عمرو عبيد (القاهرة)
احتضن «ملعب الاتحاد» مئات المباريات، المحلية والقارية، خلال السنوات الماضية، وكان شاهداً على أفراح وانتصارات عديدة وكبيرة، تزيّن بالكؤوس واحتفى بالتتويجات، وودّع النجوم ورحّب بالصفقات، تغيّرت ملامحه وتطورت بصورة مُذهلة في السنوات الأخيرة، وزادت مدرجاته واتسعت جنباته وزاد فخامة تليق بـ«عملاق» أذهل الإنجليز والعالم بأكمله، لأن «الاتحاد» لم يعُد مُجرد ملعب كرة قدم، بل صار «شاهداً» على نجاحات وسعادة «العصر الظبياني»!
1 عبر سنوات طويلة، حظي «ملعب الاتحاد» بعشرات الليالي التاريخية التي لا تُنسى، وجاءت البداية قبل تغيير اسمه إلى «الاتحاد»، عندما شهد تسجيل أول فوز لـ«السيتي» في «البريميرليج» تحت القيادة الإماراتية في عام 2008، وتحديداً في 21 سبتمبر، ولم يكن انتصاراً عادياً، إذ سحق «البلو مون» بورتسموث بـ«نصف درزن» من الأهداف بعد بضعة أسابيع من استحواذ أبوظبي على «عملاق مانشستر»، ويومها تألق البرازيلي روبينيو، هدية أبوظبي لفريقها الجديد آنذاك، وسجّل هدفاً وصنع آخر في ليلة حملت عنوان «البداية» في العهد الظبياني الباهر.
2 بعد تغيير الاسم إلى «ملعب الاتحاد» رسمياً في يوليو 2011، افتتح «البلو مون» موسم 2011-2012 فوق أرضيته الجديدة مُحققاً الفوز على سوانزي سيتي بنتيجة 4-0، في 15 أغسطس 2011، والمثير أن هذا الموسم كان تاريخياً في كل شيء يخص «السيتي» و«الاتحاد»، حيث خاض الفريق أولى مبارياته بدوري أبطال أوروبا بعد غياب دام 43 عاماً، وشهد «ملعب الاتحاد» يوم 14 سبتمبر من نفس العام مواجهة السيتي ونابولي، التي انتهت بالتعادل 1-1 آنذاك.
3 سجّل «البلو مون» انتصاره الأول في ملعبه بعد شهر واحد عندما تغلّب على فياريال بنتيجة 2-1، بعد «ريمونتادا مثيرة»، أحرز فيها «الأسطوري» أجويرو هدف الفوز القاتل في الدقيقة (90+4)، وبعدها وقّع «الاتحاد» على أشهر وأروع مباريات «السيتيزن» في العهد الإماراتي، يوم 13 مايو 2012، عندما حصد لقب «البريميرليج» بفوزه الخيالي على حساب كوينز بارك رينجرز في آخر جولات الدوري، بنتيجة 3-2 في اللحظات الأخيرة القاتلة أيضاً، بهدفي دجيكو وأجويرو «الخالدين»!
4 في موسم 2013-2014، كانت «السداسيات» تلمع في سماء «ملعب الاتحاد»، تارة أمام توتنهام وأرسنال في «البريميرليج»، بـ6-0 و6-3 على الترتيب، وكذلك 6-0 أمام وستهام في نصف نهائي كأس الرابطة التي تُوج بها، وشهد «الاتحاد» لحظة التتويج بالدوري مرة أخرى بعد الفوز على وستهام في الجولة الأخيرة وحصد اللقب بفارق نقطتين عن ليفربول.
5 في موسم 2015-2016، توهج استاد «الاتحاد» بالرداء القاري، عندما احتفى ببلوغ «السيتي» ربع نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى، وكذلك تجاوزه عندما فاز على باريس سان جيرمان 1-0 يوم 12 أبريل 2016، وبعد أسبوعين شهد إقامة أول مباراة لـ«السماوي» في نصف نهائي «الشامبيونزليج»، التي انتهت بالتعادل السلبي مع ريال مدريد، وكان «الاتحاد» حاضراً ومتألقاً في موسم 2018-2019، الذي حقق خلاله «السيتيزن» نتائج غير عادية، بينها عدة «سداسيات» وقع ضحيتها هدرسفيلد تاون، ساوثهامبتون، شاختار، وتشيلسي، وكذلك «السُباعيات» التي ضربت روثرهام وشالكة، بجانب الـ9 أهداف التي مزقت شباك بيرتن ألبيون في نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية.
6 خلال المواسم الأخيرة، شهد «الاتحاد» تجاوز عقبة «الباريسيين» بنتيجة 2-0 ليبلغ «السيتي» نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، وكذلك التتويج «الدرامي» بلقب «البريميرليج 2021-2022» بعد «الريمونتادا المخيفة» أمام أستون فيلا التي حوّل فيها «سيتي بيب» التأخر بهدفين إلى فوز بـ«الثلاثة»، وحمل الموسم الحالي «تعويضاً» لجماهير السيتي وملعب «الاتحاد» بفوز «سُداسي» على «اليونايتد» بنتيجة 6-3، إذ كانت الأولى في ملعب أولد ترافورد عندما سحق «السيتي» جاره اللدود بـ6-1، كما حقق «البلومون» بين جدرانه الفوز التاريخي بـ«رُباعية» على ريال مدريد في نصف نهائي «الشامبيونزليج»، ليكون «المفتاح السحري» لنيل اللقب الغالي هذا الموسم.