير التي دخلت تركيا عن طريق البر، ووصل عدد المتفرجين بالمدرجات 40 ألف مشجع. 
ولعل الاستثمارات التي تحققت في استضافة نهائي الأبطال، تكشف عن اتجاه الحكومة التركية للاستثمار في مختلف الألعاب، خاصة أنها غنية بالأماكن والطبيعة التي تساعد على ممارسة الرياضات السياحية.
وتصل قيمة الدوري التركي السوقية 863.57 مليون يورو، طبقاً لموقع «ترانسفير ماركت»، فيما يبلغ إجمالي دخل أندية الدوري التركي الممتاز من حركة الانتقالات على مدى المواسم الأربعة الماضية 400 مليون يورو، وارتفعت قيمة حقوق نقل مباريات الدوري المحلي من 40 مليون دولار موسم 1996-1997 إلى 500 مليون دولار.
ويأتي النجاح في استضافة نهائي الأبطال في تعزيز فرصة تركيا لاستضافة بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2028»، بعدما تقدمت بملف الاستضافة، وسط منافسة الملف المشترك بين بريطانيا وجمهورية أيرلندا، كما تقدمت تركيا بملف استضافة «يورو 2032»، ويتنافس مع الملف الإيطالي على شرف تنظيم البطولة، ومن المقرر أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بشأن الملف الحاصل على حق تنظيم البطولة في أكتوبر 2023، فيما تقام النسخة المقبلة من «يورو 2024» في ألمانيا. 
وتعد المرة الثانية التي استضاف فيها ملعب أتاتورك لنهائي دوري أبطال أوروبا، بعد نهائي عام 2005 بين ميلان الإيطالي، وليفربول الإنجليزي، وانتهت المباراة بفوز «الريدز» بركلات الترجيح، ويعد الاستاد من أفضل الملاعب في تركيا، وتم تحديثه مؤخراً ليكون جاهزاً لاستضافة أهم نهائي بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ونال الملعب لقب المجمع الرياضي، والمصنف «5 نجوم» من الاتحاد الدولي «الفيفا».
وفي 22 سبتمبر 2013، شهد استاد أتاتورك رقماً قياسياً، على مستوى الحضور الجماهيري في مباراة كرة القدم التركية، وحضرها 76 ألفاً و127 متفرجاً، مباراة «ديربي» إسطنبول الكبير بين الغريمين جلطة سراي وبشكتاش ضمن الدوري، وبعد إعادة تجديده عام 2020، ويستوعب 82 ألف متفرج، وفق معايير الاتحاد الأوروبي.

«جوهرة تركيا» في «الريال»
خطف الموهبة التركية الشابة أردا جولر لاعب فنربخشة، والذي يطلق عليه «جوهرة تركيا»، الأضواء في العالم طوال الفترة الماضية، بعد انضمامه إلى ريال مدريد لمدة 6 مواسم، حتى عام 2029، وهي الصفقة التي تحدث عنها العالم، بعد صراع بين الأندية الأوروبية على خطفه، ويعد جولر ثاني لاعب تركي ينضم إلى «الملكي»، بعد نوري شاهين الذي انضم إلى «الريال» قبل 11 عاماً قادماً من دورتموند.
أندية الإمارات في «وجهة المعسكرات»
اختار فريق الإمارات العائد إلى دوري المحترفين، السفر إلى تركيا لإقامة معسكره الخارجي استعداداً للموسم الكروي الجديد، وبالتحديد في مدينة أزميت، وتعد مدن تركيا جاذبة للأندية العربية والخليجية والآسيوية، وأيضاً الأوروبية لإقامة معسكراتها.
وتعد أنطاليا واحدة من أهم المدن المفضلة لإقامة المعسكرات، لامتلاكها المرافق الرياضية الخارجية والمغلقة المجهزة بشكل رائع لتقديم خدمات رياضية بجودة عالية، كما تساعد شبكة النقل والمواصلات المتنوعة بالوصول إلى مختلف المرافق الرياضية بكل سهولة ويسر.
وتفضل الأندية من مختلف دول العالم منها الأندية الإماراتية مدينة أنطاليا، بمرافقها الرياضية ذات المستوى العالمي لإقامة المعسكرات الرياضية، وتنظيم البطولات والبرامج التدريبية، حيث توفر المدينة ما يقارب 200 ملعب تدريب بالمعايير الدولية، و3 ملاعب كبيرة، وتم استضافة ما يقارب 1500 فريق كرة قدم من الدوريات الكبرى والفرعية من 20 دولة مختلفة، خلال فترة المعسكر بين يناير إلى أبريل 2018.
وتستضيف المدينة مختلف البطولات الرياضية الوطنية منها والدولية، ومن أبرزها الرياضات المائية، مثل السباحة وركوب الأمواج والغوص الحر والطيران المظلي وكرة المضرب، ومنذ عام 1991 تقام سنوياً على شواطئ أنطاليا بطولة الكرة الطائرة الشاطئية وبطولة كرة اليد الشاطئية. 

«إبل التولو» مصارعة من التراث
تعد مصارعة الإبل تقليداً قديماً، ويمتد تاريخها لمئات السنين في منطقة بحر إيجة ومدن البحر الأبيض المتوسط في تركيا، وتعد الرياضة واحدة من الرياضات التي تملك شعبية كبيرة في تركيا، وتقام مصارعة الإبل عن طريق قواعد معينة، وعادة ما تقام خلال فصل الشتاء من ديسمبر إلى مارس بمثابة مهرجان الشتاء، ويرجع أصلها للقبائل البدوية الذين يعتمدون على الهجن في معيشتهم.
وتتم تربية الإبل الذكور خصيصاً للمصارعة وتكون من نوع معين يعرف باسم «إبل التولو»، وتقام هذه المصارعة أيضاً في ولاية أيدين، أزمير، موغلا، دنيزلي ومانيسا في منطقة بحر إيجة، باليكسير وكاناكالي في منطقة مرمرة، أنطاليا، بوردور وأسبرطة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويحضر مهرجان مصارعة الإبل آلاف المتفرجين الذين يستمتعون بقضاء وقت متميز مع العائلة والأصدقاء.
نجوم العالم في «كتف بكتف»
جمع نجوم الرياضة الأتراك بمشاركة بعض نجوم كرة القدم العالميين نحو 546 مليون ليرة تركية «45 مليون دولار» في حملة المساعدات «كتفاً بكتف» التي نظمتها مؤسسات رياضية تركية لدعم متضرري الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي. 
ونظم حملة «كتفاً بكتف» وزارة الشباب والرياضة التركية، واتحاد كرة القدم التركي، ومؤسسة رابطة أندية الدوري الممتاز، بمشاركة الأندية التركية ورياضيين أتراك، وبُثت مباشرة على العديد من القنوات الرياضية. 

«مصارعة الزيت» في «قائمة اليونيسكو»
تعد مصارعة الزيت واحدة من أكثر الرياضات شعبية في تركيا، وأقدم مظاهر الرياضة في العالم، حيث يتجاوز عمرها 650 عاماً، وهي رياضة تنافسية وطنية تركية، تقام منافساتها سنوياً، وتعد واحدة من أصعب الرياضات، حيث يرتدي المصارعون سراويل قصيرة ضيقة مصنوعة من جلد الجاموس، يصل وزنها إلى 13 كيلو جراماً، ويقومون بدهن أجسامهم بزيت الزيتون، مما يؤدي إلى صعوبة الإمساك بالخصم وطرحه على الأرض.
ويتنافس المشاركون للحصول على الحزام الذهبي، وتقام هذه الرياضة في مهرجان 27  يونيو خارج المدينة التركية شمال غرب أدرنة، وتم إدراج رياضة مصارعة الزيت في قائمة منظمة اليونيسكو جزءاً من التراث الثقافي، ويقام مهرجان مصارعة الزيت لمدة أسبوع، بحضور الفنانين والشخصيات المشهورة في تركيا ومن جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى ملايين المتفرجين، حيث تولد هذه الرياضة قدراً كبيراً من الحماس.
«طوكيو 2020» تدشن «عصر الإنجازات» 
تعيش الرياضة التركية عصر الإنجازات، من خلال الألقاب والميداليات التي يحرزها الأبطال في الدورات الدولية والقارية والإقليمية، حيث حقق أبطال تركيا 13 ميدالية، بواقع ذهبيتين وفضيتين و9 برونزيات في أولمبياد «طوكيو 2020»، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها هذا العدد من الميداليات منذ «أولمبياد 1936».
وحقق الأتراك المركز الثاني في الترتيب العام لدورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في مدينة وهران الجزائرية العام الماضي برصيد 108 ميداليات، منها 45 ذهبية و26 فضية و37 برونزية، وتصدرت تركيا جدول ميداليات دورة التضامن الإسلامي التي أقيمت في قونية برصيد 341 ميدالية، 145 ذهبية، و107 فضيات، و89 برونزية.
وتُوج المنتخب التركي لكرة القدم لمبتوري الأطراف بكأس العالم. بعد فوزه على أنجولا 4-1، في المباراة النهائية التي استضافتها إسطنبول العام الماضي، وشارك فيها 24 منتخباً. 
وحققت الكرة التركية إنجازات مهمة على المستوى العالمي، وفي عام 2002، احتفل المنتخب التركي بأكبر نجاحاته في كأس العالم لكرة القدم، حيث حل في المركز الثالث في مونديال اليابان، وعلى المستوى القاري، فقد حقق نادي غلطة سراي أكبر نجاح لفريق في تركيا عام 2000 عندما فاز بكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي.
وقفزت الإنجازات من 2637 ميدالية ملونة عام 2009 إلى أكثر من 6 آلاف ميدالية بحلول عام 2018، وزادت هذه الأرقام وصولاً إلى عام 2023.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©